سيكون حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني علي موعد مع التاريخ اليوم، عندما يخوض نهائي البطولة الافريقية للأمم رقم 27 أمام غانا ويقود الفراعنة للقب السابع في تاريخ الكرة المصرية، والثالث علي التوالي لهذا الجيل، وهو رقم لم يتحقق من قبل، رغم تساويه في حال الفوز اليوم مع المدير الفني الغاني جيامفي، والذي حقظق الثنائية عامي 1963 و1965 مع منتخب بلاده قبل أن يعود نفس المدرب للتتويج عام 1982 مع نفس الفريق، علي عكس حسن شحاتة المعلم الذي توج عام 2006 و2008 وفوز اليوم يعني الثلاثية علي التوالي، وهو انجاز غير مسبوق في تاريخ البطولات الدولية القارية والعالمية أن يحصل منتخب علي ثلاثية متتالية. بعيدا عن هذا وذاك يبقي حسن شحاته علامة فارقة في جميع البطولات، والمواجهات التي خاضها بفضل فكره وأسلوبه التكتيكي الرائع في إدارة المباريات فلم يكن غريبا أن يخطف الاضواء في أي بطولة يذهب إليها، مهما كان منافسه وليس هناك أقرب من بطولة العالم للقارات في جنوب أفريقيا عندما واجه البرازيلي دونجا المدير الفني لمنتخب راقصي السامبا، قبل أن يفاجئ العالم بفوز مهم علي نظيره مارشيلو ليبي المدير الفني لمنتخب إيطاليا بطل العالم وحامل اللقب حتي الآن بهدف محمد حمص الشهير كأهم نتيجة دولية رسمية حققها الفراعنة في بطولة عالمية. مشوار طويل خاضه المعلم وسط جهازه المعاون منذ أن بدأوا العمل معا في فبراير عام 2005 وحتي الآن مع المنتخب الأول الذي دفع معه الكثير من أحقاد الكارهين له ولنجاحه، لكن في كل مرة ينتصر حسن شحاتة، الذي اتهم ومازال بأنه مدرب بركة و»محظوظ وتناسي الجميع أنه أفضل مدرب في القارة السمراء ليس بالنتائج والبطولات فحسب، وإنما أيضا بقدرته التدريبية علي ضبط إيقاع المواجهات فيعرف جيداً هدفه من كل مباراة، وكيف يتحكم في التوازن بين الأداءين الهجومي والدفاعي وفقا لمعطياته وأوراقه التي باتت دليل إدانة لمجرد اصابة أو نجاح بدلائه في تسجيل أهداف فور نزولهم وعلي رأس هؤلاء محمد ناجي جدو هداف البطولة بأربعة أهداف ونفس الأمر تكرر مع زميله محمد عبدالشافي الظهير الايسر الذي سجل في مرمي الجزائر في دور نصف النهائي. حسن شحاتة بات كالجوهرة الثمينة التي لايعي البعض قيمتها ووزنها الحقيقي إلا من هو غريب ومتابع ومدقق لمشوار الرجل، فلم يكن غريبا أن تلقبه صحيفة ال»ماركا الاسبانية بأعظم مدربي القارة الأفريقية طوال تاريخها الكروي الطويل، ولم يكن غريبا أيضا أن تصفه جميع الصحف ووسائل الاعلام العالمية والأوروبية تحديدا بالعبقري وقائد الفكر الحديث في عالم كرة القدم الافريقية، بعد أن قلب موازين التدريب وأسس اختيار أفضل مدربي القارة السمراء، كل هذا وغيره دفع الارجنتين لمطالبة الاسطورة مارادونا المدير الفني لمنتخب راقصي التانجو بضرورة متابعة أداء وأسلوب حسن شحاتة في بطولة الأمم الأفريقية لقدرته علي التعامل مع جميع منتخباتها بنجاح خصوصا الغرب الافريقي الذي سيواجه فيه منتخب الارجنتين نظيره النيجيري في كأس العالم القادم بجنوب أفريقيا ضمن منافسات المجموعة الثانية. صحيفة الجارديان البريطانية وصفت شحاتة بأنه أعظم شنب في العالم كناية عن نجاحه الساحق كمدرب.. تري هل بعد كل هذا نجد حسن شحاتة في كأس العالم يقود أحد المنتخبات الأفريقية الأربعة بعد استثناء الجزائر، علي سبيل الاستعارة؟! ولم لا.. فبعد بطولة الأمم الافريقية لن يكون هناك في أجندة المستقبل القريب سوي مواجهة منتخب إنجلترا يوم الثالث من مارس القادم بلندن في تجربة ودية دولية، وبعدها سيخلد الجميع في مصر للراحة التامة لمشاهدة المونديال العالمي، فلا يوجد أي ارتباطات دولية في هذا التوقيت فضلا عن بحث منتخب مثل نيجيريا عن مدير فني قوي بعد اخفاق أمودو شعيبو النيجيري الذي تعرض للاقالة رغم وصوله إلي المربع الذهبي إلا أن المشاكل بين المدرب والاتحاد النيجيري حسمت أمر رحيله.. والذي كاد يتحقق قبل انطلاق بطولة الأمم عندما طلب الاتحاد النيجيري استعارة الفرنسي المخضرم كلودلوروا من الاتحاد العماني خلال البطولة وفي المونديال حيث يقود منتخب سلطنة عمان الأول لكن المسئولين هناك رفضوا وتمسكوا بلوروا الأمر الذي فرض شعيبو علي القيادة الفنية للنسور الخضر في البطولة بشكل مؤقت. لم يكن منتخبا الكاميرون وساحل العاج أفضل حالا بعد أن ظهر الفرنسي لورين لوجين مع أسود الكاميرون بشكل ضعيف في كل شيء حتي في شخصية إدارة المباريات ربما وكأنه يخشي النجوم كما هو حال البوسني خليل زيوفيتش مع أفيال ساحل العاج.. فكلاهما لم يحرك ساكنا ولم يتفاعل بالشكل المطلوب مع المباريات كمدربين ذات ثقل ووزن لمنتخبين كبيرين متأهلان لنهائيات كأس العالم. الأمر قد يبدو بعيداً عن منتخب غانا الذي تأهل لنهائي بطولة الأمم الافريقية اليوم، ويعيش مع مدربه الصربي ميلوفان رابيفانش خطة مدروسة قبل المونديال تقضي بخوض البطولة القارية بمجموعة من الشباب الفائز ببطولة العالم التي استضافتها مصر مؤخراً بغية استكشاف مزيد من اللاعبين بجوار القوة الضاربة التي فضل منحها راحة من البطولة تمهيدا لكأس العالم ورغم هذا وصل إلي النهائي.. لكن يظل حسن شحاتة المدرب الأول في أفريقيا والذي خسرته بطولة العالم.