التعليم هو إحدي الوسائل الرئيسية والمهمة في إعداد القوي البشرية والتي تعتبر أهم موارد تقدم الأمم لان الموارد البشرية هي أساس تنمية الموارد الأخري سواء الاقتصادية من صناعية وزراعية وتجارية. وكذلك الموارد الاجتماعية والعلمية وأيضا السياسية ومن هنا تأتي أهمية التعليم لأي دولة تريد التقدم وأن تاريخ مصر العلمي والتعليمي يجعلها من أكثر الدول سعيا إلي تطوير التعليم الذي شهد انتكاسة كبيرة خلال العقود الماضية وتراجع دورها في المنطقة ويجب أن يكون الانطلاق حقيقيا نابعا من حماس وجدية وأهداف ثورة25 يناير أول ثورة تعتمد علي التكنولوجيا حيث انطلقت شرارتها من الالفيس بوك. وأري أن التطوير الحقيقي يجب أن يبدأ بمراحل التعليم الأولي باعتبارها المسئول عن تشكيل عقلية الطفل وتنمية مهاراته وثقافته واكتشاف مواهبه الكامنة وهذا يحتاج إلي أساليب تعليمية جديدة ومناهج تنمي المهارات لدي التلميذ وأن تكون نابعة من البيئة المحيطة به ومن هنا تأتي أهمية المناهج اللامركزية للتعليم الابتدائي الذي يجب أن يرتبط بالظروف الاجتماعية والبيئية والتي تلعب دورا في عمليات التحصيل الدراسي. فليس من المنطقي أن تكون مناهج تلميذ يعيش في منطقة راقية يتغذي بشكل صحي وفي فصل دراسي به25 تلميذا هي نفس مناهج طفل يعيش في منطقة عشوائية ولديه فقر غذائي والفصل به670 طالبا لا يستطيع المعلم أن يشرح داخل الفصل بسبب الاعداد وزمن الحصة الذي لا يكفي لهذا الكم من التلاميذ ومن هنا يضيع الوقت والتلميذ لا يتعلم, ومن هنا تبدأ المشكلة الكبري وهي التسرب من التعليم وبالتالي انتشار الأمية. أن ما أتحدث عنه ليس بجديد لأن أغلب الدول المتقدمة في العالم تعتمد علي التعليم اللامركزي خاصة بمرحلة التعليم الابتدائي التي توليها اهتماما كبيرا وتعين فيها أكبر الكفاءات العلمية من حملة الماجستير والدكتوراه واجراء تقييم سنوي علي هذا المعلم من حيث العطاء ونتائجه العلمية ومدي استخدامه أساليب تربوية جديدة داخل الفصل وهذا يحدث بشكل دقيق في اليابان علي سبيل المثال ومصر لها برنامج خاص بهذه التجربة أطلق عليه مشروع الإسكندرية الذي حقق أهدافه وخلال السنوات الأخيرة تراجع هذا المشروع. ان تطبيق هذا النظام في مصر يفرض علي وزارة التربية والتعليم أن تدرس الموضوع بنوع من الجدية بعيدا عن المصالح الشخصية لبعض المستفيدين من تأليف وطباعة الكتب مركزيا وأن يكون دورها في وضع مواصفات المنهج من خلال خبراء المركز القومي لتطوير المناهج وأن تكون المحافظات هي المسئولة عن تأليف وطباعة وتوزيع الكتب علي أن تكون هناك خطط قومية تحكم المنهج في أي محافظة وأن ذلك سيؤدي إلي إيجاد مناهج نابعة من البيئة المحيطة بالطفل فيتقبلها بسرعة وتزيد من عمليات التعلم وتمنع التسرب وتخلق المنافسة بين المعلمين ويحاول كل منهم أن يستخرج أفضل ما لديه ويمكن أن تخلق أساليب تعليمية تؤدي إلي تخفيف الكثافات من خلال الفصول المتحركة وأساليب التعلم التي تعتمد علي الحوار والأنشطة داخل الفصل والتي تخفف من جفاء التعلم في مراحل التعليم الأولي وأيضا سيؤدي ذلك إلي خلق المنافسات بين التربويين في المحافظات والسعي وراء تميز محافظته عن سواها من المحافظات الأخري. [email protected]