وما حدث هو إقصاء للدور الإعلامي المصري الذي لايريد الوصول بالحقيقة, للشعب المصري, ومازال يمارس الصلف الإعلامي الأجوف, بتأريخه لزيف الحقائق يلعب الإعلام دورا مهما في العملية التنويرية للمجتمعات بصفة عامة, لذلك فهو يسهم في البناء الجمعي لذاكرة الشعوب, ويؤرخ لإرساء الحضارات بشكل تراكمي, مما يجعله أساسا محوريا لتبادل الثقافات, والتعرف علي أيديولوجيات مختلفة, فيكون التقارب بالحوار لدي الآخر من خلال الأفكار والرؤي التي يتم تناولها عبر وسائل الإعلام كأداة من أدوات التفاوض علي مستويات مختلفة في عديد من الاتجاهات. ولكل من المنابر الإعلامية إستراتيجيتها المتباينة ومفهومها المتغير تبعا لسياسات الدول التابعة لها, والتي تختلف ما بين الدول المتقدمة والنامية, اختلافا شاسعا في عملية التطوير والتحديث, خاصة في ظل مجتمع متغير تنامي فيه التقدم العلمي والتكنولوجي منذ اطلالة القرن العشرين والذي أثر فيها بشكل تقدمي علي مجال الاتصالات والمعلومات فتحول العالم بأسره إلي خلية صغيرة تدور في فلك كون رحب. من هذا المنطلق كان الدخول فيما يسمي بعصر العولمة, والذي يعتبر بمثابة كابوس للدول النامية بما له من تأثير مباشر وقوي علي مجالين أساسيين هما الإعلام والاتصالات, من هنا كانت الهوة بين الدول المتقدمة والنامية, لما لها من توجهات وأفكار ثقافية متغايرة تدعو للهيمنة, وما يعقب ذلك من اتاحة الفرصة للحريات في حق التعبير والإعلام معا. وعلي الرغم من كل ما يحدث الآن في العالم والعالم العربي بصفة خاصة!! من ثورات ستؤثر تأثيرا مباشرا في وضعية المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية, وفي ظل تعددية الفضائيات فما زال في مصر وبعد ثورة25 يناير تكميم الأفواه وباسم القانون تنتهك الحريات, وتسن قوانين خرقاء مشبوهة! دون احترام أو مراعاة لحرية الآخر, فما حدث إغلاق قناة الجزيرة مصر مباشر أخيرا لهو شيء يدعو للصدمة الحضارية للعقول المستنيرة, وجذب للعودة إلي الوراء, ودلاله علي نفس أيديولوجية النظام المخلوع! وفلسفة المفلس التي لاتتناسب مع المجتمع المصري الآن ولاتنتمي إليه, ولا ترتقي لتطلعات واحتياجات مرحلة جديدة وحرجة يمر بها الشعب المصري والعربي معا. وما حدث هو إقصاء للدور الإعلامي المصري الذي لايريد الوصول بالحقيقة, للشعب المصري, ومازال يمارس الصلف الإعلامي الأجوف, بتأريخه لزيف الحقائق وبإقصائه لثقافة الديمقراطية التي لاتبني علي القوانين ولاتستند إلي الدستور, فالنظام الديمقراطي قائم علي مجموعة المبادئ أولا..! وإلا فلا دستور يستند إليه ولاقوانين يمكن ان تفعل في ظل هياكل ديمقراطية جردت من مضمونها بإعلام متواطئ يقصي شعبه إعلام لايتماشي مع الحريات العامة, إعلام يفرض قناعاته وسيطرته وهيمنته الواهية بأكاذيب وافتراضات تكشف تخاذله وعدم قدرته علي مواكبة العصر. واتساءل إذا كانت الجزيرة مباشر لم يصرح لها فلماذا ظلت تمارس عملها أكثر من خمسة شهور؟ ومن المسئول عن ذلك علي مرأي ومسمع؟ ألم يكن واجبا قانونيا أن نرسل لها إنذارا أولا قبل مداهمتها أو نسهل عليها ونعطيها حق المزاولة طالما سمحنا بالبدء منذ البداية ولا داعي للإقصاء؟ وإذا كان لابد من الإقصاء فلماذا لاتوضع البدائل للمصريين في أحقية التعبير وحرية الرأي وتقبل الرأي الآخر؟ ويكون هناك الفضائية المصرية مباشر تقوم بما تقوم به الجزيرة مباشر وبنفس القدرة والمصداقية, أم إننا مثل النعامة ندفن الرأس في الرمال فيرانا العالم ولانري انفسنا, فنكون مسارا للسخرية! إن ما حدث من إقصاء لمنبر من المنابر الإعلامية لم يكن في صورتها وإنما هو تقييد لحريات الشعب وفرض قناعات وهيمنة استبدادية فرضت نفسها منذ سنوات طويلة, وفي صور ومسميات مختلفة مفادها المتاجرة باسم الحفاظ علي أمن الوطن والتي تمثلت في عديد من المواقف التي يجرمها قانون الحريات كان آخرها قطع الاتصالات والنت أثناء ثورة25 يناير, وعدم مواءمة الإعلام المصري للأحداث الجارية واللامبالاة وتزييف الحقائق التي سيكشفها التاريخ يوما ما..! فالتاريخ لاينسي مهما يزيفه الفاسدون وله فرسانه الذين ينقبون عن الحقائق ويعيدون صياغتها من جديد كأمانة من أجل أجيال قادمة.. كل ذلك من أجل استمرارية الجلوس علي كراسي السلطة. من أجل ذلك لا مانع من افتعال أزمات غير مبررة وتقديم مزايدات باسم الوطنية لبطولة أقزام منقوصة من أجل صعود واهن..! ولذلك فإنني أقول وكما ترون أن كرسي السلطة لايدوم.. ومن الناس من يمجده ويجله ثم يعبده فيذله..!! لذا من الحكمة ان تحكمه ولايحكمك!وإحقاقا للحق أقول لمنبر الجزيرة ندين لكم بالفضل في تسجيل الحقائق وكشفها لنا وخاصة في أثناء الثورة ومؤازرتنا فيما حدث ولكن يجب عليكم الوضع في الاعتبار ان كثرة بث مادة إعلامية بعينها وكثرة ترديدها تؤدي الي تغيير اجتماعي وانتاج ثقافي غير مطلوب ترتب او ربما يترتب عليه تبعات سلبية نحن في مصر في غني عنها الآن! ودعونا نلملم شمل الوطن اولا.. ورفقا بمجتمع عاش ثلاثين عاما ظروفا يعرف القاصي والداني أبعادها وتفاصيلها! [email protected]