التعليم في مصر يحتاج الي اعادة نظر في كل جوانبه من مدرسة ومدرس ومنهج, خاصة بعد الانهيار الشديد الذي حدث في تعليمنا والذي اعتمد علي التصريحات الاعلامية لخطط وهمية في ظاهرها براقة, وفي داخلها تدمير العقل المصري. جاءت ثورة25 يناير وسمعنا تصريحات كثيرة بتنقية المناهج من الموضوعات الخاصة بالحزب الوطني''المنحل'' وسياساته الخاطئة وسياسة الحكومات السابقة, وبالفعل تم حذف بعض الموضوعات وتركوا موضوعات''التوريث'' كما هي في المناهج دون حذف اوتعديل وتم تدريسها لطلاب الصف الثاني الاعدادي في مادة القراءة بعنوان الصقر الذهبي والذي يتناول توريث حكم فرعون لابنه حيث قام الملك سيتي الاول بتوريث الحكم لابنه رمسيس وألبسه تاج الملك وسنه تسع سنوات ثم تولي عرش مصر بالفعل وسنه عشرون عاما والدرس الثاني عن توريث احمد ابن طولون حكم مصر لابنه خمارويه وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره. ولدي سؤال اطرحه علي المسئولين عن مركز تطوير المناهج ومستشاري المواد:ان مصر تغيرت في عام2011 وقامت ثورة مجيدة كان من اسبابها التوريث الذي ظهرت ملامحه بشكل واضح من خلال الاعلام والمناهج التعليمية التي تم تسخيرها لهذا الهدف لتهيئة الاجيال المختلفة لتقبل التوريث وأن هذا يدل علي أن المسئولين في التعليم مغيبون عن الواقع وعن الاحداث التي تدور من حولهم وهل غاب ذلك عن المدرسين الذين لم يتوقفوا عن المطالبات الفئوية برفع دخولهم المادية والغاء اختبارات الكادر والعديد من المطالبات التي لم تحسم جميعها حتي الآن؟ ولماذا لم يتم وضع هذه الملاحظات في أجندة المطالب الفئوية ام هم يرون ما فيه مصلحة شخصية دون مراعاة المصلحة العامة وأحد اهداف ثورة25 يناير. ان ذلك يتطلب تشكيل لجان متخصصة من المعلمين انفسهم لتنقية المناهج من الشوائب التي علقت بها منذ عشرات السنين وقيامهم بوضع تصورات عن المناهج الجديدة للمواد المختلفة والمراحل التعليمية المختلفة لأنه ادري بمادته وباحتياجات الطالب,وماهي الاساليب المحببة لدي الطالب؟وذلك لايقلل من قيمة اساتذة التربية الذين يقومون بتأليف او مراجعة كتب الوزارة ولكن سر المعلم يكمن في اتصاله المباشر مع الطالب واحتياجاته العلمية والغريب ان هناك مئات من المعلمين الحاصلين علي الماجستير والدكتوراة في تخصصاتهم يمكن ان يستعين بهم المركز القومي لتطوير المناهج, من خلال مسابقة تطرح في الصحف ويتقدم اليها المعلمون الحاصلون علي الدرجات العلمية العليا ويستطيعون ان يقدموا مناهج علمية عظيمة تتميز بالمواصفات المختلفة لأنها نابعة من استاذ متخصص وفي الوقت نفسه مارس مهنة التدريس عمليا ولكن للأسف الشديد يتم تهميش هؤلاء بالوزارة والاعتماد علي مؤلفين من الخارج ذوي علاقات وثيقة بالعاملين بالمركز القومي لتطوير المناهج, وايضا دور النشر التي تقوم بالتأليف بناء علي مواصفات المنهج, التي يضعها المركز. اما في حالة قيام المعلمين بعملية التأليف فسوف تقوم الوزارة بوضع المواصفات والتأليف وأيضا الطباعة وهذا سيوفر عشرات الملايين التي تذهب إلي دور النشر والمؤلفين وأن هذه الأيام افضل البيئات لتنفيذ ذلك في ظل وزير جاء من وسط المعلمين انفسهم ويعلم جيدا مااقوله وما أعنيه.. وأهل مكة أدري بشعابها. [email protected]