رجحت عائلة الناشط السوري غياث مطر الذي قتل قبل أيام, أن تكون قد جرت عملية سرقة لبعض أعضائه قبيل ساعات من تسليمه لعائلته حسب أحد المقربين من غياث, الذي دلل علي كلامه بوجود جرح كبير تمت خياطته في بطن الناشط السوري الذي سلمت قوات الأمن جثته لأهله بعد أيام من اعتقاله. فيما تحدثت تقارير حقوقية متزامنة عن حالات متكررة جرت فيها سرقة أعضاء لمعتقلين سوريين قبل تصفيتهم. وأكد أحد الشباب الناشطين المقربين من غياث رافضا ذكر اسمه لأسباب أمنية- في اتصال مع قناة العربية أمس, أن الشق الطولي الذي وجد علي جسد غياث والذي ظهر واضحا في مقطع فيديو نشر علي موقع يوتيوب, لم يكن أثناء زيارة أهله له قبل يوم واحد من تسليم جثته. وألمح إلي أن عائلة الشاب تسلمت الجثة من مستشفي تشرين, في حين أنهم زاروه قبل يوم واحد في المستشفي العسكري بدمشق. وأن العائلة رفضت التوقيع علي إجراء عملية جراحية قال لهم الأطباء إن نسبة نجاحها5%, وهو ما اعتبره الناشط محاولة علي ما يبدو لتبرير عملية سرقة أعضائه بشكل مسبق قبل تسليم جثته حسب وصفه. وأضاف الناشط أن قوات الأمن السورية أخرجت جثة غياث من قبره بعد ساعات من دفنه في مقبرة بمنطقة داريا بريف دمشق, في إجراء استمر نحو ساعة وربع دون تمكنهم من معرفة تفاصيل ما جري, مؤكدا أن حراسة أمنية لا تزال علي المقبرة تمنع أي أحد من زيارة قبره إلي حد الساعة. وحول تعرض غياث للتعذيب.. قال الناشط الذي أكد أنه عاين جثته, إنه شاهد آثار حروق علي رقبته وصدره, وأن هناك جروحا في رقبته وكأنها قبضة خنق, وعلامات لكدمات تحت الركبة. وأشار الناشط إلي أنه تم استئصال القضيب الذكري لغياث, وأن الطبيب برر ذلك بأن الإصابة كانت في البنكرياس, مذكرا أن هذه الحالة جرت للعديد من الناشطين في المعتقلات السورية. في غضون ذلك, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه نظرا للاقتناع الشديد بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتمكن من البقاء في السلطة, بدأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وضع خطط للسياسة الأمريكية في المنطقة بعد رحيله. وأشارت الصحيفة إلي أنه بالتنسيق مع تركيا بدأت الولاياتالمتحدة منذ فترة في استكشاف كيفية التعامل مع إمكانية اندلاع حرب أهلية بين طوائف العلويين والدروز والمسيحيين والسنة في سوريا وهو نزاع قد يشعل بسرعة توترات أخري في منطقة ملتهبة بالفعل. وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي سحبت فيه دول أخري سفراءها من دمشق, يقول مسئولو إدارة أوباما إنهم يبقون علي السفير الأمريكي روبرت فورد في مكانه- علي الرغم من المخاطر- ليتمكن من الحفاظ علي الاتصال بقادة المعارضة وقادة الطوائف ذات العدد الضخم في سوريا والجماعات الدينية. ونوهت الصحيفة إلي أن المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية كانوا ولا زالوا يضغطون علي قادة المعارضة السورية ليتحدوا بينما يعملون من أجل الإطاحة بحكومة الأسد وبناء حكومة جديدة. ولفتت الصحيفة إلي أن إدارة أوباما مصممة علي تجنب تكرار عواقب الغزو الأمريكي للعراق, فعلي الرغم من عدم توقف الولاياتالمتحدة عن بذل الجهد للإطاحة بصدام حسين, يقول الكثير من خبراء السياسة الخارجية حاليا.