28 نوفمبر2011.. هو بداية انطلاق المعركة الانتخابية التي ستستمر حتي نهاية شهر مارس من العام المقبل وهي فترة تتجه فيها أنظار العالم بأكمله الي مصر التي تشهد أول انتخابات برلمانية بعد الثورة وبغض النظر عن الأسماء المرشحة أو الأحزاب المتنافسة فإن مايشغل الأذهان الآن هو كيفية تأمين هذه الفترة الحرجة والخروج بها الي بر الأمان حتي لانشهد أحداثا مؤسفة كالتي شهدناها منذ اندلاع الثورة ورغم ذلك يبقي السؤال هل ستؤثر الانتخابات علي الوضع الأمني وهل سيكون خطيرا للدرجة التي تدفع وزارة الخارجية الأمريكية لإصدار تحذير لمواطنيها من السفر لمصر سواء للسياحة أو الاقامة خلال فترة الانتخابات تحسبا لامكانية اندلاع مظاهرات ومسيرات قد تتطور لأعمال عنف مما يجعل المواطن الأجنبي هدفا للاعتداء كما حثت مواطنيها علي عدم دخول السفارة الأمريكية في القاهرة اذا قامت قوات الأمن بوضع حواجز حديدية حولها أثناء المظاهرات. في البداية أكد اللواء الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية أن الوضع الأمني أثناء الانتخابات البرلمانية المقبلة لن يكون بالخطورة التي يتصورها البعض, وقال ستمر المرحلة بشكل طبيعي باستثناء دوائر المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية حيث تشتعل حدة المنافسة بين المرشحين في هذه المناطق أكثر من غيرها, وتوقع حالة أمنية مستقرة في المناطق الريفية والمحافظات التي لايعلو فيها صوت فوق صوت التكتلات العصبية التي تقرر من سيفوز بالمعركة الانتخابية قبل أن تبدأ. وأبدي فؤاد قلقه من قيام الفلول أو ما يطلق عليهم الثورة المضادة بأعمال غرضها زعزعة الاستقرار خلال هذه الفترة الحرجة لافساد الوضع الأمني للبلاد وذلك من خلال عمليات الشغب واثارة الفوضي لافساد العملية الانتخابية. وقال إن التحذير الأمريكي مجرد اجراء احترازي روتيني تقوم به وزارة الخارجية للحفاظ علي حياة مواطنيها خاصة بعد سلسلة الأحداث المؤسفة التي جرت في مصر منذ اندلاع الثورة كأحداث ماسبيرو الأخيرة وبالتالي وجب عليهم التحذير. وأكد الخبير الأمني اللواء فؤاد علام أن وضع الأمن خلال الفترة الحالية أسوأ بكثير من هذا البيان لأن المسألة لاتنحصر في أعمال البلطجة بل أن الصراع الأكثر سخونة الآن بين القوي السياسية والحزبية المختلفة التي تحاول الفوز في المعركة الانتخابية بنفس الطرق والأساليب التي كانت تتم قبل الثورة بغض النظر عن الاضرار بالوضع الأمني للبلد. وأضاف علام أن ظهور جرائم تبدو جديدة علي الشارع المصري يؤكد أننا سنشهد فترة عصيبة دموية علي حد وصفه حيث إننا نسمع يوميا عن صراعات الصعيد التي تنتهي بسقوط قتلي ومصابين وحوادث الهجوم والاعتداءات علي المواطنين في الشارع وتهديد المحلات التجارية بالأسلحة البيضاء كلها مؤشرات تؤكد سوء الوضع الأمني قبل بدء الانتخابات وأنه سيزداد سوءا خلالها, وناشد القوات المسلحة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين العملية الانتخابية ومواجهة مثيري الشغب والفوضي وذلك من خلال التنسيق مع قوات الشرطة للخروج من هذا النفق المظلم دون خسائر. وخالفه الرأي الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت أبو مسلم حيث أكد أن الاجراءات التي تتخذها القوات المسلحة حاليا كفيلة بتأمين فترة الانتخابات وقال خلال هذه الأوقات التي تشهد تغييرا جذريا في البلاد لابد من حدوث مثل هذا الانفلات خاصة مع اقتراب بدء المعركة الانتخابية ولكن في الوقت نفسه أكد أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تشهد حوادث عنف خلال أوقات الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية ولكن يبقي الأجانب في النهاية في أمان من مثل هذه الأحداث.