مع بداية موسم زراعة البنجر من كل عام تبدأ لعبة القط والفأر بين شركة الدلتا للسكر والمزارعين وهذا العام يوجد صراع أكثر شراسة بين الطرفين بعد أن حصل المزارعون علي وعود لاحصر لها من قبل مسئولي المصنع حتي يقوموا بزراعة البنجر هذا العام. بعد أن كان هناك إصرار شديد من المزارعين علي زراعة محاصيل أخري بدلا منه. وطالب الفلاحون قبل بداية الموسم الزراعي بعدة مطالب منها تحرير عقد من صورتين يتضمن حقوق كل طرف وموعد تسليم المحصول إلي المصنع والشروط الجزائية في حالة إخلاء أي من الطرفين ببنود العقد, كما طالبوا بزيادة سعر طن البنجر بحيث لا يقل عن ستمائة جنيه للطن خاصة بعد زيادة أسعار السكر المنتج حتي وصل سعر الكيلو غير المدعم إلي7 جنيهات وأكثر, بالإضافة إلي زيادة أسعار المحاصيل الأخري مثل القمح والفول شتاء والارز والقطن صيفا ورغم أن تكاليف إنتاج المحاصيل الشتوية خاصة الفول لا يمكن مقارنتها بتكاليف انتاج البنجر الذي يحتاج إلي كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات الحشرية والايدي العاملة وغيرها ورغم كل ذلك لم ترتفع أسعار محصول البنجر منذ خمس سنوات تقريبا بل إن الأسعار انخفضت عن المواسم الماضية ولكن قبل بداية الموسم الزراعي الجديد الذي بدأ في أغسطس ويستمر حتي منتصف نوفمبر القادم للدورات الثلاث فوجئ المزارعون هذه الأيام بلغة مختلفة بعد أن قام معظمهم بحسن نية بزراعة البنجر مرة أخري حيث فوجئوا بأن الوضع كما هو عليه وأن الأسعار لم ترتفع عن العام الماضي وعقد الإذعان كما هو من طرف واحد يقوم المزارع بالتوقيع عليه وتركه مع مسئولي المصنع وهو ما وصفه المزارعون بأن المصنع ضحك عليهم بعد أن قاموا بالزراعة. يقول عبدالناصر أبو الفتوح يوسف من الحامول انه عقب نهاية الموسم الماضي في شهر يونيو2011 تم عقد أكثر من مؤتمر لمناقشة مشاكلنا كفلاحين مع مصنع السكر واتفقنا جميعا علي الابتعاد عن زراعة البنجر مالم يوافق مسئولو المصنع علي مطالبنا وكلها مطالب معروفة للجميع منذ عدة سنوات وأهمها تحرير عقد من صورتين وزيادة سعر الطن بما يتناسب مع زيادة المحاصيل الأخري وسعر السكر نفسه خاصة أن مسئولي المصنع وعدونا أكثر من مرة بتحقيق مطالبنا المشروعة دون جدوي وقبل بداية الموسم الزراعي الحالي قالوا لنا وقعوا علي العقد الحالي هو نفسه العقد القديم لحين صياغة عقد جديد مناسب وإعطائنا صورة منه خلال الفترة القادمة كما وعدونا بزيادة الاسعار عن الموسم الماضي حتي أننا لم نعرف حتي الآن الأسعار الجديدة. ويضيف رضا عبدالباسط الغرباوي من قرية الزعفران فوجئنا: هذه الأيام بعد أن قام معظمنا بالزراعة والتوقيع علي العقد القديم بأن المصنع ضحك علينا ولن يتم عمل أي شئ لاعقد جديد ولازيادة الأسعار وأن كل مشكلات العام الماضي كما هي وكأن المؤتمرات التي بح صوتنا فيها وتناولتها أجهزة الإعلام والقنوات الفضائية كانت مؤتمرات للصوت العالي فقط رغم إنفاق عشرات الآلاف من الجنيهات علي الإعداد لها واستدعاء كبار المسئولين والمزارعين علي مستوي الجمهورية لمناقشة المشكلة وبحث ووضع الحلول المناسبة لها وبالتالي فإننا أصبحنا في مفترق طرق فلا نحن نستطيع إلغاء الزراعة مرة أخري ولا تقبل بالمهانة التي وضعنا مسئولوا المصنع فيها. من جانبه أكد المهندس جلال غريب مدير عام مصنع السكر بكفر الشيخ أن المصنع يتعامل مع آلاف المزارعين وأن معظمهم راض بالوضع الحالي وقاموا بالتوقيع علي العقد بمحض إرادتهم خاصة اننا لانقسو علي الفلاح لأن بقاء الوضع كما هو عليه بالنسبة للفلاح يأتي في مصلحته أولا خاصة أن هناك أكثر من ألف فدان من زراعات البنحر في العام الماضي تم توريدها لمصانع أخري بالنوبارية والدقهلية وغيرها ورغم إخلال اصحاب تلك المساحات ببنود العقد إلا أننا لم نقم بتفعيل العقود رغم أنها من طرف واحد وموقع عليها من الفلاح لو تم تحرير عقد من صورتين ستكون أكثر قسوة علي المزارعين من الوضع الحالي.