اللواء محمد الفخرانى لم تكن إكرام تتخيل أن فرحة عمرها ستنقلب الي هم وغم ونكد وتعاسة.. وأن أحلي وأروع ليلة في حياتها, ستتحول الي مأتم ومندبة عظيمة.. ومن هول الموقف وصدمة المفاجأة, لم تشعر المسكينة بما يدور حولها, حيث سقطت بجوار جثة عريسها مغشيا عليها.. وعندما أفاقت تحطمت البقية الباقية من قلبها علي وقع كلمات الجيران والأقارب ياتري عملت فيه إيه بنت ال(.....) وش النحس؟! بذاءات كثيرة واتهامات غريبة أحست معها إكرام كما لو أنها قاتلة, مجرمة مع سبق الإصرار والترصد.. وفي ليلة زفافها وأحلي وأجمل ساعات عمرها.. مع أنها هي الضحية وستبقي هكذا الي ما شاء الله.. لكن من ينصفها ويقدر مصيبتها ويتعظ بعظيم الاختبار القاسي الذي تعرضت له؟! كانت إكرام تتصور أنها حازت الدنيا بأسرها, بحلاوتها ونعيمها وسعادتها, فها هو حلمها في الزواج قد تحقق, حيث عقد أيمن قرانه عليها ولم يكن متبقيا علي تتويج الحلم واكتمال الفرحة سوي ساعات قليلة.. وأخيرا جاءت ليلة الدخلة بعد طول انتظار. بعد انصراف المدعوين وإغلاق باب حجرة النوم عليها مع أيمن بدت علي ملامحها علامات التوتر, واكتسي وجهها بحمرة الخجل.. وفي الوقت الذي قامت فيه بتغيير ملابسها وفوجئت بنفسها في أحضان عريسها بعد إطفائه الأنوار, انتبهت علي الفاجعة. بعد دقائق قليلة من انفراده بها بسرير غرفة النوم, لاحظت سقوط يده من علي خصرها.. للوهلة الأولي تصورت أنه راح في النوم, أو أنه ربما يداعبها ويمازحها.. لكن سكونه طال, كما أن أنفاسه انقطعت.. ولما هزته بقوة ولم يحرك ساكنا, فزعت من سريرها.. أضاءت الأنوار وتفحصت عينيه وصدره, لتفاجأ بأنه فارق الحياة. بكت إكرام كما لم تبك في حياتها وشقت صرخاتها سكون الليل في منطقة عرب العيايدة بمدينة الخانكة, ليتجمع الجيران والأقارب بينما راحت هي في غيبوبة مؤقتة.. ولما أفاقت ونالها ما نالها من الألفاظ الجارحة والاتهامات القاسية, توجهت الي العقيد أحمد الشافعي رئيس فرع البحث الجنائي والرائد خالد بدر رئيس مباحث الخانكة.. حيث أخبرتهما إكرام عمر محمد سليم 24 سنة بوفاة عريسها أيمن عبدالمحسن 25 سنة, خراط, في ظروف غامضة. وبإخطار اللواء محمود يسري مدير مباحث القليوبية, كلف العميد دكتور أشرف عبدالقادر باستبيان حقيقة الأمر.. وفي وقت قياسي كشفت التحريات أن العريس تعاطي جرعة كبيرة من المنشطات الجنسية عبارة عن قرص فياجرا وقرصين من عقار الترامادول, متصورا أن هذا سيشعره بالنشوة والقوة, خلال ممارسته العلاقة الحميمة مع عروسه.. لكن مفعول الجرعة تسبب في اصابته بهبوط في الدورة الدموية, ليلفظ آخر أنفاسه في الحياة. وقد أكدت نتيجة الكشف الطبي علي العريس صحة التحريات.. فتم تحرير محضر بالواقعة أحاله اللواء محمد الفخراني مدير أمن القليوبية الي النيابة, التي صرحت بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية.