وسط رفض شعبي ورسمي.. تواصلت أمس حملات التصعيد الخطيرة التي تشنها مجموعات من المتظاهرين ضد قوات الأمن المتمركزة بالشوارع المحيطة لمنطقة مجلسي الشعب والوزراء, وإلقاء كرات اللهب وزجاجات المولوتوف والحجارة علي جنود الأمن المركزي الذين حلوا مكان الشرطة العسكرية بقصر العيني, وتبادلوا معهم إلقاء الحجارة, واستخدام خراطيم المياه لتفريقهم. جاء ذلك بعد فشل المبادرة التي توجه بها إلي المتظاهرين أمس عدد من القوي السياسية والفائزين بعضوية البرلمان في المرحلتين الأولي والثانية, يتقدمهم عمرو حمزاوي, وباسل عادل, ومصطفي النجار, إلي جانب الناشطين وائل غنيم والمعتز بالله عبدالفتاح. كما تقدم الأزهر الشريف بمبادرة مماثلة لوقف العنف, تجاوب معها البعض, ورفضها آخرون, لتستمر المعركة بين المتظاهرين, وبين قوات الأمن دون وقوع وفيات حتي مثول الجريدة للطبع, فيما ارتفع عدد المصابين إلي103 من المجندين والضباط, و58 من المتظاهرين. في سياق متصل وضمن جهود التهدئة يعقد بساقية الصاوي اليوم اجتماع موسع للقوي السياسية والحزبية ممثلة للتيارات الإسلامية والليبرالية لمناقشة تطورات الأزمة, ومعالجتها لحقن الدماء, ومعاقبة المتسببين. وقال د. وحيد عبدالمجيد رئيس مؤتمر القوي السياسية وتحالف الأحزاب ومرشحي الرئاسة: إنه سيتم تفويض لجنة قضائية للتحقيق مع كل المتورطين في الأحداث, والعمل علي الوقف الفوري لأعمال العنف والبلطجة, والاعتداء علي منشآت الدولة. وأضاف, أن الاجتماع لن يتطرق إلي إقالة حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الجنزوري. ومن جانبه, أعلن د. محمد البلتاجي, عضو المكتب السياسي لحزب الحرية والعدالة, أنه سيقترح خلال الاجتماع دعوة جميع المشاركين للذهاب إلي مجلس الوزراء, والتفاوض مع الشباب, ومعرفة مطالبهم, والعمل علي تحقيقها. وقال: إننا لن نتخلي أبدا عن حق القصاص, مؤكدا أنه سيتم بحث سبل الوقف الفوري لأعمال العنف, ووقف تخريب منشآت الدولة التي هي حق لكل أفراد الشعب. في غضون ذلك طرحت بعض الحركات الثورية الموجودة بميدان التحرير مبادرة توافقية لوقف الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بشارعي قصر العيني, والشيخ ريحان, وتقوم المبادرة علي إنشاء منطقة آمنة تفصل بين الجانبين, وتشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية, والتعجيل بانتخاب رئيس الجمهورية في موعد اقصاه نهاية يناير, وتقديم المسئولين في أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء إلي محاكمة عاجلة. في سياق متصل يستعرض مجلس الوزراء اليوم في أول اجتماع له بتشكيله الجديد, تطورات الأحداث, وكيفية احتواء تداعياتها, والبدء فورا في إحياء المجمع العلمي, وإصلاح ماخربه المتظاهرون في مباني الوزراء والشعب والشوري. وواصلت النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهمين في الأحداث, وعددهم186 معظمهم من العاطلين والحرفيين, وأمرت بحبسهم4 أيام علي ذمة التحقيقات. وصرح المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة بأنه تم استعجال تقارير الطب الشرعي الخاصة بالمتوفين, لتحديد أسباب وفاتهم, مؤكدا أن فريقا من المحققين فشل ظهر أمس في معاينة موقع الأحداث بسبب استمرار الاشتباكات وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة. ومن المقرر أن يعقد المجلس العسكري مؤتمرا صحفيا اليوم بمقر الهيئة العامة للاستعلامات لبيان أبعاد وملابسات الأحداث, ويكشف عن حقائق جديدة.