هي أيام حاسمة وصعبة يكتب فيها التاريخ حكاية مصرية سوف تذهل العالم في نتائجها التي لابد وأن تتفق مع أحلام وطموحات وآمال هذا الشعب العظيم. قد تدعونا بعض التفاصيل إلي القلق والانزعاج ولكن ما حدث ويحدث منذ25 يناير يجعلنا أكثر ثقة في الحاضر والمستقبل علي حد سواء, وبالتالي فلا مجال للحديث عن الفشل مهما تكن شدة المخاوف أو قوة البخار المتصاعد من سخونة الأحداث فوق أرض الكنانة. والسؤال الذي يجب أن يطارد الجميع وأن نطرحه دائما علي أنفسنا هو: هل يمكننا التنازل عن الحلم المصري بعد كل المعطيات الجديدة التي تشير لمعجزة حقيقية تكتمل ملامحها بمرور الأيام وتؤكد أنه قد آن الأوان لقيام الدولة الديمقراطية الحديثة والناهضة علي ضفاف النيل الخالد بعد عقود بل قرون من الزمان عاني فيها الشعب أصناف الاستعمار القديم وبعد الاستقلال لم تحقق كرامة المواطن وحريته الكاملة, فخرج في ثورته الثانية ليطالب بحقه في العيش والحرية والعدالة وليرفض منظومة الفساد التي استباحت أرض وثروات الوطن. ولأن مصر هي مهد الحضارات الإنسانية, فإنها تظل دائما مصدر الإلهام والعطاء ولم ولن تكون أبدا صورة مكررة لتجارب غيرها, خاصة مع ما نراه من أثمان فادحة تدفعها الشعوب المجاورة من أرواح أبنائها في صراعات دامية لا مجال أو مكان لها علي أرض مصر. التاريخ سوف يكتب ويشهد علي وعي الشعب وقدرته الفذة علي استشعار مصادر الخطر والرد بكل قوة علي المتربصين من الذين يحرصون علي أن تظل مصر أسيرة لمشاكلها وضعيفة سياسيا وأن قوتها تعاني تغييرا جذريا في موازين القوي بالمنطقة والعالم. سوف يشهد التاريخ ويكتب صفحات ناصعة تضاف للسجل الحافل بالوطنية والفداء للجيش المصري البطل الذي يبقي الحصن والدرع المتين الحامي لبلاده ولكل حبة رمل علي طول الحدود من جميع الاتجاهات. سوف يكتب التاريخ ويشهد علي ارتفاع القوي السياسية والأحزاب إلي مستوي المسئولية في مرحلة فارقة لا مجال فيها للصفقات والمصالح الضيقة. انتظروا مصر فهي قادمة.. قادمة.. قادمة. muradezzelarab@hotmailcom