سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تبدأ حوارا مع دمشق حول العراق للحفاظ علي عروبته
إيران تخشي بعد الانسحاب الأمريكي من العراق التعرض
لما واجهته سوريا بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.
قالت مصادر مطلعة لالأهرام المسائي في بيروت إن هناك تفاهمات سورية إيرانية تجري بشأن ضرورة الحفاظ علي الهوية العربية للعراق وأوضحت أن هناك توافقا علي أهمية إنهاء الممارسات العصبية والطائفية وسياسات الإقصاء السياسي, ومساعدة العراقيين علي فتح صفحة جديدة عنوانها التسامح والتعاون لإعادة بناء العراق ومؤسساته علي أسس وطنية, وبناء علاقته مع دول الجوار علي أسس سليمة في مواجهة التحديات المشتركة. وأشارت إلي أن الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة أدت إلي الاتفاق علي أهمية وجود حكومة عراقية يتم التعاون معها لتحقيق هذه الأهداف لمصلحة العراق ودول الجوار والمنطقة. وقالت: إن هناك توافقا تبلور( يحظي بقبول بدرجة أو بأخري كل من إيران وسوريا ومصر والسعودية والولاياتالمتحدة) علي اسم الدكتور إياد علاوي وبين هذه الدول الست أكبر دول سنية بالمنطقة. وكشفت عن أن علاوي اختتم أمس الأول زيارة للبنان استغرقت4 أيام التقي خلالها عددا من القيادات اللبنانية النافذة علي الساحة اللبنانية, حيث يسعي علاوي إلي فتح صفحة جديدة مع إيران. ولفتت إلي أن هناك قيادات لبنانية شيعية لعبت دورا مهما في إقناع الجانب الإيراني بضرورة التوصل إلي هذه التفاهمات, إنطلاقا من أن النفوذ الطاغي لإيران في العراق والممارسات الطائفية الطابع تضر بقضية الشيعة في لبنان وبالمقاومة في محيطها العربي السني, خاصة تلك الممارسات المبالغ فيها وغير المبررة أحيانا من جانب بعض القيادات والمسئولين العراقيين المحسوبين علي إيران مثل مسألة إعدام صدام حسين صبيحة يوم عيد الأضحي التي أثرت علي الشيعة في العالم العربي ولبنان وشوهت صورة أول حكومة شيعية في الوطن العربي. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني تجاوب مع هذه الرؤية لجهة تخفيف الاحتقان الطائفي في العراق خاصة بين الشيعة والسنة الذي بلغ حدا خطيرا في الفترة التي واكبت الانتخابات الأخيرة في العراق, لكن المصادر لم تحدد الي أي مدي يمكن أن يذهب هذا التجاوب. وأوضحت أن هذا التجاوب يرجع إلي عدة أسباب منها أسباب داخلية تتعلق بأن إيران قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر يونيو من العام الماضي ليست هي إيران بعد هذه الانتخابات حيث يتعرض تماسك جبهتها الداخلية لتهديدات, وأن هناك قلقا مرتبطا بصحة مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي ومخاوف من اندلاع صراعات في حالة غيابه المفاجئ علي الخلافة. وقالت: إن الأسباب الاقليمية تتعلق بالتداعيات السلبية التي قد تنجم عن الانسحاب الأمريكي من العراق علي مستويين, الأول يتعلق بالخشية من الارتدادات الخطيرة لاندلاع حروب طائفية وحروب تقسيم في العراق علي ايران التي تواجه ايضا مشكلة أقليات, والثاني: يتعلق باحتمال أن تتعرض إيران بعد الانسحاب الأمريكي من العراق لما تعرضت له سوريا بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان حيث انقلب حلفاء سوريا في لبنان عليها للمطالبة بخروجها من لبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي, وشنوا ضدها حملات عدائية بلغت حد الدعوة الي قلب نظام الحكم في دمشق والي محاكمة رموزه بتهمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري, وصولا الي استصدار قرار من مجلس الأمن يدعوها للانسحاب من لبنان وتهديدها بفرض عقوبات دولية عليها. وزادت: أن الأسباب الإقليمية تتعلق أيضا بمخاوف إيرانية من تصاعد النفوذ التركي في المنطقة وصولا إلي العراق وتهديد النفود الإيراني, خاصة أن تركيا في ظل حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب أردوغان تقدم نفسها بوصفها زعيمة للسنة, وكنموذج ملهم للشعوب في المنطقة, بعدما نجحت في تحقيق اختراقات مهمة في الملفين الآخرين وهما القضية الفلسطينية ولبنان, مايتطلب من الجانب الإيراني اغلاق الأبواب امام محاولات نفاذها إلي العراق عبر الطائفة السنية, وأشارت المصادر في هذا الصدد إلي ان هناك تفاهمات بين إيران واطراف إقليمية أخري بالمنطقة في هذا الشأن, لكن هذه التفاهات لم تتنقل بعد من المجال الأمني إلي المجال السياسي. حوار أمريكي سوري وكشفت المصادر عن فتح الولاياتالمتحدة حوارا مع سوريا حول مستقبل الوضع في العراق في ضوء رغبة الرئيس الأمريكي في حوار مستمر مع سوريا باعتبار ذلك حسب المسئولين الأمريكيين في مصلحة الولاياتالمتحدة القومية, وفي ضوء وجود أهداف أمريكية سورية مشتركة تتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط والاستقرار في العراق قبل الشروع في تنفيذ الانسحاب الأمريكي منه. وأشارت في هذا الصدد إلي تصريحات السفير الأمريكي الجديد لدي دمشق روبرت فورد الذي اعتبر فيها ان علي الولاياتالمتحدة وهي تستعد للانسحاب ان تستفيد من تناقض المصالح السورية مع المصلحة الإيرانية في العراق, ومن رغبة سوريا في وجود نظام مركزي غير طائفي, ومن الحفاظ علي عروبة العراق في مواجهة الأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران.