بنظرة سريعة أو بطيئة إلي شوارع وكباري القاهرة والجيزة وكل مدن مصر بالتالي سيكون الحكم عليها بالاجماع أنها أصبحت شوارع عشوائية.. وأن العشوائيات انتقلت من أطراف مصر إلي قلبها. * وأن القاهرة الكبري لم تعد أبدا مدينة نظيفة كما تقول اللافتات.. فها هي عربات الباعة الجائلين قد انتشرت انتشارا عنكبوتيا في كل مكان كما لو كانت تنتقم من عدم تخصيص أماكن لها كما قيل كثيرا أو كما لو كانت تريد أن تحس الأحياء النظيفة أو الراقية فيها بمعاناتهم في العشوائيات عسي أن يجدوا لهم حلا.. ولأن الفوضي تشجع علي الفوضي فقد امتد ذلك إلي ركن السيارات في نهر الشارع نفسه.. في أي مكان يحلو لصاحبها أن يركن فيه عربته ولو أدي ذلك إلي تعطيل المرور كله والذي هو معطل أصلا بل إن المسألة وصلت إلي أن اصبحت هناك مقاه كاملة بالشيشة علي إفريز كباري6 أكتوبر وقصر النيل, حيث تنتشر المقاعد وبائعو البطاطا واللب والفيشار والسندويتشات وهناك وهذا حدث بالفعل بائعو فاكهة لم يكتفوا بالاستيلاء علي مناطق خالية من الرصيف بل إنهم بعد أن استقروا عليها باعوها لغيرهم ليبنوا فوقها مطاعم ثابتة ثم انتقلوا هم إلي المنطقة المجاورة.. فإذا انتقلنا إلي الريف فوجئنا بمئات الآلاف من البيوت التي بنيت علي الأراضي الزراعية.. وهذه مصيبة! وانظر إلي كورنيش النيل بالمعادي, حيث نبتت من الأرض أبراج عديدة متراصة بينها حارات وليست شوارع بنيت علي عجل وفي غفلة من القانون؟ ما هذا؟ الإجابة أنه في غياب القانون يحن الإنسان المتحضر إلي الفوضي القديمة.. ويصبح كل فرد له قانونه الخاص الفردي وهو عادة قانون أنا قانون المصلحة الشخصية ولو مات الاخرون. ** والآن.. مطلوب من السيد وزير الداخلية الجديد.. والذي نتوسم فيه الحسم الذي كان غائبا فيما قبل.. المطلوب منه أن يعيد حكم القانون إلي الشارع.. وأن يزيل كل تلك التعديات.. بالحسم أيضا.. ذلك أنه حين ينضبط الشارع.. ينضبط كل شيء.. وإلا فلا حياة لمن تنادي. [email protected]