في واحدة من المواجهات الصعبة التي تعرض فيها الزمالك لحرج شديد من منافسه نجح أبناء الفانلة البيضاء في حصد أغلي ثلاث نقاط لهم هذا الموسم بفوزهم علي وادي دجلة1/ صفر. سجله أحمد جعفر في الدقيقة15 من الشوط الثاني في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس في ستاد المقاولون العرب والمؤجلة بينهما من الأسبوع الأول للدوري العام بعدما تفوق عليهم المنافس تماما. كانت المباراة أشبه بالتي تلعب علي مرمي واحد هو مرمي حارس الزمالك عبد الواحد السيد وكأن الفريقين يلعبان علي مرمي مشترك بعد الاختبارات الصعبة التي تعرض لها عبد الواحد السيد وجعلته نجم المواجهة بلا منافس ولولاه لتعرض الزمالك لهزيمة قاسية بعدما فشل في التأثير علي مرمي عصام محمود حارس وادي دجلة. وقدم الزمالك واحدة من أسوأ عروضه هذا الموسم بل الأقل له في المواسم الأخيرة بعدما سيطر وادي دجلة تماما وتفنن لاعبوه في اهدار الفرص السهلة للتهديف وحاصروا الزمالك في الشوط الثاني بعدما فقد الزمالك كل مميزاته وتحول لفريق لاحول له ولا قوة خاصة بعدما سجل له أحمد جعفر هدفه الوحيد الذي أهداه الفوز ليرفع رصيده الي23 نقطة يستمر بهما في المركز الرابع بينما يبقي رصيد منافسه عند11 نقطة. جاء الشوط الأول متوسط المستوي, تبادل الفريقان السيطرة علي مجرياته بصرف النظر عن أن وادي دجلة كان الأخطر والأكثر تأثيرا علي المرمي للحد الذي كان فيه عبد الواحد السيد نجم الشوط الأول بلا منافس بعدما أنقذ مرماه من ثلاث فرص سهلة للتهديف وصعبة للغاية بعدما بدا الزمالك عاجزا عن التأثير والوصول لمرمي وادي دجلة في ظل غياب التجانس والأداء الجماعي والعمل المنظم للفريق في الثلث الهجومي. والسبب الرئيسي في غياب التنظيم الهجومي عن الزمالك طوال الشوط الأول التشكيل الذي بدأ به حسن شحاتة المباراة والذي جاء مختلفا عن كل ما لعب به في المباريات السابقة مما تتطلب أداء تكتيكيا لم يطبقه اللاعبون من قبل بعدما لعب بمهاجم واحد هو البنيني رزاق ومن خلفه لاعب وسط مهاجم شيكابالا ثم الرباعي أحمد حسن ومحمد عبدالشافي وابراهيم صلاح وعمر جابر بالاضافة الي رباعي الوسط محمود فتح الله وهاني سعيد وأحمد سمير وصبري رحيل ومن خلفهم المتألق عبد الواحد السيد. وارتبك لاعبو الزمالك في تنفيذ أسلوب اللعب الذي لم يكن أحد يعرف علي وجه الدقة التنظيم الرقمي للاعبين في الملعب هل هو4-3-2-1 بوجود أحمد حسن وشيكابالا خلف البنيني رزاق.. أما هو1/3/2/4 بانضمام محمد عبد الشافي لهما أو اعتمد علي لاعب ارتكاز وحيد ابراهيم صلاح وتحول عمر جابر لجناح أيمن وشيكابالا لرأس حربة بجوار رزاق. وفي كل الأحوال ومهما كانت طريقة اللعب الرقمية التي اعتمد عليها حسن شحاتة المدير الفني للزمالك في الشوط الأول فإن التنظيم لم يكن جيدا والتنفيذ لم يكن دقيقا وطبيعة الواجبات لم تتناسب مع القدرات والمهام لم تكن سهلة علي اللاعبين بعدما اختلطت الكثير من الأوراق في الثلث الهجومي وتداخلت الأدوار خاصة في عمق الملعب وفي الوقت الذي كان من الضروري أن يشكل عمر جابر مع أحمد سمير جبهة يمني ومثلها في اليسري بين صبري رحيل ومحمد عبد الشافي فانهم جميعا فشلوا ومعهم شيكابالا وأحمد حسن. وسر عدم التنفيذ الجيد للاعبي الزمالك وعشوائية اللعب في الثلث الهجومي أن خط الوسط افتقد اللاعب القادر علي الربط بين الدفاع والهجوم والسيطرة والبناء في الثلث الأوسط علي اعتبار أن شيكابالا اهتم بالاختراق واللعب الفردي علي حساب الأداء الجماعي وأحمد حسن لم يقم بالدور من الأساس ولم تسعف امكانات الثنائي عمر جابر ومحمد عبد الشافي للقيادة في وسط الملعب للسيطرة وصناعة اللعب خاصة الثاني الذي لا يجيد اللعب في عمق الملعب بكفاءة عالية. ولم يكن هناك جديد في تشكيل وادي دجلة ولا في تكتيكاته بعدما لعب2/4/4 بشكلها الروتيني مع منح أحمد ضرغام ومحمد عبد الواحد مرونة كبيرة في الزيادة والمساندات الهجومية سواء من الأطراف أومن العمق بالاضافة الي عبد الفتاح الأغا كرأس حربة متمركز ومن خلفه عاشور التقي كمهاجم متحرك وحر مما منح الفريق قدرة كبيرة علي التحول من الدفاع للهجوم والعكس, بل الغريب أن الكثافة العددية لوادي دجلة في كل قطاعات الملعب كانت أفضل ولعب بتوازن جيدا بدليل أن كل هجماته التي شنها علي مرمي عبد الواحد السيد كانت غاية في الخطورة وبدأها مبكرا في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول عندما تسلم محمد عبد الواحد كرة من الناحية اليمني وراوغ صبري رحيل ولعب عرضية قوية ورائعة سددها عاشور التقي برأسه قوية أنقذها عبد الواحد السيد ببراعة وباجادة كبيرة وبمرونة غير عادية. ويسيطر وادي دجلة علي الكرة ويرتبك الزمالك ويجد صعوبات في البناء مما يدفع نجومه للعب العشوائي والأداء بعشوائية ويحاول شيكابالا الاختراق أكثر من مرة ويفشل ثم يلجأ لاعبوه للتسديد من المسافات البعيدة علي أمل هز الشباك ويتألق عصام محمود وينقذ تسديدة قوية من محمد عبد الشافي ويليه أحمد حسن بتسديدة تمر بجوار القائم الأيمن لوادي دجلة لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر/ صفر. ويبدأ الشوط الثاني باجراء حسن شحاتة لتغييره الأول ويدفع بأحمد الميرغني لزيادة قوته في وسط الملعب بلاعب يجيد الدفاع من العمق بكفاءة لايقاف مساندات لاعبي وادي دجلة من وسط الملعب ورغم ذلك ظهر وادي دجلة في اول دقيقتين أكثر تأثيرا علي مرمي عبد الواحد السيد مما دفع حسن شحاتة لاجراء تغييره الثاني باشراك أحمد جعفر كرأس حربة ثان بجوار رزاق ليصبح تنظيم الزمالك أفضل وأكثر تأثيرا علي مرمي عصام محمود. ويتحسن أداء الزمالك في الوقت الذي هدأ فيه وادي دجلة وساد لعبه الارتباك بلا مبرر وينطلق رزاق بالكرة ويخترق ويدخل منطقة الجزاء ويلعب عرضية رائعة يسددها أحمد جعفر بمهارة عالية داخل المرمي مسجلا الهدف الأول للزمالك في الدقيقة15.. وكاد يسجل أحمد حسن من تسديدة قوية في الدقيقة17 وكانت الأخيرة للزمالك علي مرمي عصام محمود لفترة طويلة اقتربت من نصف ساعة سيطر خلالها وادي دجلة وهدد مرمي عبد الواحد السيد بشكل كبير. ويتلاعب وادي دجلة تماما بالزمالك ويحاصره في وسط ملعبه ويفشل الزمالك في السيطرة تماما علي المرمي وتتعدد الفرص الضائعة والسهلة من وادي دجلة في الوقت الذي كاد يسجل فيه شيكابالا من هجمة مرتدة قادهاوسدد قوية أنقذها عصام محمود وحولها لضربة ركنية ببراعة عالية ليطلق الحكم حمدي شعبان بعد خمس دقائق احتسبها وقتا بدل ضائع صافرته معلنا فوز الزمالك1/ صفر وحصده لثلاث نقاط غالية. شحاتة حزين.. ويوسف يتكلم محمد رشوان رفض حسن شحاتة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك الإدلاء بأي تصريحات عقب انتهاء المباراة, وخرج مسرعا من غرفة خلع الملابس ليستقل أتوبيس الفريق. بينما أبدي إسماعيل يوسف المدرب العام رضا الجهاز الفني عن النتيجة واحراز نقاط المباراة الثلاث, مشيرا الي ان أداء لاعبي الزمالك لم يكن علي المستوي المطلوب بسبب الاجهاد. وأضاف ان البنيني رزاق رأس الحربة شارك لأول مرة في مباراة كاملة وظهر بمستوي طيب وظهرت خطورته بعد نزول أحمد جعفر في الشوط الثاني علي حساب أحمد حسن, مؤكدا أن اللاعب البنيني مازال لديه الكثير, وسيقدم كل مالديه بعد زيادة الانسجام المعنوي والتكتيكي بينه وبين زملائه. وأشار الي أن تغيير طريقة اللعب باللعب برأسي حربة بدلا من مهاجم واحد كان ضروريا في ظل التمركز الجيد لرضا جمعة ووليم منساه ثنائي قلب دفاع وادي دجلة الذي أدي الي صعوبة اختراق دفاع الفريق المنافس. وقال: المباراة المقبلة أمام الجونة تحتاج الي تركيز شديد ونسيان الفوز علي دجلة خاصة أن الفريق المنافس يسعي الي تعديل أوضاعه, بالاضافة لكونه يؤدي بقوة أمام الفرق الكبيرة. وأشاد بمستوي عبدالواحد السيد حارس المرمي الذي كان له دور كبير في الفوز علي وادي دجلة. وعن آخر تطورات أزمة عمرو زكي, أكد ان الشق الإداري في الأزمة انتهي, وان كان موقف الجهاز الفني من اللاعب لم يتحدد حتي الآن. وفي المقابل أبدي البلجيكي والترمويس المدير الفني لوادي دجلة رضاه عن أداء فريقه, مشيرا الي ان سوء التوفيق صادف دجلة في بعض الهجمات التي كان من الممكن أن يدرك معها الفريق التعادل علي الأقل, خاصة تسديدة محمد عبدالواحد التي تجاوزت عبدالواحد السيد وأنقذها الأخير قبل ان تتجاوز خط المرمي. وأشار الي ان الجهاز الفني سيحاول علاج الأخطاء التي أدت الي الهزيمة أمام الزمالك أمس.