في بداية الأسبوع الماضي كنت بصدد كتابة المقال في مديح وتقديم الشكر للسيد وزير الداخلية لما لمسناه من بوادر الأمن علاوة علي نشاطة في القبض علي عتاة المجرمين الذين كانوا يروعون المواطنين. لكن.. ما أن بدأت أيام الأسبوع تتوالي حتي ظهر الانفلات مرة ثانية وبطريقة منظمة في شكل السطو المسلح علي البنوك وأماكن الصرافة والبريد ثم تلاه يوم الأربعاء الحزين الذي فقدنا فيه مايقترب من الثمانين من شباب مصر الصاعد في مأساة مباراة الكرة بين النادي المصري والنادي الأهلي واكتشفنا الغياب الكامل للامن اثناء المباراة.. كما غاب أيضا علاوة علي مدير الأمن السيد المحافظ وهو الحاكم المحلي للمدينة فحدث ماحدث وكان متوقعا وهذه الاحداث التي انتهت في مجلس الشعب في جلسة الخميس بتوجيه الاتهام الرسمي الي وزير الداخلية.. ومع انه المسئول بحكم منصبه فيما حدث الا انني أشك في ان هذا كان تخطيطا مما يسمونه اللهو الحقي.. لاقصاء هذا الوزير. الذي كان في طريقه لتحقيق خطوات للأمن في مصر فكان لابد من كسره واقصائه هنا تصل إلي السؤال الاساسي وهو من المستفيد من وراء تلك الأحداث؟ الاجابة الواضحة والصريحة هي هؤلاء الذين اقصوا عن الحياة السياسية والموجودون الآن في سجن طره أو منتجع طره كما يطلقون عليه وكذلك البقية الباقية من رءوس الحزب الوطني والمستفيدين منه, والذين مازالوا في مواقع كثيرة نافذة في كل المؤسسات ام ان هناك مستفيدين اخرين؟ الحقيقة ان كل الثورات في العالم لابد ان يتبعها عملية تطهير تماما كما يطهر الجرح العميق من الميكروبات التي ترعي فيه.. لكن الحادث ان عملية التطهير هذه لم تحدث, كما لم تحدث محاكمات حقيقية وحاسمة تشغي غليل هذا الشعب الذي ظلم سابقا والمظلوم حاليا رغم تضحياته من الشهداء والمصابين. * مطلوب محاكمات سريعة وناجعة وواضحة وعادلة والا فان هؤلاء المبعدين بداية من الرئيس المخلوع وابنائه ووزرائه ومجموعته الفاسدة.. ليسوا مبعدين او مسجونين بقدر ماكانوا محميين في أماكنهم من غضب الشعب.. اي انهم في أمان تام وليسوا في سجون. [email protected]