كما تلوث الجو وتغيرت البيئة الطبيعية.. تغير الإنسان وتغيرت طبائعه!. تغلب الشر على أغلب النفوس.. والقليل من النفوس هو من انتصر على الشر!. العالم اليوم أصبح «لخبط لخابيط» على رأى نانسى عجرم: حائرون نحن!. أنفاسنا محبوسة.. نثور على أتفه الأسباب ونكتم أعظمها.. وكأننا مصابون بوعكة مزمنة مؤلمة.. «عالمنا الآن شعاره: خائفون من شيء ما»!!. هل أصبح العالم «عالم مجنون مجنون»؟ الجواب نعم.. التواصل الإنسانى الراقى.. أصبح «شاذا شاذا»!. غادرنا الود وأخذ معه الألفة واختفت الأخلاق!. زمان كانت الدنيا تسيربعقل موزون على شاطئ ناعم من الرمال!. الآن تتلاطم وتتخبط الأفكار والأطماع على صخور من الآلام والأحلام غير المشروعة؟!. أليس ما حدث فى بعض من الدول العربية مؤشرًا للفوضى العالمية والإنسانية!.. نجحوا فى دفع المنطقة العربية لابتلاع الطُعم.. والوقوع فى فخ الفوضى الخلاقة!. دخلنا بدون وعى فى حقل ألغام.. والشائعات والكراهية والفتن والأكاذيب والفوضي!. تارة عنوة وتارة بفكر موؤد؟!. ألم يرتعش الأمن والأمان فى أوصال كثير من عالمنا العربى من جنون شر يتربص به؟ «حرائق» الفوضى والفتن والكراهية.. خلقت سُحبًا متراكمة من الغم والغل والحقد البشري.. تمطر ظلامًا وظلمًا على المجتمع!. نفاجأ بجرائم لم تكن أبدا من شيم المصريين.. هذا يقتل أولاده بدم بارد وأم مهووسة تذبح طفليها نكاية فى طليقها وابنة تخنق أباها بطرحة من حرير بيد تقطر غلاً وكرهًا لأعز الناس!. مؤشرات خطيرة تربك أعتى العقول.. لا بد من وقفة نفسية وتربوية واجتماعية.. لأجل أن تعيد لنا السلام الاجتماعى والاستقرار!. وقفة لأجل الوصول إلى الأسباب.. حتى نعرف العلاج.. وأول خطوة على هذا الطريق.. هى الانتصار للأخلاق!. نعم الأخلاق أولاً وقبل كل شيء.. وبعدها العلم والكفاءة!. هذا هو مفتاح السعادة للأمم والشعوب.. وأحلم بإعادة تدريس مادة الأخلاق التى كانت تدرس للسنة الثالثة فى المدارس الثانوية.. تأليف أحمد أمين.. وأحلم بصحوة ثقافية وعلمية وحضارية لماسبيرو لإعادة سلوكياتنا الهاربة وراء أسوار الإهمال والعنف المسيطر على الأعمال الفنية والمسلسلات التليفزيونية.. التليفزيون معلم سريع التأثير فى العقول وإصلاح أعطاب أصابتها!. يا رب يصحو من غفلته؟!. ألم ننشرح لنجاح فيلم »الممر« الذى يحكى بطولات خير أجناد الأرض، نحلم بالعديد من تلك النوعية التى تعيد للوطن مكانته فى القلوب وتؤهل شبابه للاجتهاد والعمل المنشود، ثم نقفز إلى الخارج حيث نجد دولاً بعينها تبحلق فيما تملكه دول أخرى أقل قوة!. دول لا تكتفى بثرواتها ولكن تمد يدها وسلاحها ومخططاتها الشيطانية لتستحوذ على خير بلاد أضعف من أن تقاوم وتحمى أراضيها؟!! غابة دولية تتنكر فى كلام ناعم ورداء باهر يسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان.. وهم يحلمون بسلب هذه الحقوق!! ولا حيلة للضعيف أمام قوى الشر إياها إلا البكاء على أطلال أراضيها المدمرة!. والسؤال: أين الوعى العربى النائم فى »مصيدة الكبار«؟. لا بد من التكاتف العربى ولا نظل مجرد رد فعل!. معًا نستطيع!. بالوعى والعلم والعمل والود والحب والثقة فى بعضنا البعض نقدر على صد أطماع متلهفة لالتهامنا على نار هادئة؟!! لا بد من الوعى العربى وإدراك الوقوف أمام شائعات ومخططات دقيقة لضرب التقارب العربي!. مثال: الهجمة الأخيرة على أهالينا السوريين والحديث عن تمويلهم الغامض؟! لا يصح وعيب ترديد لغو كلام عن أهالينا سواء فى سوريا أو غيرها.. نحن واحد وسنظل أمة واحدة وقوتنا فى تماسكنا معًا.. ويجب ألا ننسى دعاء السيدة زينب لأهل مصر بالنصر والأمان حين قالت: يا أهل مصر: نصرتمونا نصركم الله.. وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا!. إنها مصر يا سادة وليست أى بلد.. إنها أم الدنيا!. أهلين وسهلين لكل حبايبنا.