سهراية مع ضيوف خيمتنا وروح يناير تغني رجعوا التلامذة للجد تاني اللية الثانية لخيمة الاهرام المسائي التي نتقاسم فيها الكعكة الحجرية مع المعتصمين, نتقاسم كل شيء.. أحلامهم ومطالبهم وفراشهم الذي لا يتعدي الغطاء الخفيف وأرضية الميدان. وحتي آلامهم كنا نشاركهم بها بعد أن ثبتنا خيمتنا بجانب المستشفي الميداني. ليلة أولي طرقنا نحن فيها بوابات الميدان كانت كافية ليطرقوا هم بدورهم باب مكتب الأهرام المسائي في الميدان لنقضي معهم.. ليلة في الميدان البرد قارس.. والجميع يشعل الميدان حماسة وإصرارا, مازالت لافتات خيمتنا تجذب انتباه العدد الأكبر الذي يبيت بالميدان منذ بداية الأحداث, وربما كان العدد الضخم الموجود بالميدان والذي عجت به الخيام هو سبب هذه المعايشة التي ننقلها من داخل الميدان بعد أن قررت مجموعة من المعتصمين المبيت داخل خيمتنا لعدم وجود أماكن لهم في الخيام المجاورة. والله كويس.. دي الاهرام ياجماعة هكذا بدأ احد الشباب حديثه ليستأذن في الدخول الي الخيمة ويسأل مباشرة عندك بطاطين هنا؟ ويستكمل بعد أن نرد بالإيجاب طيب فيه مكان لينا؟ نجيب مرة أخري بالإيجاب فيدخل مجموعة من الشباب الي الخيمة ويبدأون الجلوس لتأتينا وليمتنا الصحفية في تلك الليلة علي طبق من ذهب. بادرت بالسؤال ولحد إمتي؟, فجاءني رد سليمان الصابر مهندس حاسب آلي حتي تنفيذ مطالب الميدان ورحيل المشير وتسليم السلطة للمدنيين وفق جدول زمني, واستطرد خطاب المشير جاء محفزا للميدان أكثر ما جاء مهدئا فقد ذكرنا ببطء مبارك ورفضه الاستماع لمطالب الميدان المشروعة. واستكمل الحديث محمد صفاء محام لم يشعر احدنا بالفارق منذ ان رحل مبارك, والأمر الذي دفعنا للحضور الي الميدان وطلب انقاذ مصر هو ماحدث في ماسبيرو مع مينا دانيال ومايحدث في المحاكم العسكرية مع الثوار وما قام به المجلس الأعلي من إرضاء للقوي الاسلامية بفتح الطريق امامهم للسيطرة علي المجلس بعدم مساءلتهم عن التمويل الذي يحصلون عليه والذي اعترفوا به قبل الثوار. أما حسن طالب ازهري فقال ان الميدان هو الشرعية الحقيقية التي يجب ان ينصاع لها الجميع, والحديث لايخص ميدان التحرير بل نتحدث عن كل ميادين التحرير التي ارتفعت درجة حرارتها بعد ان شعرت ان الثورة تسرق منها وان ابناء الوطن مازالوا يقتلون دون مساءلة بل ويلقون في صناديق القمامة ايضا. لم نطل الحديث كثيرا وخرجنا معا من الخيمة لنبدأ جولة في ليل الميدان بعد ان رتب الجميع حاجياته داخل خيمة الأهرام المسائي.. الميدان يرتدي حلة يناير.. هكذا كانت الصورة, اللافتات الكبيرة تعلق علي البنايات المواجهة للكعكة الحجرية, والبروجكتور يعود مرة اخري ولكن بتكتيك يختلف عن يناير.. إنه تكتيك نوفمبر, استبدل البث التليفزيوني علي جدران المباني برسائل قصيرة تتلخص في تسليم السلطة الآن والشعب يريد الفقراء في الميدان والشعب يريد إسقاط النظام..