فشلت القوي الثورية أمس في تسليم خطاب تكليف برلمان الثورة بنقل السلطة من المجلس العسكري بسبب الدروع البشرية التي شكلها شباب جماعة الاخوان في الشوارع المؤدية الي مجلس الشعب, مما ادي الي اشتباكات بين المتظاهرين وشباب الجماعة اسفرت عن71 مصابا وقال عادل عدوي مساعد وزيرالصحة للشئون العلاجية: إنه تم إسعاف42 حالة في مكان الحادث من خلال فرق المسعفين, فيما تم تحويل17 مصابا الي مستشفي المنيرة العام و11 آخرين الي مستشفي قصر العيني ومصاب الي قصر العيني الجديد, مشيرا الي ان الاصابات تنوعت بين الكسور والكدمات والجروح. وأثار وقوف شباب الإخوان عقبة في طريق تسليم خطاب التكليف الي البرلمان غضب الثوار الذين هددوا باعتصام مفتوح يوم11 فبراير احتجاجا علي موقف الاخوان وفرض سيطرتهم علي شارع حسين حجازي المؤدي للبرلمان. وأكد ممثلو الحركات الثورية خلال مؤتمر صحفي عقدوه مساء امس انهم سيطرحون خطاب التكليف من خلال مسيرات شعبية لحشد رأي عام يدعم تسليم السلطة من المجلس العسكري. وقال خالد السيد عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة إن ماحدث من شباب الجماعة يشير الي اننا امام بوادر تشكيل سلطة قمعية جديدة, ويؤكد تخوفاتنا بشأن وجود صفقة بين الجماعة والمجلس العسكري. وأضاف مصطفي شوقي عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة وأحد المنسقين لمسيرة أمس ان ما حدث يؤكد ان الثورة لم تنجح ومن الممكن ان ينقلب الشعب علي برلمان الاخوان كما انقلبوا علي برلمان أحمد عز حسب تعبيره. وأعلن عمرو حامد عضو اتحاد شباب الثورة انه سيتم تنظيم مسيرات شبابية لطرح خطاب التكليف في المناطق الشعبية من أجل خلق رأي عام داعم لذلك, الي جانب الاعتصام في ميدان التحرير في ذكري تنحي الرئيس المخلوع في11 فبراير. من جانبه, قال النائب البرلماني محمد عبدالمنعم الصاوي ل الأهرام المسائي: أحنا محبوسين في البرلمان ومش عارفين ايه اللي بيحصل بره, مؤكدا انه سيجري اتصالا بالدكتور محمد البلتاجي امين حزب الحرية والعدالة للوقوف علي حقيقة ماتردد بشأن اعتداء شباب الاخوان علي المتظاهرين. كان آلاف المتظاهرين قد وصلوا أمس الي مقر مجلس الشعب لتسليم خطاب التكليف للنواب لكن شباب الاخوان اعترضوهم فقاومهم المتظاهرون بالحجارة والزجاجات الفارغة والصواعق الكهربائية ورددوا هتافات ياكتاتني قول قول انت ثورة ولافلول و بيع بيع بيع الثورة يابديع ولاعسكر ولا إخوان لسه الثورة في الميدان, فيما توجهت تعزيزات امنية من قبل قوات الامن المركزي من شارع قصر العيني الي محيط مجلس الشعب لتأمين المنطقة. وتضمن خطاب التكليف الذي أعده الثوار مطلبا واحدا هو فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة يوم11 فبراير تحت اشراف مجلس الشعب وتنفيذ اللاءات الثلاثة: لا للخروج الآمن للمجلس العسكري, ولا لانتخابات رئاسية, ولا دستور تحت حكم العسكر. كما تضمن الخطاب آليات تحقيق ذلك من خلال مطالبة البرلمان بتشكيل لجنة لها صفة الضبطية القضائية للتحقيق في كل أحداث قتل المتظاهرين منذ يناير حتي أحداث مجلس الوزراء وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة أيا كانت مناصبهم بالاضافة الي تشكيل لجنة فورية من اعضاء المجلس تختص بكل الشئون والاجراءات التي تستلزمها انتخابات الرئاسة, وفتح باب الترشح للانتخابات في موعد أقصاه11 فبراير2012 الي جانب تشكيل لجنة من منظمات المجتمع المدني المصرية والثوار للمشاركة في الاشراف علي تلك الانتخابات. ومنعت المسيرة النواب من الخروج من الباب رقم4 أمام وزارة الصحة خاصة النواب أصحاب السيارات الذين ظلوا داخل البرلمان لمدة تصل الي ساعة ونصف الساعة بعد انتهاء الجلسة المسائية. وصدرت تعليمات بفتح باب5 من ناحية شارع الشيخ ريحان لخروج النواب والعاملين بالأمانة العامة بسياراتهم بعد ان أصيب الجميع بحالة من الذعر والخوف من احتمالات اقتحام مبني البرلمان. في سياق متصل, نظم ائتلاف شباب الثورة بالاسماعيلية مسيرة مساء امس للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وتحقيق مطالب الثورة, كما شهدت محافظة السويس مسيرة مماثلة لتكتل شباب السويس انطلقت من مسجد الشهداء وانضم اليها العمال المحتجون ضد توقف مصانعهم عن العمل.