استمرارا لحالة الانفلات الأمني المتعمد في مختلف محافظات مصر, تعاني المنطقة الصناعية بأسوان والمقامة علي مساحة224 فدانا علي طريق وادي العلاقي جنوب شرق المدينة من القصور الشديد في حمايتها أمام سطوة البلطجية واللصوص الذين غزوا هذه المنطقة. لارتكاب ما يحلو لهم من أعمال اجرامية لم تعد تقتصر علي السرقات ولكن باتت تهدد أرواح المواطنين الأبرياء. واجمع أصحاب المشروعات من كبار وصغار المستثمرين علي انهم سيضطرون لاغلاق مصانعهم في حالة استمرار هذا المسلسل الذي لم يعد يحتمل وطالبوا القائمين علي حكم البلاد بتوفير الحماية اللازمة قبل ان يتحول الأمر إلي تطبيق شريعة الغاب والانتقال إلي مرحلة الحرب الأهلية!! وطبقا لآخر الاحصائيات الرقمية فان المنطقة تضم بجانب533 ورشة صناعية مجموعة أخري من المصانع ومراكز لخدمة السيارات وجراجات للأتوبيسات السياحية وجميعها ترفع الشعار الأمني الجديد بعد الثورة والذي تبدل من الشرطة في خدمة الشعب إلي احمي نفسك بنفسك. يقول المهندس علي صالح صاحب أحد المصانع ان14 مليون جنيه باتت مهددة بالضياع وتمثل تكلفة المشروع بعد ان تفشت ظاهرة السرقات المتكررة من البلطجية الذين يهاجمون المنطقة ليلا وهم مدججون بالأسلحة دون ان يلقوا أي اعتراض من الشرطة التي لم يعد لها وجود في النقطة الخاصة بها. وبنبرة حزينة يضيف قائلا: ان مصنعه قد تعرض للسرقة في أكثر من مرة وآخرها سرقة كابل كهربائي يتعدي سعره العشرين ألف جنيه ورغم قيامه بتقديم بلاغات في قسم ثاني أسوان, إلا أن أحدا لم يتحرك, ويطالب بعودة الدوريات والأكمنة التي كانت تجوب المنطقة من قبل. ويتدخل ويصا فاخوري ويمتلك مشروعا آخر ليؤكد تعرض مصنعه هو الآخر للسرقات ومن بينها أبواب ومواسير ويضيف أنه توجه لنقطة شرطة المنطقة وكان ردهم ان الإمكانات المتاحة لا تكفي لمواجهة هذه العصابات. ويتساءل إذا كان هذا الرد قد صدر من رجال أمن فكيف يمكن التصرف إذن. ويصرخ كمال حسين مالك أحد المشروعات مطالبا بأن تجد شكواه صدي لدي اللواء حسن محمد حسن مدير أمن أسوان خاصة وعلي حد قوله فان الأمر لم يعد يحتمل ومن الممكن أن نضطر لاغلاق هذه المشروعات وتشريد العمالة الهائلة التي تعمل بها, ويوضح بأن هذه المساحة الكبيرة التي تصل إلي نحو224 فدانا يقوم بحراستها حاليا أمين شرطة وفرد مساعد قارب علي التعاقد فماذا يفعلان بمفردهما أمام البلطجة المسلحة, مشيرا إلي أن الكابلات الكهربائية هي الهدف الرئيسي للصوص ومن أجله يتم تكتيف الخفر والاعتداء عليهم وسط صمت مريب من الأمن. ويطالب بأن تدعم مديرية الأمن نقطة الشرطة المخصصة للمنطقة الصناعية بقوات أمن إضافية حتي تستمر هذه المشروعات في الإنتاج, خاصة وان هناك مصانع مميزة وكبيرة وتضم عمالة ضخمة لو قدر لها التشرد لأصبحت قنابل موقوتة داخل المحافظة.