عادت أجواء ثورة25 يناير لتخيم مرة أخري علي ميدان التحرير, حيث تواصلت الاشتباكات الدامية بين قوات الشرطة المتمركزة في شارع محمد محمود والمتظاهرين الذين يحاولون الوصول لمبني وزارة الداخلية لليوم الثالث علي التوالي, مما أدي إلي ارتفاع حصيلة القتلي والمصابين. ومع تزايد أعداد المتزايدين اختلف المشهد أمس عنه في اليومين السابقين, حيث قام المتظاهرون بتقسيم أنفسهم إلي مجموعات اختصت الأولي بالمواجهات مع قوات الشرطة بشارع محمد محمود وتلك تم توزيع أفرادها علي ثلاثة فرق تقوم احدها بتكسير بلدورات الشوارع لامداد المتظاهرين بالحجارة, بينما اعتلت مجموعة أخري سوري الجامعة الأمريكية وشرفة أحد أبنيتها التي تطل علي شارع محمد محمود, ويقوم فيه فريق ثالث بتوزيع الكمامات والمناديل المبللة بالماء والخل علي المتظاهرين الواقفين علي خط المواجهة ونقل المصابين إلي المستشفي الميداني للعلاج. في المقابل قامت مجموعة أخري من المتظاهرين بتشكيل لجان شعبية لتأمين مداخل ومخارج الميدان والقيام بعمليات والتفتيش للمارة لمنع تسلل بلطجية يحملون أسلحة قد يتم استخدامها في أثناء الاشتباكات مع رجال الأمن. ومع تزايد الحشود بشارع محمد محمود( مسرح العمليات) لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إلي عشرات المصابين لنقلهم للمستشفيات وهو ما دفع المتظاهرين لعمل كردون لافساح الطريق أمامها لنقل المصابين, بالإضافة إلي الدراجات النارية والتروسيكلات والنقالات اليدوية. وقد انخرطت إحدي المجموعات في إقامة الخيام وبحديقة الميدان تمهيدا للدخول في اعتصام مفتوح في الوقت الذي توافد بعض طلبة المدارس والجامعات لتوزيع وجبات علي المتظاهرين مدونة عليها عبارة( تبرعات من شباب الجامعات), وذلك لتمكين المتظاهرين من الصمود لأطول فترة ممكنة حتي تحقيق مطالبهم.