صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية بأنه لا تضارب في التصريحات بين رئيس هيئة أركان الجيش بابكر زيباري ورئيس الحكومة نوري المالكي حول جاهزية الجيش العراقي. وأوضح الدباغ, في تصريح له, امس, أن رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة وهو من يمتلك القرار.. واصفا تصريحات الفريق الركن بابكر زيباري المتعلقة بمستوي جاهزية الجيش العراقي بأنها ملاحظات شخصية تنطلق من جوانب فنية. وكانت تصريحات رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري يوم الثلاثاء الماضي حول عدم جاهزية الجيش لمرحلة ما بعد الانسجاب الامريكي عام2011 قد أثارت الكثير من ردود الفعل, خاصة مع التضارب في تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي أمس حول نجاحه ونجاح حكومته في بناء الأجهزة الأمنية ووصول جاهزيتها علي مستوي التحديات التي تواجه البلد وأن الجيش يمتلك العدة والعدد والتدريب والقدرة علي حماية أمن العراق وسيادته. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه عضو ائتلاف العراقية عبدالكريم الحطاب. مجلس النواب بعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الأمني في البلاد ومساءلة المسؤولين عن الملف الأمني والتدهور الذي شهده عدد من مدن البلاد. وقال الحطاب- في تصريح له امس انه يفترض بمجلس النواب عقد جلسة طارئة لمناقشة التدهور الأمني في البلاد, فلا يوجد أمر أخطر وأكبر مما يشهده العراق في الوقت الحاضر. وأوضح أن تصريحات رئيس أركان الجيش بابكر زيباري حول عدم جاهزية القوات الأمنية كانت صريحة ومسئولة.. مبينا أن علي الجميع أن يعرف أن القوات الأمنية تفتقر إلي الجاهزية ولا تستطيع أن تملأ الفراغ بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وأشار إلي أن القوات الأمنية العراقية تفتقر اليوم إلي الأسلحة الثقيلة وإلي قوة جوية, ونحن اليوم بحاجة إلي جيش يستطيع أن يحمي الحدود وسيادة البلاد وهذا غير متوافر في الجيش العراقي. ولفت الحطاب انه أمام القوات الأمريكية مسئولية قانونية وأخلاقية تجاه أمن العراق, فلا يمكن لها أن تنسحب من العراق في الوقت الحاضر وتتركه يواجه مصيره. وقال عبد الكريم الحطاب إلي ان علي أوباما أن يفي بوعده بأن يكون انسحاب قواته من العراق انسحابا مسئولا, وهذا يعني أن تكون للقوات العراقية القدرة علي حماية أمن واستقرار البلاد.. مبينا أن انسحاب القوات الأمريكية في الوقت الذي لايزال فيه العراق يفتقر إلي مستلزمات الدفاع عن أراضيه وأمنه أمر غير مقبول وغير منطقي. وطالب الحطاب مجلس النواب بأن يتحرك لإيقاف هذا التدهور وأن يعقد جلسة ويضغط علي السياسيين من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة وإخراج العراق من هذا المأزق. ومن ناحية اخري وفي تصريح مفاجئ اعتبر المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا أن إعادة الانتخابات البرلمانية, التي جرت في مارس الماضي وأسفرت عن فوز القائمة العراقية قد يمثل أحد الحلول الواقعية للخروج من المأزق الحالي الخاص بتشكيل الحكومة الجديدة. وقال الملا في تصريح خاص لإذاعة صوت العرب امس من بغداد إن اللقاءات والمشاورات بين الكتل السياسية لم تسفر عن شيء حتي الآن بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. واتهم المتحدث العراقي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي والكتل الأخري بوضع العراقيل لمنع القائمة العراقية من تشكيل الحكومة وفق الدستور والقانون العراقي. وحول إعلان القوات الأمريكية مغادرة العراق, أكد الملا أن قرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق جاء كغطاء للولايات المتحدة دون أن يكون هناك تصحيح للمسارات التي حدثت بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق. وأشار إلي أن شعار الانسحاب المسئول الذي رفعه الرئيس باراك أوباما سيبقي شعارا لا يوجد له صدي علي أرض الواقع, مؤكدا تورط القوات الأمريكية في حربها علي العراق. وشدد الملا علي ضرورة قيام القوات العراقية بملأ الفراغ الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي من العراق حتي لا يملآ هذا الفراغ إقليميا أو من جانب الإرهاب. يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن السفير الأمريكي بالعراق كريستوفر هيل قوله إن العملية السياسية في العراق تمضي قدما, وسنري حكومة جديدة في غضون أسابيع قليلة من الآن. وأضاف هيل- قبل مغادرته بغداد- أن اتفاق تقاسم السلطة بين الفائزين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في مارس الماضي هو مسألة أسابيع علي حد قوله. وذكرت الصحيفة الأمريكية- في سياق تقرير بثته علي موقعها الالكتروني امس أن هيل المكلف بإعادة صياغة الدور الأمريكي في العراق أنهي ولايته, التي استمرت16 شهرا, دون أن ينجز مهمة رئيسية وهي تشكيل الحكومة. وكان هيل- الديبلوماسي الذي عمل في أروقة وزارة الخارجية علي مدي33 عاما- أجل تقاعده في محاولة أخيرة للتوصل إلي اتفاق ينهي5 شهور من مأزق تشكيل الحكومة الخطير الذي ألقي بظلاله وأثار جدلا واسعا حول الانسحاب الأمريكي من العراق. ورأت الصحيفة أن اختيار هيل سفيرا في العراق لم يكن متوقعا وأن زملاء له اعتبروا أنه تم اختيار الدبلوماسي الصحيح في الوقت الخاطئ, فسلفه ريان كروكر كان يتحدث العربية بطلاقة ومحنك في شئون الشرق الأوسط لكن هيل ليس كذلك.