في ربوع الليل الساكن مع ضوء القمر الساطع مياه البحر تتلألأفي موجها وسقيع الليل في برد الشتاء, سهرت مع افكاري أبحث عنها لتسكن في قلبي الوحيد لاتنام العين فلا تغمض لها جفون. اين هي من تسكن جواري تؤسني في وحدتي وتواسيني في غربتي تلاحقني باحضانها الدافئة وتأتي تخايلني بجمالها تسحرني بنسيمها تسقيني من عبير هواها وفي لحظات تتقارب القلوب وتتعارف الافكار وقلت لنفسي: هي هي لقد وجدتها وتذهب الاسرة إلي اهلها ويتم المراد من رب العباد وتبدأ حياة جديدة بالحب والود والصدق والامانة والتفاني.. نعم لقد وجدتها من بحثت عنه فكنت اعمل مديرا لاحدي شركات الاستثمار وهي استقالت من عملها حبا لحياة جديدة لا تريد أن يشاركها أحد في حياتي فكانت نعم الزواجة الحنونة المحبة لاهلي خصوصا والدي و في يوم بعد انتهاء عملي وعند عودتي قامت بالاتصال بي واخبرتني بأنها سوف تذهب إلي والدي لانها عرفت أن والدتي مريضة فقلت لها انتظريني حتي اعد واخذك بالسيارة, قالت لا اسبقني أنت أو ربما اصل قبلك حتي لا تتحمل مشقة وتترك الشغل وأنا سوف اقابلك عندهما وقد ذهبت إلي بيت والدي لأطمئن علي والدتي التي كانت احب الناس إلي قلبي بحنانها و حبها وعطائها الكثير واخلاصها لوالدي وعند وصولي وجدتها تفتح لي الباب بابتسامتها التي عودتني عليها منذ زواجنا وكافي نسيت مرض والدتي ثم سرعان ما سألتها عن والدتي قالت لي اطمئن هي بخير فجريت إلي حجرتها وقد وجتها مريضة وعرفت أن زوجتي قامت معها بما لم تقم ابنتها به أخذت والدتي تدعو لها كثيرا وتحمد الله سبحانه وتعالي ان وفقني بزوجة مثلها ويأتي الطبيب فعرفنا منه أنها مريضة وتحتاج إلي راحة تامة وعدم الحركة وسرعان ما قالت زوجتي لي اننا يجب أن نبقي معها وقالت لها ان شقيقتي موجودة وسوف نأتي باكرا واننا سوف نبقي حتي نطمئن عليها واخيرا كنت سعيدا بهذا الطلب لحب زوجتي لاهلي وقيامها بما هو اكثر من الواجب وتبقي والدتي مريضة عدة أيام وكانت زوجتي تحت قدميها وانت تقوم بعمل اشياء كثيرة في المنزل مع خدمتها لوالدتي فكم كنت سعيدا بهذه الزوجة وتتوفي والدتي بعد هذا المرض وتستمر هذه الزوجة في تحمل عبعبءا بيتها وبعد ذلك تعود لوالدي وكانت مع شقيقتي في كل اعمال البيت حتي والدي لم تتركه تحملت الكثير من أجل ذلك كنت احبها حبا اكثر من حياتي وكنت اقلق ليها اذا اشتكت من أي شيء وكنت اقوم بأمور كثيرة في البيت حتي اذا عادت من عند والدي تجد كل شيء جاهزا ولا تقوم هي بأي عمل هذا الحب والاخلاص يجمع بيني وبينها دائما وفي يوم بعد مرور اكثر من سنه كانت قلقة دائما تلك الفترة لعدم حملها وكنت دائما اقسم لها بانني لم اكن في حاجة للاطفال رغم شوقي الكبير حتي لا يحدث عندها ما يعكر صفوها ولكن كانت هي تحس بذلك وتعرف انني اقول ذلك حتي لا احسسها بأنني افكر في هذا الامر الذي هو بإرادة الله سبحانه وتعالي..يحدث ما يحدث وتعرف انها حامل عندما اشتكت لي انها متعبة فكنت لا افكر في هذا الامر وكل ما يقلقني مرضها وقد ذهبت إلي الطبيب وعرفنا انها حامل ففرحت هي فرحا شديدا ليس لانها حامل بل انها اخيرا اسمعتني خبرا سعيدا ففرحت لفرحتي وعرفت والدتها بهذا الخبر فحضرت مسرعة هي ووالد زوجتي وجلسنا في فرح وسعادة.. ثم بعد ذلك اخبرنا والدي ففرح وحضر في اليوم التالي هو وشقيقتي الصغري كي نقوم بعمل كل شيء لأنه جاء الوقت لرد الجميل لهذه الزوجة وطلب والدي من شقيقتي لوالدي طيب يا بابا مش ممكن اخلي ابلة سوزان تعمل اي حاجة قالت سوزان لوالدي خد سعاد معاك يا عمي انت محتاجها اكثر مني اقسم والدي لا يترك سعاد وان تقوم هي بعمل كل شيء ثم دعا لها بالصحة وأن تقوم بالسلامة وتمر الايام والشهور ويشتد مرض سوزان فيذهب بها نديم إلي الطبيب فيكشف عليها ثم يكتب لها علاجا ويقوم نديم باعطائها الادوية وكانت في تلك اللحظة والدة سوزان هي المقيمة وكان نديم يقوم بعمل كل شئ ويقسم علي والدة زوجته بالا تعمل أي شيء ويشتد المرض علي سوزان ويذهب نديم مع زوجته فيعرف والدها فيذهب مع نديم واخذ والدتها معه وفي هذه المرة بدأ الشك من جديد يساور الطبيب فيطلب من نديم أن يقوم بعمل بعض التحاليل والاشعات ولم يخبرهم بما يشك لكن نديم اصر علي أن يعرف الموضوع ويقول له الطبيب.. هو لوفيه حاجة راح اقول علي العموم اعمل بس الحاجات دي وربنا إن شاء الله راح يطمنا ويذهب نديم إلي مركز التحاليل في اليوم نفسه وعمل التحاليل والاشاعات المطلوبة ويقول لها انتي عارفة الحمل لاول مرة تبقي الواحدة متوترة بس إن شاء الله اطمئني ويعود نديم إلي عمله فيجده زملاءه متوترا فيعرفون سبب ذلك فيطلبون منه أن يأخذ اجازة ليبقي بجوار زوجته لانهم يعرفون أنه يحبها يشدة وأنه مستقيم في عمله, ناجح في ادائه نشيطا كل ذلك لانه كان يعيش مستقرا في بيته واخيرا يعود نديم وفي طريق عودته يذهب إلي مركز التحاليل ويأتي بها ثم يذهب إلي الطبيب وينظر الطبيب فيها ثم يقول لنديم: خلي بالك منها انها مريضة ويسكت فيقول له نديم ماذا يا دكتور فيعرف انها مريضة وبهذا المرض الملعون وانها في مرحلة متأخرة ويعود نديم في حزن وألم إلي بيت والدها فيعرف والدها وعاش الجميع اشد لحظات الحزن والاسي ولم يعرف زوجته هذا المرض حتي يأتي يوم الولادة وتضع طفلها وتلقي ربها راضية وتعود الأسرة إلي بيت نديم بالحزن لفراق هذه الزوجة ولم يبق من ذكراها الا هذه الطفلة التي عاهد الجميع علي تربيتها نفس تربية والدتها ويسدل الستار وهم خارجون من المستشفي وتحول الجدة ذكري جميلة من ابنتها وهي حفيدتها. جمال الدين سعد زغلول