تبدو واشنطن جادة هذه المرة في الذهاب الي ابعد مدي مع إيران علي خلفية اتهام طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لديها علي الرغم من ردود الافعال السريعة من جانب المسئولين الايرانيين والقاطعة بالنفي والمحذرة من اللعب بالنار. وقد يري البعض في الازمة الراهنة سلوكا معتادا في العلاقات الايرانية مع الامريكيين والاوروبيين علي حد سواء, ولكننا نتوقف كثيرا امام استخدام تعبيرات جديدة في سياق التصريحات الصادرة علي لسان الرئيس اوباما ونائبه والتي تضع كل الخيارات علي الطاولة ومن بينها وبشكل صريح ومحدد الخيار العسكري, كما ان خطورة مايحدث الآن تكمن في وجود طرف خليجي وبحيث لايقتصر الامر علي العلاقات الايرانية الامريكية فقط, والسعودية بطبيعة الحال هي اكبر دولة خليجية ومن شأن المساس بها وبمصالحها ان تكون بقية الدول المجاورة والتي تشكل مجلس التعاون في قلب الاحداث وتداعياتها.. واذا كنا ندرك ملامح السياسة السعودية الساعية كعادتها للتهدئة والتعقل وعدم الانجراف وراء المغامرات غير المحسوبة, الا ان طبيعة المؤامرة التي تزعم الولاياتالمتحدة انها تملك الادلة الدامغة عليها تجعلنا اكثر قبولا لافتراض خروج الاحداث عن سيطرة الرياض اذا قررت امريكا والحلفاء الرئيسيون لها في اوروبا القيام بعملية عسكرية طال التهديد لها في الماضي علي خلفية البرنامج النووي الايراني الذي يهدد اسرائيل في المقام الاول ولكنه تحول بالحملات الاعلامية الي تهديد لكل الدول مع تجاهل حقيقة امتلاك اسرائيل ذاتها للسلاح النووي. والخوف كل الخوف ان تجد واشنطن والعواصم الاوروبية المؤيدة لها في التورط الايراني بمحاولة اغتيال السفير السعودي الاطار المناسب لحشد التأييد الدولي لمثل هذه العملية العسكرية خاصة ان المنطقة بأسرها تعيش حالة من عدم اليقين والضبابية نتيجة التغييرات الهائلة في موازين القوي والثورات التي تجتاح سوريا الحليف الرئيسي لايران, والدخان المتصاعد في ليبيا واليمن والعراق وانشغال بقية الشعوب باحوالها الداخلية الساخنة ايضا.. العاصفة القادمة الي الخليج حقيقية ومخيفة وقد تأتي رياحها المدمرة بأسرع مما نتوقع جميعا..