انهي الجيش الامريكي أمس مراسم انزال العلم الامريكي في بغداد ومحافظات العراق الاخري, ايذانا بانتهاء الاحتلال الامريكي في العراق الذي استمر قرابة تسعة اعوام, بحضور وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا. وقال بانيتا, في كلمة خلال الاحتفال, ان لا كلمات تفي لتكريم التضحيات التي قدمت خلال ما يقرب من تسعة اعوام من الوجود العسكري في البلاد. واضاف ان الكلفة كانت عالية للولايات المتحدة وللعراقيين, لكنها افرزت عراقا حرا ومستقلا. ومن المقرر ان يغادر نحو اربعة آلاف من الجنود الامريكيين الذي ما زالوا في العراق خلال الايام القليلة المقبلة. ومن المقرر ايضا ان يبقي مئات من المتعاقدين من القطاع الخاص ومئات من المدربين العسكريين الامريكيين لتدريب قوات الجيش والامن العراقي. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد القي أمس الأول كلمة لمناسبة انتهاء حرب العراق, في قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولينا, رحب فيها بالقوات الأمريكية العائدة إلي بلادها. وحيا أوباما القوات التي خدمت في العراق سواء الذين قتلوا هناك أو الذين عادوا إلي بلادهم بعد خدمة طويلة في العراق. يذكر أن آخر دفعة من القوات الأمريكية المقاتلة قد غادرت العراق في أغسطس عام.2010 وقال أوباما في خطابه إن الجيش الأمريكي يغادر العراق مرفوع الهامة, شاكرا أسر الجنود لما أسهموا به من تضحية. وهذه هي الزيارة الأولي التي يقوم بها أوباما للقاعدة, وهو يشغل, بحكم منصبه, منصب القائد الأعلي للقوات المسلحة الأمريكية. ومن جانبه أكد بانيتا أن قوات الأمن العراقية قادرة علي مواجهة أي تهديدات إرهابية, وأكد أن بغداد ستجد في واشنطن شريكا وصديقا ملتزما. وأكد بانيتا أن القوات الأمنية العراقية قادرة علي مواجهة أي تهديد إرهابي, مشيرا إلي أن العراق سيكون مسئولا في الفترة المقبلة عن أمنه ومستقبله. وحذر المسئول الأمريكي في الوقت ذاته من أن العراق سيواجه اختبارا في الأيام المقبلة, من قبل الإرهابيين والأشخاص الذين يعملون علي تقسيمه, وأكد أن الولاياتالمتحدة ستبقي إلي جانبه وسيجد فيها شريكا وصديقا ملتزما. ويمثل الاحتفال الذي نظم بمطار بغداد, خطوة أخيرة في مسار الانسحاب العسكري الكامل بعد ثماني سنوات من اجتياح البلاد. وشارك في الاحتفال إلي جانب بانيتا, قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال لويد أوستن, والسفير الأمريكي في العراق جيمس جيفري, ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي, وقائد المنطقة الوسطي الجنرال جيمس ماتيس, إضافة إلي حوالي160 من الجنود الأمريكيين. كما حضر الاحتفال رئيس هيئة الأركان العراقية المشتركة الفريق بابكر زيباري والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري. ويأتي ذلك في الوقت الذي أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا حصريا عن اكتشاف صحفي لملفات سرية مهملة في خرابة علي أطراف بغداد, تحوي تحقيقات مع مجموعة من عناصر قوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز بخصوص مقتل مدنيين في الحديثة عام2005 الملف الذي يتضمن400 صفحة من التحقيقات مع المارينز بالإضافة إلي صور ومذكرات مكتوبة بخط اليد يكشف حقيقة طبيعة هذه الحرب المجردة من الإنسانية, حسبما قالت الصحيفة, حيث اعتبر مقتل24 مدنيا عراقيا عزلا, من ضمنهم نساء وأطفال وعجوز مقعد علي كرسي متحرك, أمرا روتينيا. فقد أدلي قائد بالقوات الأمريكية بمحافظة الأنبار بالعراق خلال الأحداث, العقيد توماس كاريكر, بشهادته حيث قال لا أعرف هل هذا بسببنا نحن أم لا, لكننا وجدنا20 جثة ملقاة علي الأرض لأشخاص مذبوحين. ووصف قائد القوات الأمريكية بالأنبار, ستيف جونسون, ما حدث بأنه كان ضريبة للوجود هناك. كما أكد الضابط إدوارد ساكس, أن هناك مرات عدة أطلق المارينز النار علي السيارات التي لا تقف عند مواقع معينة حتي لو كان بها أطفال. وتكشف الملفات كيف أن الكثير من الجنود الأمريكيين أصبحوا غير مبالين بقتل المدنيين العراقيين بل وتصويرهم أيضا, بالإضافة إلي شعورهم بالغربة في بيئة غريبة عنهم. وقد قال متحدث باسم الجيش الأمريكي بالعراق, باري جونسون, بالرغم من الطريقة التي تم العثور بها علي هذه الملفات, فنحن في حل عن مناقشة أي معلومات سرية.