مع بدء العد التنازلى لموعد إنطلاق منافسات كأس الأمم الإفريقية التى تستضيفها مصر فى الفترة بين 21 يونيو إلى 19 يوليو المقبل ، تتجه كل الأنظار داخل القارة السمراء صوب ظاهرة مثيرة للجدل وواحدة من أبرز العوامل الحاسمة فى تحديد هوية البطل وشكل المنافسة ممثلة فى «الوجوه الجديدة تدريبيا» من المديرين الفنيين الذين يظهرون لأول مرة فى البطولة القارية الكبرى بحثا عن كتابة التاريخ وصناعة الحدث والمخضرمين أصحاب الخبرات الكبيرة والذين كتبوا لأنفسهم نجاحات سابقة ويملكون خبرات واسعة فى التعامل مع المباريات الكبرى . وتمثل بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة صراعا شرسابين الماضى والمستقبل عبر 24 مديرا فنيا يتنافسون فى مصر على لقب البطل تارة والمربع الذهبى معيارا للنجاح تارة ثانية والتأهل للدور الثانى تارة ثالثة. ويقود الوجوه الجديدة فى خريطة مدربى كأس الأمم الإفريقية المكسيكى خافيير أجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم الذى تعد تجربته فى قيادة منتخب المكسيك من قبل فى بطولة كأس العالم أبرز بصماته التدريبية على الإطلاق، ويسعى للفوز بالبطولة القارية. ومن الجدد «المخضرمين» يظهر الألمانى العجوز جيرنوت روهر المدير الفنى لمنتخب نيجيريا والرجل الذى أعاد الهيبة للنسور الخضر بعدما قاد الفريق فى عام 2017 بعد فشله فى التأهل لأمم إفريقيا وقاده للتأهل إلى كأس العالم الماضية فى روسيا وقدم عروضا قوية فى الدور الأول بخلاف العودة من جديد إلى بطولات أمم إفريقيا بحثا عن التتويج الرابع للفريق. فى الوقت نفسه يبرز اسم أخر بين الوجوه الجديدة وهو جمال بلماضى المدير الفنى للمنتخب الجزائرى والذى لعب من قبل لباريس سان جيرمان الفرنسى لعدة سنوات وهو وجه جديد لم يتخط الثالثة والأربعين عاما وقدم نفسه فى عالم التدريب عبر تجربة ناجحة سابقة حينما قاد منتخب قطر للفوز ببطولة كأس الخليج قبل خلافته للمخضرم رابح ماجر، وهو يبحث عن المربع الذهبى والتواجد بين الأربعة الأوائل. وفى الوقت نفسه يتصدر الهولندى كلارنس سيدورف نجم الكرة الاوروبية فى التسعينيات والسنوات العشر الاولى من الألفية الثالثة مشهد الوجوه الجديدة تدريبيا الوافدة من القارة العجوز حينما يقود الكاميرون حامل اللقب فى البطولة بحثا عن المجد واحراز الكأس للمرة الثانية على التوالى والأولى له كمدرب بعد تسلمه المهمة قبل نحو عام خلفا لهوجو بروس المدير الفنى السابق، ويملك سيدورف تجربة أوروبية كبيرة فى رحلته التدريبية حينما عمل مدربا لفريق ميلان الإيطالى لفترة مؤقتة من قبل. ومن الوجوه الجديدة يظهر فى الكادر إبراهيما كمارا المدير الفنى لمنتخب كوت ديفوار الذى قاد الأفيال الصغار فى بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما وقدم الكثير من الوجوه الصاعدة وتم اسناد المهمة له قبل نحو عام على أمل اعادة المنتخب مرة أخرى إلى دائرة المربع الذهبى. ويبرز اسم إيمانويل أمونيكى المدير الفنى لمنتخب تنزانيا بين الوجوه الجديدة والذى قاد نيجيريا تحت 17 عاما للفوز ببطولة كأس العالم وأعاد تنزانيا من جديد إلى عالم الكان بعد طول غياب، ويسعى للتأهل إلى الدور الثانى على الأقل من أجل تأكيد جدارته وكفاءته كمدرب على صعيد الكبار. وهناك سباستيان ديسابر المدير الفنى لمنتخب أوغندا الذى يدشن هو الأخر ظهورا قاريا أول له وهو مدرب صاحب تجارب ناجحة مع الفرق فى القارة السمراء مثل الإسماعيلى والترجى والقطن، وقاد أوغندا للأمم القارية ويسعى إلى بلوغ دور الستة عشر على الأقل . وهناك مدربون أخرون يظهرون للمرة الأولى وتتلخص أحلامهم فى عبور الدور الأول وتقديم مستوى جيد مثل ريكاردو ماينتى المدير الفنى لمنتخب ناميبيا وكورينتين مارتينيز المدير الفنى لمنتخب موريتانيا. وفى المقابل تشهد خريطة مدربى بطولة كأس الأمم الإفريقية على الجانب الآخر وجود أسماء مخضرمة تظهر مجددا فى المشهد بحثا عن المجد الجديد أو كتابة سطور ذهبية أولى فى رحلتها القارية، ويتصدر هؤلاء أشهر مدربى البطولة وأكثرهم حصدا للألقاب وهو الفرنسى هيرفى رينار المدير الفنى الحالى للمنتخب المغربى والذى نال الكأس القارية مرتين من قبل برفقة زامبيا فى عام 2012 وكوت ديفوار 2015، وهو يخوض ثانى بطولة قارية له مع أسود الأطلسى بحثا عن التتويج الثالث ومعادلة الرقم القياسى المسجل باسم حسن شحاته وتشارلز جيامفى الغانى و قاد المغرب للتأهل إلى كأس العالم الأخيرة وقدم عروضا جيدة. ومن المخضرمين يظهر اسم الفرنسى ألن جيريس المدير الفنى الحالى للمنتخب التونسى والذى يبحث عن غسل أحزانه بعد اخفاقه الكبير فى حصد لقب بطل كان 2017 حينما ودع مع منتخب مالى البطولة من الدور الأولوهو صاحب تجارب عديدة مع منتخبات مثل مالى وغينيا وبنين ويقود نسور قرطاج بحثا عن مكان فى منطقة المربع الذهبى على الأقل. وهناك جيمس كواسى أبياه المدير الفنى لمنتخب غانا الذى خاض من قبل منافسات كان 2013 وفشل برفقة الجيل الذهبى فى حصد الكأس الإفريقية ولكنه حقق بعدها انجاز التأهل إلى كأس العالم فى البرازيل، وهو مطالب أمام الجماهير ومسئولى الاتحاد المحلى بإحراز الكأس الخامسة لغانا. ومن الوجوه المخضرمة القديمة يظهر أليو سيسيه المدير الفنى لمنتخب السنغال الذى قاد التيرانجا فى النسخة الماضية ولم ينجح فى تخطى دور الثمانية، وكذلك فلوران إبينجى المدير الفنى لمنتخب الكونغو الديمقراطية الذى يبحث عن تحقيق نجاح أكبر من النسخة الماضية والوصول للدور قبل النهائى على الأقل للحفاظ على منصبه لثلاثة مواسم مقبلة. وهناك بول بوت البلجيكى المدير الفنى لمنتخب غينيا الذى يملك تجربة لا تنسى فى عام 2013 حينما قاد بوركينا فاسو لبلوغ المباراة النهائية. وتبدو كل السيناريوهات مفتوحة بين حرب العقول الذكية لحسم صراع الماضى والمستقبل بين 24 مدربا يخوضون البطولة بحثا عن المجد.