اختلطت الدموع بالدماء علي أرض مشرحة زينهم فهذه أم تبكي صغيرها وهذا أب ينتحب حزنا علي سنده الوحيد, لم تكن هذه المشاهد الوحيدة التي رصدها لأهرام المسائي مساء أمس أثناء تسلم عدد من الأسر لجثامين ابنائهم من المشرحة. حيث لم تكن الأصوات تهدأ قليلا حتي يتعالي الصراخ والعويل, فيما لم يخل مشهد الدماء والدموع من استعراض الآباء والأمهات للمواقف النبيلة التي تذكروها لابنائهم الشهداء وبدأ بعضهم يحكي ل الأهرام المسائي كيف كان ابنه يعشق تراب الوطن حتي مات شهيدا علي أرض ميدان الثورة التحرير. وانحصرت مطالب أهالي الشهداء في أخذ حقوق ابنائهم وسرعة فتح تحقيقات موسعة حول الاشتباكات الدامية التي تسببت في استشهاد أبنائهم. وقال عم الشهيد شهاب أحمد سيد محمود21 سنة وهو يبكي إن نجل شقيقه أصيب بطلق ناري بأعلي الصدر وآخر بالأحشاء أدي الي تهتك بالأحشاء والصدر وإحداث نزيف داخلي اودي بحياته, مطالبا بأخذ حقه من القتلة. فيما قالت خالة الشهيد عادل إمام جاد ابن السابعة عشرة من عمره وهي تصرخ بصوت مرتفع أن شهاب كان ضمن المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم مثل عشرات الآلاف, وأصيب بطلق ناري بالرأس أدي الي كسور بالجمجمة وتهتك بالمخ وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفس. وفي شأن متصل بلغ إجمالي الجثث التي أستقبلتها مشرحة زينهم خلال يومي أمس وأمس الأول25 شهيدا وفقا لكشف حصل الأهرام المسائي علي نسخة منه. وحسبما جاء بالكشف أن هناك23 جثة مصابة بطلق ناري حي وفقا لتقرير مصلحة الطب الشرعي مقابل حالتي اختناق أدتا للوفاة.