لم أسأل نفسي أبدا من الذي اخترع الإنترنت, رغم أنها واحدة من أهم المعلومات العامة التي يفترض أن يعرفها مالا يقل عن3 مليارات شخص( مثلا) في العالم, غير هذا الاختراع حياتهم بشكل جوهري, ولو علي مستوي أنه استحوذ علي جزء من وقتهم, أو سهل لهم بعض أعمالهم, أو أتاح له الاتصال عن بعد بتكلفة محدودة, أو جعلهم يرون العالم من أماكنهم, والسبب في عدم السؤال عنه هو أنني مثل كثيرين غيري كانوا يعتقدون أن تلك المسألة أكبر كثيرا من مجرد' شخص', وأنها في النهاية كانت عمل فريق كبير, أو مشروعات متتالية, أو شركة ضخمة, ليست مايكروسوفت بالطبع. أكثر من ذلك, فإنني عندما سألت ذات مرة أحد الأصدقاء ذوي العلاقة القريبة بمجال تكنولوجيا المعلومات, عمن قد يكون اخترع فكرة الشبكة العنكبوتية في الفضاء الإليكتروني الذي نتج عن الربط بين أجهزة الكمبيوتر, من خلال سيرفرز ضخمة, عبر العالم, قال أنه فكر طوال الوقت في أن تلك المسألة أقرب إلي اكتشاف منها إلي اختراع, مثل نظرية النسبية الخاصة بأينشتاين, رغم أنه يعرف أن هناك بالفعل من يرد اسمه, كمخترع للإنترنت, لكنه لم يرد أن يصدق أبدا أن كل هذا العالم الضخم, الذي نكاد نقيم فيه, مثل بيوتنا, هو اختراع لرجل واحد. إن هناك بالفعل رجلا هو السير تيم بيرنرز لي, ولايزال يعمل كأحد مستشاري الحكومة البريطانية في مجال المعلومات, لكن عندما قرأت عنه قليلا, لم أشعر أنه عالم بتلك الصورة التي يمكن أن ترتبط بحجم ماقام به, وهو اختراع واحد من أكبر إنجازات البشرية, مما يرجح فكرة' المكتشف' الذي فتح الطريق إلي المدينة المفقودة, قبل أن يقوم الملايين بتشييدها, فالرجل يبدو كداعية لحرية الوصول إلي المعلومات, ويتحدث عن أن الدول يجب أن تشارك مواطنيها في قواعد بياناتها بصورة أكبر مما يحدث, وهكذا. لكن ربما تكون لدي الرجل تقديرات مختلفة بهذا الشأن, فما قد أراه أنا أو غيري مجرد دعوة, تشبه ماتقوم به جماعات حقوق الإنسان, قد يكتسب أهمية خاصة في المستقبل, فالرجل يريد عالما مفتوحا معلوماتيا بين المؤسسات والأجهزة والجماعات والأشخاص, بحيث يعيش الجميع في' فضاء إليكتروني' واحد مفتوح, أو بصورة أخري, فإنه يريد نقل العالم من الأرض إلي الشبكة, ولاأعرف ما إذا كانت تمثل فكرة عبقرية أم أنه تحول بالفعل إلي' داعية معلومات', كما حدث مع من اخترعوا القنبلة الذرية. [email protected]