بالتخصص خسر الزمالك من إنبي وفشل في الثأر منه بعدما حرمه من التتويج بكأس مصر قبل أشهر غير بعيدة ونال الهزيمة من منافسه مرة أخري1/2 في اللقاء الذي أقيم بينهما مساء أمس الجمعة في الأسبوع رقم16 لمسابقة الدوري العام بعد مبارة صورة طبق الأصل من نهائي الكأس بعدما تقدم الزمالك بهدف سجله أحمد جعفر في الدقيقة13 من الشوط الثاني.. وتعادل أحمد رءوف في الدقيقة27.. وأضاف أحمد عبد الظاهر الهدف الثاني في الدقيقة35 ليخسر الزمالك أول مواجهة له في سلسلة مبارياته الصعبة المتبقية في الدور الأول. قدم الفريقان عرضا طيبا في المباراة التي بدأت بإثارة جماهيرية عندما قذفت المدرجات أعدادا كبيرة من الكرات دفعت الحكم ياسر عبد الرءوف لإيقافها مبكرا وانتهت بقذف الجهاز الفني بزجاجات المياه لدرجة أن حسن شحاتة هدد بالرحيل.. ولكن قمة المتعة شهدها الشوط الثاني الذي كان أشبه بصراع قوي وممتع بين كبيرين علي الفوز لم يقلل منه إلا الهتافات الخارجة في المدرجات التي طالت كل من شارك في المواجهة من أجهزة فنية لطاقم الحكام للاعبين دون مبرر رغم سخونة وحلاوة المواجهة ليصبح إنبي العقدة التي تطارد الزمالك كل دوري أو علي الأقل أصبح مكتوبا علي الزمالك أن يخسر منه في ستاد المقاولون العرب بالجبل الأخضر. جاء الشوط الأول متوسط المستوي بعدما اختلفت الطموحات بين الفريقين بشكل كبير وواضح ففي الوقت الذي كان أقصي ما يحلم به حسام البدري المدير الفني لإنبي الخروج بالتعادل وعدم اهتزاز شباكه.. فإن حسن شحاتة نظيره في الزمالك ليس أمامه في كل المباريات إلا خيار الفوز لأنه يلعب من أجل لقب البطولة الغائب عن ميت عقبة منذ سنوات طويلة. والمثير أن الزمالك وإنبي لعب كل منهما بطريقة رقمية تكاد تكون واحدة وهي4-123 والفارق بين قدرات اللاعبين ونزعاتهم الهجومية ورغباتهم في الفوز وجرأتهم في الوجود في الثلث الهجومي وهي أشياء كانت أعلي لدي لاعبي الزمالك في الشوط الأول بكل المقاييس بصرف النظر عن حجم التأثير الفعلي لهم علي مرمي علي لطفي حارس إنبي الذي لم يتعرض لاختبارات كثيرة ولا لضغط رهيب. والأكثر إثارة أن القدرات الفنية والمهارية لدي لاعبي إنبي الذين بدأ بهم حسام البدري المباراة لم تكن أقل بأي حال من الأحوال عن الزمالك فالتشكيل ضم علي الأقل سبعة لاعبين يملكون قدرات مهارية عالية بعدما اعتمد علي الحارس علي لطفي وأمامه عمرو فهيم ومانو وأسامة رجب ومحمد ناصف, وفي وسط الملعب نادر العشري ومحمد شعبان ومحمد صبحي كثلاثي ارتكاز.. وأمامهم الثلاثي ديفونييه ومحمود كهربا.. وأحمد عبد الظاهر كرأس حربة وحيد. ولا أحد يختلف علي القدرات المهارية والإمكانات العالية لمحمد ناصف ومحمد شعبان ومحمد صبحي ومحمود كهربا وديفونييه وأحمد عبد الظاهر عندما يتقدمون في الثلث الهجومي من صناعة اللعب للقدرة علي الاختراق والتسديد والإنهاء وحتي التمرير الجيد المتقن بكل أنواعه ولكنهم لم يكن لهم طموحات في الثلث الهجومي بعدما اعتبروه من المحرمات أو المناطق التي يلعبون فيها تأدية واجب وليست من صميم أولوياتهم مما أفقدهم الخطورة طوال الشوط الأول علي مرمي عبد الواحد السيد لحد كبير للدرجة التي يمكن أن يقال فيها إن الحارس الكبير لم يختبر ولم يتصد لأي كرة سهلة أو حتي صعبة.. حتي التسديدة القوية التي نفذها أحمد عبد الظاهر من ضربة حرة مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة26 وهي كانت الأخطر لإنبي بالإضافة لعرضية نفذها محمد شعبان باقتدار من ضربة حرة مباشرة مرت من الجميع وفشل محمود كهربا في السيطرة عليها وهو علي بعد خطوتين من المرمي في الدقيقة.35 وباستثناء فرصتا إنبي لم تكن هناك خطورة علي مرمي عبد الواحد السيد ليبقي السؤال قائما يفرض نفسه بقوة لماذا فشل إنبي في التأثير الهجومي رغم ما امتلكه من لاعبين مميزين في القطاعين الأوسط والهجومي؟.. والإجابة تتعلق بالقدرة علي التطوير وبحجم الوعي الذي كان ضعيفا عن العديد من اللاعبين ثم الأهم بأن اهتمامهم الدفاعي كان علي قمة أولوياتهم للحد الذي فقدوا فيه روح المغامرة التي ميزتهم في مواجهات عديدة خاضوها في المسابقة بصرف النظر عن النتائج. والأهم من كل ذلك أن التغيير الذي أجراه حسام البدري في تشكيله الأساسي بوضعه لأول مرة أحمد عبد الرءوف المهاجم المميز علي دكة البدلاء ودفعه بديفونييه بدلا منه أعطي للفريق شعورا بأن الأولوية المطلقة في التعادل خاصة إذا وضع في الاعتبار حجم المهام الدفاعية التي كلفه بها المدير الفني للحد الذي بدا فيه النجم الإيفواري كلاعب وسط أكثر منه رأس حربة صريح بعدما تولي عند فقد الكرة مهمة التراجع لغلق المنطقة اليمني اليسري للزمالك لإيقاف خطورة شيكابالا ومحمد عبد الشافي ومحمد إبراهيم الذين تناوبوا الاختراق فيها. ورغم أن ديفونييه كان الأفضل في فريقه ولم يتسلم كرة إلا وأحسن الإنهاء, فإن المشكلة كانت في محمود كهربا الذي بدا بعيدا عن مستواه بشكل كبير مما أفقد إنبي الكثير في الثلث الجماعي خاصة أن محمد شعبان ونادر العشري لم يفرطا في التقدم في الثلث الهجومي بالإضافة إلي أن المساندة من الطرفين لم تكن جيدة خاصة من محمد ناصف المميز للغاية. ولم يكن الوضع في الزمالك أفضل بعدما كان التنظيم في الثلث الهجومي غير جيد من اللاعبين رغم التشكيل الذي بدأ به حسن شحاتة والذي لم تكن به تعديلات كبيرة في مجموعة المهاجمين علي الأقل.. ولعب بعبد الواحد السيد في حراسة المرمي, وأمامه الرباعي صلاح سليمان وهاني سعيد وأحمد سمير ومحمد عبد الشافي, وفي وسط الملعب ثلاثي الارتكاز موندومو الوافد الجديد في أول تجربة له, ونور السيد وأحمد توفيق, وشيكابالا ومحمد إبراهيم والبنيني رزاق كرأس حربة وحيد. وبدت مشكلة الزمالك في ثلاثي الارتكاز بصرف النظر عن قدراتهم العالية ولكن مساندتهم الهجومية لم تكن جيدة في ظل غياب التجانس بينهم وهو ما أثر بشكل كبير علي انتشارهم والمساحات التي وجدوا فيها في الثلث الهجومي سواء للسيطرة علي الكرة لتحقيق مبدأ استمرارية الهجمة وللمساعدة في البناء لتحقيق أقصي قدر ممكن من الضغط الهجومي علي المنافس وفي مساحات تسمح بالتنظيم الجيد وبالكثافة العالية علي دفاع الخصم. ورغم ذلك فإن الزمالك تميز في قدرة محمد عبد الشافي علي الاختراق واللعب مع محمد إبراهيم وشيكابالا بالتمرير المزدوج أو الثلاثي ووصل أقصي من مرة لأبعد نقطة في ملعب إنبي ولكنه لم يحسن الاستفادة بما نفذه من اختراقات مثله كمحمد إبراهيم وشيكابالا ليكون السؤال لماذا فشل الزمالك رغم سيطرته الكبيرة علي الكرة؟!!. والإجابة تتعلق بأن من يريد اللعب بمهاجم واحد بشكلها الهجومي لتحقيق الفوز عليه أن يختار في لاعبي الوسط المهاجمين من لديه القدرة علي أن يكون رأس حربة بكفاءة عالية أو يجيد علي الأقل مهامه من استغلال للكرات العرضية والتحرك في منطقة الجزاء والاستلام تحت ضغط واللعب بالرأس والالتحام القوي, وهو ما لا يتوافر في النجمين شيكابالا ومحمد إبراهيم رغم الاعتراف الكامل بقدراتهم الفنية العالية. ولم يكن للزمالك خطورة كبيرة علي مرمي علي لطفي في الشوط الأول والسبب أن الفريق خسر الكثافة العددية في منطقة الجزاء, ولم يكن توزيع لاعبيه لا في المناطق المؤثرة ولا بالعدد المطلوب لتحقيق الارتباك والضغط علي مدافعي إنبي ولكن الأهم يتعلق بقدرة ثنائي قلب الدفاع في إنبي عمرو فهيم ومانو, والأول لاعب متفوق لأقصي درجة في كل شيء يتعلق بوظائف مركزه وبمهامه في الضغط والرقابة, بل والتحول أنه صمام أمان إنبي ورغم سنه الكبيرة فإنه يبدو أفضل من هم في العشرين من عمرهم وهو كلمة السر في مثل هذه المواجهات في إنبي, ويكفي أن الزمالك لم تسنح له فرصة إلا من خطأ دفاعي في الدقيقة13 استغله رزاق لينفرد تماما ويسدد ينقذها علي لطفي ويحولها لضربة ركنية لينتهي الشوط الأول صفر صفر. ويشهد الشوط الثاني قمة الإثارة من الفريقين بعدما اختلفت الأولويات لحد ما بالإضافة للتغيير الرائع الذي أجراه حسام الدبري بسحبه لمحمود كهربا والدفع بصالح جمعة الذي منح اللاعبين ثقة وفاعلية في الثلث الهجومي لقدرته الرائعة علي التمرير والجري بالكرة, وشهد الشوط خطورة مبكرة من إنبي عندما قاد ديفونييه هجمة منظمة من وسط الملعب ومرر رائعة لأحمد عبد الظاهر سددها فوق العارضة.. ويدفع حسن شحاتة بأحمد جعفر بدلا من محمد إبراهيم ليلعب برأسي حربة علي أمل زيادة الكثافة الهجومية علي مرمي علي لطفي والوجود للاعبيه في منطقة جزاء إنبي. ورغم ذلك فإن الزمالك فقد توازنه في وسط الملعب مع الهجمات المرتدة السريعة خاصة مع الاندفاع الكبير من ثلاثي الارتكاز في وسط الملعب وهي مشكلة كبيرة وضخمة للغاية خاصة إذا وضع في الاعتبار ضعف سرعات قلبي الدفاع صلاح سليمان وهاني سعيد وخسارتهم لكل سباقات السرعة ولعمليات الضغط في وسط الملعب.. وكاد يسجل صالح جمعة عندما مرر له ديفونييه كرة رائعة ولكنه سدد بشكل سيئ في جسد عبد الواحد السيد. ورغم أن فرصتي إنبي كانتا أشبه بجرس إنذار للزمالك فإن الهدف الذي سجله أحمد جعفر في الدقيقة15 عندما مرر شيكابالا الكرة بشكل سييء يفشل أسامة رجب في تشتتيها بعد سيطرته عليها لسقوطه علي الأرض لتصل إلي نور السيد يمررها مباشرة إلي أحمد جعفر يسددها باقتدار داخل المرمي مسجلا الهدف الأول. ولا يجد حسام البدري أمامه إلا البحث عن الهجوم باللعب بأحمد رءوف الذي يدفع به بدلا من نادر العشري ليغير طريقته وأسلوب لعبه بما يحقق له التوازن.. والغريب أن الجهاز الفني للزمالك أجري تغييرا سحب به رزاق ليقلل من كثافته الهجومية بشكل كبير أضعف الفريق في الثلث الهجومي. وكان من المنطقي أن يكون إنبي الأكثر خطورة إذا وضع في الاعتبار تنظيمه الجيد باللعب برأسي حربة وخلفهما ديفونييه قبل أن يصاب ويدفع حسام البدري بعادل مصطفي بدلا منه ليكون الفريق أكثر تنظيما وقدرة علي السيطرة بسلاسة في الثلث الهجومي تحت نقص عددي غير عادي من لاعبي الزمالك الذي فقد السيطرة علي الثلث الأوسط في الملعب رغم نزول إسلام عوض. وتأتي الدقيقة27 ليحتسب الحكم ياسر عبد الرءوف ضربة حرة ينفذها باقتدار محمد شعبان داخل منطقة الجزاء يهيئها أحمد عبد الظاهر علي مقربة من نقظة الجزاء لأحمد رءوف يسددها مباشرة داخل المرمي مسجلا الهدف الأول والتعادل لإنبي ليشتعل الملعب من جديد وتعود المباراة لنقطة الصفر مرة أخري. ويرتكب لاعبو الزمالك أخطاء لا تغتفر بالاندفاع نحو الهجوم دون قوة دفاعية لهم في الوقت الذي امتلك فيه إنبي خمسة لاعبين كانت لديهم القدرة علي السيطرة علي الكرة والإختراق وشن هجمات غاية في الخطورة هم عادل مصطفي ومحمد شعبان وأحمد رءوف وأحمد عبد الظاهر وصالح جمعة مما منحهم القدرة علي تهديد مرمي عبد الواحد السيد بشكل كبير بل ان دفاع الزمالك فشل في رقابتهم بعدما فقد المساندة الدفاعية. وينفرد أحمد رءوف في الدقيقة33 وبدلا من التسديد في المرمي يهدي أحمد عبد الظاهر الكرة ليسجل منها ولكن الأخير رفض وأطاح بالكرة فوق العارضة بشكل سييء وكأن مدافع أراد تشتيتها.. ويرد إسلام عوض بتسديدة بجوار القائم الأيمن لعلي لطفي.. وتأتي الدقيقة35 لتشهد انطلاقة من عادل مصطفي من وسط الملعب ويلعب لأحمد رءوف المنفرد ولكنه في إنكار ذات رائع يمرر لأحمد عبد الظاهر الذي يقبل الهدية هذه المرة ويسدد في الزاوية البعيدة مسجلا الهدف الثاني لإنبي. وينزل مشجع زملكاوي للملعب بلا مبرر في الدقيقة36 وتهتف الجماهير ضد الحكم ياسر عبد الرءوف.. ويحاول الزمالك التعادل دون جدوي ويراوغ شيكابالا عمرو فهيم ويسدد يمسكها علي لطفي, وتتعد الفرص الخطرة علي مرمي عبد الواحد السيد في ظل الإندفاع الهجومي لينتهي اللقاء2 1 ويخسر الزمالك ثلاث نقاط في صراع القمة ويتوقف رصيده عند32 نقطة.