شهد ميدان العباسية أمس اشتباكات دامية علي مدي خمس ساعات من الكر والفر بين متظاهري التحرير ومجهولين. استخدمت خلالها الأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف علي خلفية تنظيم متظاهري التحرير مسيرة من الميدان إلي مقر المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وفيما أسفرت حصيلة المواجهات عن إصابة231 مواطنا بإصابات متفاوتة وفقا لوزارة الصحة, حال تدخل الشرطة العسكرية ورجال الأمن دون حدوث كارثة أكبر, حيث أطلقت الأعيرة النارية في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. كما أسفرت المواجهات أيضا عن حرق3 سيارات بالكامل وتكسير10 أخري مملوكة لمواطنين كانت تقف في الشارع أثناء وقوع الاشتباكات. في الوقت نفسه, وقعت اشتباكات محدودة بين متظاهرين ومجهولين أمام وزارة الدفاع, غير أن تدخل أهالي المنطقة حال دون إطالة زمن الاشتباكات, حيث أجبر تدخلهم المتظاهرين علي الفرار والعودة إلي ميدان التحرير. وكان ميدان العباسية قد شهد غيابا كاملا لكل وسائل النقل العام, خوفا من تحطم السيارات, مما دفع المتظاهرين إلي السير علي الأقدام مئات الأمتار بحثا عن وسيلة مواصلات, بينما استقل الغالبية منهم مترو الأنفاق في طريق العودة إلي التحرير. وقد سارع ناشطون علي مواقع التواصل الاجتماعي ال فيس بوك وتويتر بنشر خرائط طريق وممرات آمنة لمساعدة المتظاهرين علي العودة إلي التحرير. في سياق متصل, وقعت اشتباكات محدودة عند مدخل شارع طلعت حرب بين مجهولين وثوار التحرير أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص من المتظاهرين في الميدان. وفي أول تعليق علي موقعة العباسية, أكد مصدر عسكري في بيان الليلة الماضية, أن الشرطة العسكرية تعاملت بأقصي درجات ضبط النفس في أحداث العباسية, رغم قيام المعتصمين برشق القوات المسلحة بالزجاجات والحجارة. وقال إنه في أثناء تقدم المتظاهرين في طريقهم إلي مسجد النور, قام أفراد من اللجان الشعبية بمنطقة العباسية بعمل حاجز ما بين المعتصمين وقوات الجيش, فقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات علي أفراد اللجان الشعبية. وقد أهاب د. عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء, بالقوي والحركات السياسية كافة بالعمل من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار وإعمال لغة الحوار لعبور المرحلة الانتقالية الحالية.