خرج محمود الذي لم يتجاوز عمره الخمسة عشر عاما من منزله فجرا للتوجه لعمله كتباع علي إحدي السيارات الميكروباص بشبرا الخيمة خلال اجازته الأسبوعية يوم الجمعة, حيث يذهب باقي الأيام إلي مدرسته الصناعية. كان الصبي يسعي لتوفير مصروفات دراسته بالصف الثاني الثانوي من خلال عمله مع أحد السائقين. توجه الصبي أحد أيام الجمعة فجرا لتسلم السيارة فطلب منه السائق أن يقودها لعدة ساعات داخل منطقة سكنية, وبالفعل نفذ تعليمات سائق السيارة, ولكن مع دقات الثالثة عصرا كان علي موعد مع القدر, حيث جاءت سيدة وشقيقها من مدينة أشمون بالمنوفية ليطلبا منه توصيلهما إلي منطقة قليوب مقابل50 جنيها. فرح الصبي بهذا المبلغ المغري فتوجه بهما إلي مدينة قليوب عبر طرق جانبية لأنه لا يملك رخصة قيادة إلا أنهما طلبا منه توصيلهما إلي أشمون مقابل100 جنيه فوافق دون تردد, وعندما وصل لبلدتهما أخبراه بأن العمل بالميكروباص لديهما يدر ربحا وفيرا, وجاءت موافقة الصبي لتضع نهاية لحياته علي أيدي السيدة وشقيقها اللذين كانا يدبران لقتله وسرقة سيارته الميكروباص وبيعها لمرورهما بضائقة مالية كبيرة. وبالفعل قاما بدس السم له في الطعام حتي تخلصا منه وألقيا بجثته في طريق مهجور بالمنوفية وظنا أن جريمتهما لم تنكشف, غير أن مباحث القليوبية بالتعاون مع مديرية أمن المنوفية نجحت في القبض علي المتهمة وشقيقها, حيث اعترفا بارتكابهما الجريمة. كان اللواء محمد الفخراني مدير أمن القليوبية قد تلقي اخطارا من العقيد محمد شرباش رئيس فرع البحث الجنائي بجنوب القليوبية بورود اشارة من مديرية أمن المنوفية بالعثور علي جثة لصبي يدعي محمود عبد العال زكي15 سنة طالب بالصف الثاني الثانوي الصناعي بشبرا الخيمة, وقد أدلي أحد أقاربه الذي يقيم بالمنوفية بأوصافه وتعرف عليه عن طريق نشر الصورة. توصلت جهود البحث لضباط البحث الجنائي بالقليوبية والمنوفية إلي أن السيدة التي قامت باستدراج المجني عليه تدعي نجوي34 سنة مطلقة ولديها طفلة8 سنوات وشقيقها فارس حلمي39 سنة يمران بضائقة مالية وانهما استدرجا السائق لسرقة السيارة وقاما ببيعها لتاجر خردة بمبلغ4 آلاف جنيه وتوالي بيع السيارة حتي وصل ثمنها إلي10 آلاف جنيه, حيث قام المشتري الأخير بارسالها إلي أحد الحدادين لتغيير معالمها إلا أنه شك في السيارة وقام بإبلاغ رجال الشرطة الذين تمكنوا من ضبط المتهمة وشقيقها, كما تم ضبط سائق السيارة الميكروباص بشبرا الخيمة والذي تبين أنه تلقي اتصالا هاتفيا من الصبي القتيل قبل ساعات من مقتله أخبره فيها بواقعة خطفه ومكان وجوده ورفض ابلاغ الشرطة بتفاصيل المكالمة خوفا من المساءلة القانونية.