نجح الفريق الأول لكرة القدم بإنبي في خطف نقطة ثمينة من الزمالك لصالح الأهلي بتعادله معه صفر صفر في اللقاءالذي أقيم بينهما أمس الثلاثاء في استاد القاهرة في الأسبوع رقم18 للدوري العام ليخسر الزمالك نقطتين غاليتين في صراعه لحصد البطولة التي يتصدر قمتها برصيد39 نقطة وبفارق سبع نقاط عن الأهلي الذي تتبقي له مواجهة مؤجلة مع المصري تقام بعد غد الجمعة في إستاد بورسعيد وبفارق خمس نقاط عن الإسماعيلي الذي صعد للمركزالثاني بفوزه علي الجونة3 2 لتبقي مباراتهما معا المقررة إقامتها يوم الإثنين المقبل بإستاد الإسماعيلية في الأسبوع رقم19 للمسابقة نقطة تحول كبيرة بعدما ضاق الفارق من جديد بينهما. جاء الشوط الأول متوسط المستوي من الناحية الفنية جيد من الناحية التكتيكية والخططية بعدما لعب كل فريق بإسلوب لعب صنع من خلاله زحمة وكثافة عددية عالية في الثلث الأوسط للملعب الذي وجد فيه غالبية الوقت ما يقرب من عشرة لاعبين مما جعل المساحات في وسط الملعب والقدرة علي الصناعة صعب ومستحيلة للغاية رغم الفارق الخططي بين المدربين سواء حسام حسن المدير الفني للزمالك أو مالدينوف نظيره في إنبي.. ولكن المشكلة الرئيسية في الفريقين تمثلت في ضعف القدرة علي التحول من مناطق وسط الملعب للمناطق الهجومية بوعي كبير وبشكل منظم. والمثير أن كل مدير فني منهما حسام حسن و مالدينوف إعتمد علي لاعبي إرتكاز فقط في وسط الملعب ولكن المشكلة أن الكثير جدا من اللاعبين الذين شاركوا للمساندة الهجومية بدأوا عملهم من الثلث الأوسط في الملعب دون إهتمام بالتطوير أو التفرغ للأداء في الثلث الهجومي سواء لعدم قناعتهم بإمكانية إيجاد المساندة والمساعدة من الزملاء أو لأن هناك مشكلات كثيرة لم تجد حلول فورية دفعتهم للتأخر وللتسلم والتحرك وأيضا للعب الفردي. وبدأ الزمالك بإسلوب لعب يعتمد علي الطريقة الرقمية4 3 3 أو بدقة أكثر4 2 1 3 علي إعتبار أن أحمد قطاوي لعب في مساحة أعلي من ثنائي ارتكاز وإهتم بعمق الملعب الهجومي أكثر من الطرف الأيمن وبتشكيل مكون من عبد الواحد السيد وأمامه الرباعي محمود فتح الله وعمرو الصفتي وحازم إمام ومحمد عبد الشافي.. وفي وسط الملعب الثلاثي حسن مصطفي وعاشور الأدهم وأحمد قطاوي.. وفي الهجوم شيكابالا وحسين ياسر المحمدي وأحمد جعفر. في المقابل فإن إنبي لعب معتمدا علي الطريقة الرقمية4 2 3 1 وبتشكيل مكون من محمد أبو جبل في حراسة المرمي وأمامه عمرو فهيم وعبد الظاهر السقا وشريف رجب ومحمد ناصف.. و محمد شعبان وصالح جمعة.. ومحمد الحلواني ومحمد أبو العلا ووليد سليمان.. وأحمد عبد الظاهر. وتشابهت لحد ما طريقة اللعب في الفريقين والتوزيع للاعبين في وسط الملعب مع فوارق بسيطة للغاية فالزمالك لعب برأس حربة وحيد ومثله إنبي وإعتمد علي الإنطلاقات الخاصة للثنائي شيكابالا وحسين ياسر محمدي تماما مثل إنبي الذي ساند هجوميا وليد سليمان ومحمد أبو العلا.. ولكن لماذا رغم هذا التشابه كان سيطرة إنبي أعلي من الزمالك في الشوط الأول وقدرته علي البناء افضل نسبيا من منافسه؟. والإجابة تتمثل في ثلاثة أشياء أن لاعبي إنبي إمتلكوا مرونة أعلي من الزمالك هجوميا ودفاعيا وكانت قدرات لاعبيه في الأداء في كل قطاعات الملعب أفضل بشكل كبير.. وثنائي الإرتكاز في إنبي إمتلك إمكانات ومهارات عالية خاصة الناشئ الصاعد صالح جمعة بحكم أنه يلعب في صفوف الناشئين كمهاجم في الأساس فيمتلك الجراة والقدرة علي اللعب بكفاءة إذا توغل في الثلث الهجومي. ورغم التنظيم الذي بدا جيدا لحد كبير من الناحية التكتيكية في إمتلاك الكرة من اللاعبين في وسط الملعب فإن التأثير الإيجابي علي المرمي إنعدم تماما من الفريقين لعيوب كثيرة أهمها أن الزمالك الذي إعتمد علي أحمد جعفر كرأس حربة وجد مشكلة في السيطرة علي الكرات العالية العرضية أو افستلام تحت ضغط بمهارته المعروفة بعدما تفرغ عبد الظاهر السقا لرقابته بما يملكه من خبرات عالية وقدرات مميزة في اللعب برأسه بالاضافة إلي أن شيكابالا وحسين ياسر لم يهتما بالدخول في عمفق الثلث الهجومي لصناعة المساندة والكثافة المناسبة داخل منطقة الجزاء مما جعل مهام المهاجم شديدة الصعوبة في السيطرة خاصة وأن قلب دفاع إنبي الثاني عمرو فهيم من هؤلاء الذين يجيدون اللعب بالراس أيضا. ونفس المشكلة عاني منها إنبي الذي إعتمد علي رأس حربة أحمد عبد الظاهر الذي لم تصله علي الإطلاق أي كرة داخل منطقة الجزاء أو علي مقربة منها في ظل التباعد الرهيب بين ثنائي إنبي الذي تولي المساندة محمد أبو العلا ووليد سليمان والثاني أفرط كثيرا في اللعب الفردي بلا مبرر وفي كل مرة إنطلق فيها لم يكن في ذهنه إلا ضرورة الإنهاء بنفسه وليس التمرير أو اللعب بجماعية مما أفقد الفريق أهم مميزاته. وما بين اللعب الفردي وغياب المساندة والزحام في وسط الملعب فقد الفريقان القدرة علي التأثير في الثلث الهجومي ولم تكن هناك أي فرص منظمة أو حقيقية لأي منهما طوال الشوط الأول وما أتيح لهما لا يعد أكثر من أشباه للفرص كان أبرزها علي الإطلاق كرة هيأها أحمد جعفر برأسه لحسن مصطفي المتقدم من الخلف علي حدود منطقة الست ياردات ولكنه لم يلحق بها.. والثانية لإنبي عندما إنفرد محمد أبو العلا ولكن سدد بشكل سيء مرت بجوار القائم الأيسر لعبد الواحد السيد لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر صفر. وعكس الشوط الأول بدأ الثاني بنشاط نسبي للفريقين وإقترب إنبي من مرمي عبد الواحد السيد في أول خمس دقائق ولكن سريعا رد الزمالك بهجمة من الناحية اليسري قادها محمد عبد الشافي الذي لعب كرة عرضية لم تجد المتابع لتصل في الناحية اليمني لشيكابالا الذي لعب عرضية رائعة لأحمد جعفر الذي تعرض للدفع بالرأس من عبد الظاهر السقا ليحتسبها الحكم محمد عبد القادر مرسي ضربة جزاء صحيحة في الدقيقة السادسة يسددها محمود فتح الله في الزاوية اليسري ينجح الحارس المتألق محمد أبو جبل في التصدي لها لتصبح الضربة الثانية علي التوالي التي يهدرها اللاعب بعدما تصدي القائم لتسديدته في مباراة بتروجت في الأسبوع رقم17 وحاول حسام حسن في بداية الشوط الثاني علاج نقص الكثافة العددية في منطقة جزاء إنبي التي وضحت في الشوط الأول ودفع بالإيفواري أبو كونيه بدلا من أحمد قطاوي ليتحول أسلوب لعب الزمالك إلي4 2 4 بالإعتماد علي لاعبي إرتكاز هما حسن مصطفي وعاشور الأدهم.. وأمامهم الرباعي شيكابالا وحسين ياسر وراسي حربة أحمد جعفر وأبو كونيه وهو نفس التنظيم الذي أهدي للزمالك الفوز في مواجهته أمام بتروجت. والمشكلة لم تكن في الكثافة العددية التي صنعها حسام حسن في الثلث الهجومي ولكن كان في إفراط جناحي الفريق شيكابالا وحسين ياسر محمدي في اللعب علي الخطين دون الدخول في عمق الملعب لصناعة اللعب أو لصناعة عمق هجمومي يمنح الفريق القدرة علي السيطرة وتنويع الهجمات وفتح محاور متعددة للعب يكون من المستحيل وضعها تحت الرقابة أو السيطرة علي النزعات الهجومية للاعبين. ويكفي أن شيكابالا عندما إهتم بعمق الملعب وتحرك فيه صنع خطورة حقيقية للزمالك وتنوعت الهجمات علي الفريق وزاد عدد الكرات العرضية التي تصدي لها ببراعة الحارس الصاعد المتألق محمد أبو جبل.. بينما حاول مالدينوف تنشيط خط هجومه ودفع بالإيفواري ديفونيه الذي تحرك وفتح مساحات لعب للاعبي خط الوسط ومنحهم الفرصة للتقدم وكان أبرز الإختراقات من لاعب الإرتكاز صالح جمعة الذي إنطلق من الناحية اليمني ومر من محمد عبد الشافي ولعب عرضية قوية أنقذها عبد الواحد السيد بقبضة يده بكفاءة عالية. وكاد يسجل الزمالك في الدقيقة31 عندما أرسل حسن مصطفي تمريرة رائعة خلف قلبي دفاع إنبي عبد الظاهر السقا وعمرو فهيم لأبو كونيه يتسلمها وينفرد تماما بالمرمي ويسدد ينقذها محمد أبو جبل بإقتدار.. ويخرج الصفتي للإصابة ويلعب محمد يونس.. ويعود مالدينوف للدفع بنادر العشري بدلا من صالح جمعة ثم مصطفي جلال ويخرج وليد سليمان ويدافع بقوة عن إنبي. ولا يجد حسام حسن المدير الفني للزمالك إلا منح لاعبيه مرونة هجومية ليبدو وكأنه يهاجم بسبعة مهاجميه بإنضمام حازم إمام ومحمد عبد الشافي وحسن مصطفي للثلث الهجومي ويلعب حازم إمام كرة عرضية كادت تخدع محمد أبو جبل ولكنها مرت بجوار القائم الأيمن ويدفع حسام حسن بعلاء علي في محاولة لخطف الثلاثة نقاط ويحتسب الحكم محمد عبد القادر مرسي خمس دقائق يفشل الزمالك خلالهم في هز الشباك لينتهي اللقاء صفر صفر ويرفع الزمالك رصيده إلي39 نقطة يواصل بهم صدارته لقمة الدوري العام.