"العروسان يجلسان فى الكوشة يحيط بهما الأهل والأقارب، وتنطلق الزغاريد معلنة تتويج قصة حب جديدة بالزواج، ينفذان مراسم حفل الزفاف بدقة شديدة حتى يوزع الشربات على العروسين، حيث يشرب كل منهما من كأس الآخر، تهتز يد العريس قليلا فيتلون فستان العروس باللون الأحمر. تقفز من مكانها ولا تشعر بنفسها إلا وهى توبخ العريس الذى يندهش من السباب التى تفوهت بها عروسه، يحاول إعادة الاعتبار إلى كرامته التى تحطمت على شفاه حبيبته فيصرخ بها "أنت طالق". يبدو كمشهد سينمائى يستخدمه مخرجو الأفلام السينمائية لإفساد أى فرح لأتفه الأسباب، إلا أن الواقع يكون فى كثير من الأحيان أكثر غرابة من خيال المؤلف السينمائى، فالطلاق يمكن أن يقع لأسباب واهية جدا. ففى سوريا، اختارت العروس أغنية "بحبك يا حمار" لسعد الصغير لتكون الأغنية التى ترقص عليها مع عريسها، وفوجئ العريس بها تشده من رابطة عنقه لتردد الأغنية وهى تضحك، فانسحب من القاعة محاولة تغيير الأغنية من خلال منسق الأغانى الذى رفض تغيير الأغنية التى طلبتها العروس وأمام هذا الإصرار، اندفع العريس وطلق زوجته ثلاث طلقات. وقد يقع الطلاق أحيانا لأسباب غير مفهومة، فقصة الحب الطويلة التى عاشها هذا الشاب وفتاته كانت تنبئ بحياة زوجية سعيدة، حيث وافقت العائلتان على الخطبة التى دامت لشهور عديدة دون أن يحدث أى خلاف لافت للنظر، وقبل الزفاف بشهر واحد قررا أن يكتبا الكتاب ليتمكنا من إعداد عش الزوجية. إلا أن العروس فوجئت بزوجها يدق جرس الباب أثناء غياب والديها عن المنزل، رحبت به وبعد طول مناقشة استطاع اقناعها بالدخول بها مدللا على ذلك بأنهما متزوجان شرعا وأنها زوجته أمام الله ولا معنى لانتظار ليلة الزفاف لتفاجأ به بعد هذه الليلة يتهرب منها، فاضطر والداها إلى مواجهته بما حدث، إلا أنه رفض الاعتراف بأنه دخل بها أو أن الطفل الذى فى أحشائها من صلبه، ولم يكتف بذلك بل شكك فى أخلاقها وطلقها. وأخرى طلقت أثناء حفل الزفاف بسبب مشاحنات كل من والدة العريس والعروس على موائد حفلة الزفاف، فكل واحدة تريد أن يجلس أقاربها على الموائد الأمامية، ويتطور الأمر حتى يصل للتشابك بالأيدى بين العائلتين فقرر العريس أن يطلق عروسه لتنتهى الحرب بين العائلتين. وتظل "القائمة" هى السبب الأكثر شيوعا فى طلاق العروسين يوم الزفاف خاصة إذا كان هو نفسه يوم كتب الكتاب. فقبل أن يوقع العريس على وثيقة زواجه، تظهر "القايمة" فى اللحظة الأخيرة فى يد والد العروس مؤكدا أن هذه الورقة مجرد إجراء شكلى. لنبقى أمام سيناريو معروف، حيث يشعر العريس بأن هذه "القايمة" تمثل نوعا من الإهانة التى لا يمكن أن يقبلها لينتهى الزواج قبل أن يبدأ بسبب تمسك العائلات بعرف لا يستند لأى أساس دينى. فى أحد حفلات الزفاف، فاجأ العريس عروسه بتلبية أمنيتها فى أن يحيى مطربها المفضل كاظم الساهر حفل زفافها، وأمام هذه المفاجأة بدلا أن تشكر زوجها الجالس بجوارها فى الكوشة، لم تتمالك نفسها وتوجهت إلى المطرب وقبلته. وقف العريس يراقب فى ذهول تصرفات زوجته وبمجرد أن زال عنه أثر الصدمة طلقها ليزيح عنه الفضيحة التى لحقت به.