لا يمكن لعاقل أن يصدق أن للجيش المصري موقفا تجاه المواطنين بسبب ديانة البعض منهم فالمستعرض لتاريخ العسكرية المصرية منذ قديم الأزل وحتي الآن وليس فقط في أحداث25 يناير سوف يستنتج بالضرورة أن هذا الجيش من نسيج هذا الوطن العظيم بمسلميه ومسيحييه ولا يمكن لعاقل أيضا أن يصدق أن مظاهرة سلمية للمسيحيين بها أطفال ونساء ومعلن عنها مسبقا يمكن أن تحمل الأسلحة الآلية ناهيك عن أن تاريخ المسيحيين نفسه ينفي عنهم تهمة الميل إلي استخدام العنف. اذن هناك شيء أو قل أشياء كثيرة خطأ حدثت, هي التي أوصلتنا إلي أحداث ماسبيرو التي لم تدم قلوب الاخوة المسيحيين فقط وهذا حقهم وانما أدمت قلوبنا جميعا كمسلمين. انه حدث جلل بحق, زلزل قلوبنا وعقولنا جميعا ولقد آن أوان التعقل وتدارك الأمر ولابد أن نبدأ العلاج بخطوات سريعة وحازمة بعيدا عن الطبطبة والطناش وعفا الله عما سلف وهي المعالجات السطحية التي غلفت الأحداث منذ حادث كنيسة صول ثم أحداث قنا وامبابة والمنيا وأسوان ونتمني أن تكون حادثة ماسبيرو هي الاخيرة, فكرة الثلج تكبر بسرعة منذ ثورة25 يناير التي تصور البعض أنها قد تكون بداية النهاية للمعالجة الخاطئة للملف الطائفي.. واثبتت الأحداث أن روشتة العلاج قد تطلب البتر وإزالة الورم نفسه ثم تنظيف الجرح واتباع خطوات صحيحة نحو العلاج الآمن علي الأقل في المستقبل القريب. علينا أن نتصارح أن قضية غياب الأمن منذ ثورة25 يناير وحتي الآن هي أحد وأهم أسباب انتشار وتسارع الأحداث وعدم منع وقوعها وأصبح لغز الغياب الأمني مثار اسئلة استفهامية بل واستنكارية عديدة كذلك علينا أن نعترف أيضا أن الاصرار علي أن مسئولية تأمين الاحتجاجات الكبري مثل مليونيات ميدان التحرير أو ماسبيرو هي مسئولية الداعين إليها هو رأي خاطيء أيضا لأن الأحداث الكبري كواقعة السفارة الاسرائيلية ومديرية الأمن ثم ماسبيرو هي التي شهدت اراقة للدماء المصرية وكان علينا جميعا حكومة وشعبا أن نلجأ إلي آلية محددة لحفظ أرواح المصريين والأمن اثناء الاحتجاجات, وأن نلغي من قاموسنا مفردات للقلة المندسة بها والبلطجية والدخلاء أيا كانت التسمية وألا نسمح لها بالتخطيط للوقيعة وازهاق أرواح المصريين, لأنه كما يعرف فليس الملف القبطي وحده هو الخط الأحمر ولكن أيضا دماء المصريين خط أحمر. وعلينا أن نعترف بأن المسلسل المتكرر الذي أسمه بناء الكنائس والتراخيص ثم السماح بوقفها بل والتمادي في هذا الملف وإعطاء البعض الحق في التحدث باسم الدولة هو خطأ فادح وسندفع كلنا الثمن وليس المسيحيين فقط..أليس خراب الاقتصاد وتوقف السياحة هو نتيجة الغياب الأمني والعنف؟ وعلينا أن نعترف أيضا بأن مناخ التطرف والإقصاء السائد في الشارع ووسائل الاعلام والمساجد والكنائس هو السبب في زيادة حدة الاحتقان التي وصلت إلي الذروة الآن وعلنيا أن نعترف أخيرا أن وسائلنا التعليمية ومؤسساتنا بما فيها الاعلام تغذي مناخ التمييز بين ابناء الوطن الواحد وعلينا أن نفتح ملف التطرف في التعليم لأنه بداية الاصلاح الحقيقي اذا كنا نبغي بالفعل اصلاحا حقيقيا وأخيرا سؤال فقط هل السماح للمرأة المنتقبة بالتقدم للترشيح لمجلس الشعب مع حقوق المواطنة وضد التمييز الذي صدر به مرسوم بقانون اليوم أم لا.. انه مجرد سؤال فقط والاجابة ستكشف عنها الايام القادمة مع تحيات القلة المندسة.