مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025 علمي علوم ورياضة.. كليات من 60% بالنسبة المئوية    جامعة قناة السويس تُعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني وتُقرّ دعمًا للطلاب    معسكر كشفي ناجح لطلاب "الإسماعيلية الأهلية" بجامعة قناة السويس    تخرج دورة المعينين بالهيئات القضائية ومصلحة الطب الشرعى بعد إتمام دوراتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات مدينة المنصورة الجديدة    ارتفاع أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 24 يوليو 2025 بأسواق المنوفية    المشاط تبحث مع مديرة ITC تعزيز دعم المشروعات الصغيرة والتحول الرقمي    برلمانيون: مصر تكثف جهودها لإدخال المساعدات إلى غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي    إنفوجراف| مصر و9 دول ترفض تصديق الكنيست بفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية    خطة ريال مدريد للتعاقد مع كوناتي    لاعب آرسنال بعد الانضمام لمنتخب الشباب: حلمي اللعب بقميص مصر    أحمد ربيع ينضم لمعسكر الزمالك خلال ساعات بعد حسم الصفقة    السيطرة على حريق اندلع في مخلفات أعلى سطح عقار بالقليوبية | صور    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد وتستمر حتى هذا الموعد    إنفوجراف ..فتح باب التظلم من نتيجة الثانوية العامة 2025 الأسبوع المقبل    ضبط 323 قضية مخدرات و189 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    لمست أجزاء من جسدها.. اعترافات سائق تحرش بسيدة فى البساتين    ضبط 4 ملايين جنيه حصيلة «تجارة العملة» خلال 24 ساعة    «مبقتش أثق في حد».. صبا مبارك تروج ل «220 يوم»    الكشف عن مدينة سكنية متكاملة من بدايات العصر القبطي المبكر بواحات الخارجة    713 ألف خدمة طبية قدمتها مبادرة «100 يوم صحة» خلال أسبوعها الأول في القليوبية    إصابة رئيس محكمة و3 من أسرته في حادث انقلاب سيارة ملاكي بطريق أسيوط الغربي    ضبط مكتب كاستينج بدون ترخيص في الجيزة    17 شهيدا بنيران وقصف الاحتلال بينهم 3 من منتظري المساعدات منذ فجر اليوم    مصادر: سول تقترح استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار بأمريكا في إطار محادثات الرسوم الجمركية    مهرجان الغردقة السينمائي يطلق مسابقة للفيلم السياحي.. تفاصيل    مقتل 11 مدنيًا في معارك مسلحة بين تايلاند وكمبوديا    هيئة الرعاية الصحية: تعاون مع شركة Abbott لنقل أحدث تقنيات علاج أمراض القلب    الدفاع الجوي الروسي يدمر 39 مسيرة أوكرانية    إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية دهس.. مروحيات ووحدات خاصة لضبط منفذ العملية (صور)    استقرار أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 يوليو 2025    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية خلال موسم أقصى الاحتياجات المائية    تطوير التعليم بالوزراء يدشن مبادرة لاكتشاف المواهب بالتعاون مع أكاديمية الفنون ومؤسسات الدولة    شركات صينية تنشئ 3 مصانع للملابس والمنسوجات بالقنطرة باستثمارات 65.5 مليون دولار    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد    من اكتئاب الشتاء إلى حرارة الصيف.. ما السر في تفضيل بعض الأشخاص لفصل عن الآخر؟    جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    التضامن تنفذ أنشطة تثقيفية ورياضية وترفيهية بمؤسسة فتيات العجوزة    حفلات مهرجان العلمين.. تامر حسني يقدم ألبومه الجديد "لينا ميعاد" لأول مرة لايف    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    «كتالوج»... الأبوة والأمومة    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    سيناء في «قلب جهود التنمية»    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    إيران تحذر مدمرة أميركية في خليج عمان.. والبنتاغون يرد    تصرف مفاجئ من وسام أبوعلي تجاه جماهير الأهلي.. الشعار والاسم حاضران    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومين يقدر على بلد حاميها ربنا
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 02 - 11 - 2017

في خضم الصراعات والتحديات التي لا تتوقف، والحروب بكافة أشكالها ضد الوطن والمكائد المتوالية التي لا تنتهي،.. أذكر كل أعداء هذا الوطن أن مصر مقبرة الغزاة وبأن عليهم أن يتعلموا من التاريخ بأنهم مهما مكروا فجند الله حماة كنانته هم الغالبون بأمر الله الذي لا يمنح النصر إلا من عنده سبحانه، وأعلمهم بأن الله قد جنّد لكنانته مصر جنود مقاتلون مدافعون عنها .. جنود معلومون وجنود مجهولون وجنود ترونها وجنود لا ترونها .. وجنود تكشف مكائد الأعداء ومكرهم مهما أخفوه وجنود تقطع أرجلهم على أعتابها ..وجنود يقاتلون بالأسلحة الصلبة وجنود يقاتلون بالأسلحة الناعمة وجنود يحلقون بسمائها وجنود يدعون لها، وجنود من الرجال وجنود من النساء وجنود من أولياء الله يكشف لهم الله مايمكر أعداء كنانته .. في مصر خير أجناد الأرض لحماية الكنانة المحروسة .. فويل لكل من يفكر في النيل منها أو يريد بها سوء.
فمصر المباركة الله يحرسها وقد أخبر الوحي سيدنا نوح نبي الله بأن كل بلد جعلت لها ملائكة تحرسها إلا مصر فإن الله يتولى حراستها بنفسه، وقد دعا نوح عليه السلام لحفيده مصرايم ابن حام ابن نوح بعد انتهاء الطوفان قائلاً اللهم إنه آمن بي فاسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد والتي نهرها أفضل أنهار الدنيا، فاسكنه الله إياها ولذلك سميت مصر على اسم هذا الحفيد المؤمن، فمصر ليست بلداً عادياً بل هي كنانة الله في أرضه تلك الأرض الطاهرة المباركة بتجلي الله جل جلاله عليها وتكليمه موسى، وبدماء الشهداء وبأضرحة القديسين وببركة الأنبياء وأولياء الله الصالحين عبر آلاف السنين.
فمصر كانت الملاذ والمكان الآمن الذي أمن فيه الأنبياء من إيذاء أعدائهم ، فهاجر إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام بعد أن أوحى إليه الله أن يخرج من حاران بالعراق حيث أمر وقتها ملكها بقتله، فخرج أبو الأنبياء مع زوجته سارة التي انجبت النبي اسحاق بعد ذلك ،وفي مصر تزوج أبو الأنبياء من السيدة هاجر المصرية التي انجبت النبي اسماعيل، كما ولد في مصر نبي الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام من أم مصرية وجعل الله من السيدة آسيا المصرية زوجة فرعون المصرية إحدى السيدات الأربعة المبشرات بالجنة المأمن له من بطش فرعون داخل قصره، ودخلها نبي الله يعقوب عليه السلام وأولاده الأحد عشر وسبقهم إليها نبي الله يوسف عليه السلام هرباً من بطش اخوته فكانت مصر مأمنه ومكان دعوته وملكه ونال بها الملك والجاه والنجاة، وقدم إليها نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام مع أمه مريم العذراء البتول في رحلة العائلة المقدسة هرباً من شر الامبراطور هيرودس الذي أراد أن يقتل المسيح عليه السلام، وكان دائماً اختيار مصر بأمر من الله وبتبليغ من الوحي للأنبياء والرسل، فمصر دائماً المأمن والحماية من كيد الأشرار، وقد باركها السيد المسيح عيسى عليه السلام ودعا لشعبها فقال "مباركٌ شعب مصر " وقال الله تعالى عنها " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
وهكذا كان بمصر أنبياء كثر آخرون مثل إدريس، ويوشع بن نون، ودانيال، وأرميا، وأيوب ولقمان وغيرهم عليهم جميعاً أفضل الصَّلوات وأزكى التَّسليمات، كما دخلها الأسباط مراراً وتوفوا ودُفنوا بها، وكان بها من الصِّدِّيقيين والصِّدِّيقات مثل مؤمن آل فرعون الذى ذكره فى القرآن فى مواضع كثيرة، وقال على بن أبى طالب اسمه حزقيل، و كان بها الخضر، وماشطة بنت فرعون، ومن مصر تزوَّج إبراهيم الخليل هاجر أمَّ اسماعيل، وتزوَّج يوسف عليه السَّلام من زليخا، ومنها أهدى المقوقس الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام مارية القبطية، فتزوجها وأنجبت له إبراهيم ، ولا ننسى أن ماء زمزم تفجر تحت أقدام هاجر المصرية وابنها النبي اسماعيل، وأننا حين نسعى بين الصفا والمروة في الحج إنما هو اقتداء بسعي السيدة هاجر المصرية أم إسماعيل جد رسول الله محمد عليهم السلام.
وكذلك عاش بها آل بيت رسول الله، ونذكر السيدة نفيسة بنت الحسن التي جاء جدها رسول الله (ص) لزوجها بالمنام كي يؤكد عليه الاستجابة لطلب أهل مصر في دفن السيدة نفيسة بمصر، وقال له : يا اسحاق لا تعارض أهل مصر في نفيسة فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها ، وكذلك البركة التي تحل على مصر من دعاء السيدة زينب رضى الله عنها لمصر حيث وجدت بها الكرم والأمن بعدما تعرضت هي وآل بيت النبي لإيذاء يزيد بن معاوية بالعراق، فدعت لمصر وقالت: يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، وأيضاً كانت مشيئة الله سبحانه بوصول رأس الإمام الحسين لمصر ودفنها هناك لتزداد مصر بركة، وليمتد جثمانه الشريف من رأسه بمصر إلى جسده بالعراق فيدفن سيد شهداء الجنة بين نهري الجنة النيل والفرات.
ومصرمباركة كذلك بالقديسات مثل القديسة كاترين (سانت كاترين) التي استشهدت في اسكندرية وبعد خمسة قرون نقل الملائكة جسدها الطاهر فوق جبل في سيناء والذي أصبح دير بعد ذلك ، والقديسة دميانا أول راهبة والتي استشهدت ومعها 40 من العذارى في سبيل نبذ الأوثان والدعوة إلى الله ، والقديسة الأم إيريني وغيرهن ، ومن القديسين على سبيل المثال أيضاً وليس الحصر الأنبا انطونيوس والأنبا يوساب والأنبا بيشوي والأنبا مرقوريوس أبوسيفين والأنبا مينا والأنبا ماري جرجس والأنبا تكلا والأنبا بولا ومرقس وأبانوب وغيرهم الكثير ممن عاشوا وتم دفنهم في مصر.
كما عاش فيها خيرة من أصحاب رسول الله مثل عمرو بن العاص وولده عبد الله، وسعد ابن أبي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن ومحمد ولدا ابي بكر،وعبد الله بن عباس ترجمان القرآن، عبد الله بن سعد كاتب الوحي، والزبير بن العوام احد المبشرين بالجنة والمقداد ابن الأسود وعبادة ابن الصامت، وعقبة بن عامر، وعمار بن ياسر،وأبو هريرة، وأبو الدرداء وغيرهم، ومن الأئمة الإمام الشافعي، ومن الفقهاء والعلماء اللَّيث بن سعد، والعزُّ بن عبد السلام ، ووُلِد فيها من الخلفاء عمر بن عبد العزيز، وجعفر المتوكل على الله، فدائماً يوجد على أرضها المؤمنون الموحدون بالله حتى بعصر فرعون: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) ونذكر سيدنا الخضر فهو من مصر (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياموسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين
إنها مصر حضارتها أم الحضارات وهي أم العرب بل وأم الدنيا ، في مصر نهر النيل وهو من أنهار الجنة ، فقد ورد عن أنس بن مالك في حديث المعراج قال رسول الله (ص) " ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبتها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فهما النيل والفرات، وورد في حديث آخر أخرجه أبو هريرة أن الرسول ذكر أسماء الأنهار وقال "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة".
وفي مصر طور سيناء البقعة المقدسة الوحيدة في الأرض التي تجلى بها الله سبحانه وتعالى بنفسه وكلم فيها موسى تكليمًا، إنها سيناء أرض الفيروز والأنبياء المباركة والتي أدعوإلى الإهتمام الشديد بها وتعميرها ومعرفة قدرها العظيم.
فمصر التي ذكرت وكرمت في القرآن منها ما أوحاه الله إلى سيدنا موسى في قوله تعالى في سورة يونس :﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وما ذكره الله عزَّ وجلَّ عن قول يوسف في سورة يوسف :﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة البقرة عن قوم موسى : ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾، وقول الله تعالى في سورة المؤمنون عن سيدنا عيسى :﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾والربوة هنا هي مصر، وقول الله تعالى في سورة يوسف:﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾. وقال الله تعالى:﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ والمدينة هنا هي منف، والعزيز هو ملك مصر حينئذ ، كما قال الله تعالى في سورة القصص عن مدينة منف المنوفية حالياً فقد كانت مدينة فرعون ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا) وقال عن نفس المدينة في سورة القصص ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾،وقال تعالى في سورة الزخرف عن فرعون وافتخاره بمصر:﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾، وقال الله تعالى حين وصف مصر، وما كان فيه آل فرعون من النِّعمة والملك في سورة الدخان ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾، ووصف الله مصر بكونها مبوَّأ صدق، قال الله تعالى في سورة يونس ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾، وأخبرنا أنَّها أرض مباركة في سورة الأعراف قال الله تعالى:﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾
وقال الله تعالى على لسان يوسف عليه السَّلام في سورة يوسف ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، ولم تكن تلك الخزائن بغير مصر، فأغاث الله بمصر وخزائنها كلَّ حاضر وباد من جميع الأرض، وقال أبو بصرة الغفاري: مصر خزانة الأرض كلِّها، وسلطانها سلطان الأرض كلِّها، وبها من الخير ما يكفي لإطعام الأرض كلِّها،كذلك أخبرنا رسول الله قال "مِصْرُ كِنَانَةُ اللهِ فِي أَرْضِهِ مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ"،وقال عليه السلام "مِصْرُ خَزَائِنُ الْأَرْضِ كُلِّهَا وسلطانها سلطان الأرض كلها، مَنْ يُرِدْهَا بِسُوءٍ قَصَمَهُ اللهُ" ، ألم نتذكر قول يوسف عليه السلام " أجعلني على خزائن الأرض"؟، وفي سفر التكوين "وَلَمَّا جَاعَتْ جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ وَصَرَخَ الشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَجْلِ الْخُبْزِ، قَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ الْمِصْرِيِّينَ: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَالَّذِي يَقُولُ لَكُمُ افْعَلُوا»، وعنه أيضاً "وَكَانَ الْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَا فِيهِ طَعَامٌ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَاشْتَدَّ الْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ،"وَجَاءَتْ كُلُّ الأَرْضِ إِلَى مِصْرَ إِلَى يُوسُفَ لِتَشْتَرِيَ قَمْحًا، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا فِي كُلِّ الأَرْضِ.".
وهنا أتوقف عند خزائن الأرض وأقول جعل الله خزائن الأرض والخير بمصر، وأن مصر كانت ولا تزال وستبقى خزائن الأرض كلها ولكنها منهوبة ومسروقة من أعدائها بالخارج وبالداخل، فنحن لدينا ثروات الغلال والغاز فمصر من كبرى دول العالم لإنتاج الغاز، ولدينا الذهب والبترول والآثار والأسماك والأرض والنهر والبحار ، مصربعبقريتي جغرافيتها وتاريخها واحده من اعظم الدول السياحيه فى العالم، والقطن المصرى هو افضل الأقطان، كما أن اكثر من ثلث آثار العالم توجد فى مصر أكبر متاحف العالم موجوده فى مصر وهو المتحف المصرى، ولدى الاهرامات المصريه هى الوحيده الباقيه من عجائب الدنيا السبع.
ولكن نتيجة الفساد لسنوات طويلة وما ترتب عليه من سلب ونهب لتلك الخيرات ، تكونت فجوة كبيرة بين طبقات الشعب الأمر الذي يتطلب إعادة كافة الأراضي والأموال المنهوبة وزيادة الضرائب على الأثرياء ورجال الأعمال في محاولة للعدالة الاجتماعية وحل مشكلات مصر، ومهما ضاقت فالمصريون يعيشون لا يموت أحد جوعاً ، تبقى مصر مباركة ويبقى الخير بمصر مهما حدث....مطلوب فقط من المسئولين ملاحقة الفاسدين الناهبين لخير مصر وكل من يخطط للمتاجرة والمؤامرة على مصر سينقلب عليهم مامكروا.
بإمكان مصر الحفاظ على استقلاليتها وسيادتها وحريتها ..وفي نفس الوقت عدم الحاجة للمعونات ... لدينا مايكفينا لكنه سوء توزيع لخيرات مصر مع وجود إنعدام ضمير وفاسدين بمفاصل الدولة يجب القضاء عليهم ... ليس من الصعب ... مصر إن جدت يمكنها أن تقود المنطقة والعالم بإذن الله.
مصر قال عنها عمرو بن العاص" ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة " وأهل مصر أكرم المعاجم، وقال عبد الله بن عمرو: من أراد أن ينظر إلى الفردوس؛ فلينظر إلى أرض مصر، حين تخضرُّ زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنَّوار أشجارها، وتغنِّي أطيارها، وقال كعب الأحبار: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنَّة، فلينظر إلى مصر إذا أخرفت وأزهرت، وإذا اطَّردت أنهارها، وتدلت ثمارها، وفاض خيرها، وغنَّت طيرها، وقال يحيى بن سعيد: جُلْت البلاد، فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه، إلا بالمدينة وبمصر،وقال خالد بن يزيد: كان كعب الأحبار يقول: لولا رغبتي في الشَّام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟. قال: إني لأحبُّ مصر وأهلها؛ لأنَّها بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك يعافون، ومن أرادها بسوء أكبَّه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه.
ولمكانة مصر الكبيرة فقد أوصى بها الرسول (ص): "إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يُسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمة ورحمًا أو قال ذمة وصهرًا.."، فالرحم هي أمنا هاجر زوجة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأم أبينا إسماعيل عليه السلام، أما الصهر فهي السيدة "مارية القبطية" التي تزوجها الرسول، وأنجبت له ابنه إبراهيم الذي سماه على اسم أبي الأنبياء الخليل إبراهيم، محبة واحتراماً له ولقدره خليل الله عليه السلام، ويقول محمد عليه السلام"إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم، فاستوصوا بهم، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله" يعني قبط مصر، وقال أيضا: "الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله"، وقد سمع عمر بن الخطاب رسول الله (ص) يقول: "إَذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْداً كَثِيفاً، فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال: لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كلها و أسمحهم يدا"،فالله يحميها من فوق سبع سموات وقال عنها رسول الله أيضاً مصر أطيب الأرضين ترابا، وعجمها أكرم العجم أنسابا، وقال الحجاج بن يوسف الثقفى عن أهل مصر : فهم قتله الظلمة وهادمى الامم وما اتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الام رضيعها وما اتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب ، وهم اهل قوة وصبر وجلدة وحمل و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فأنتصر بهم فهم خير اجناد الارض، وأتقى فيهم ثلاثاً: نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها ، وارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، ودينهم وإلا احرقوا ، عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها احلام اعدائهم وأعداء الله.
تلك هي مصر يا من تكيدون لها فمن أنتم؟
أنتم الطامعين في خيراتها وأنتم من جندتم عملائكم المأجورين من بعض الساسة والإعلاميين وغيرهم لنهبها، وأنتم صنعتم الرأسمالية الظالمة التي أدت إلى فجوة بين الفقراء والأغنياء مع تآكل الطبقة الوسطى وجعلت ملايين تحت خط الفقر وملايين فوق خط الرفاهية، هذا مانعاني منه وسوف نقضي عليه
أنتم أهل شر وليس لديكم هوية، فالشعب الأميركي يجمع مواطنيه من كل شعوب الأرض ويسرق كل شعوب الأرض ليطعمهم...فكيف يقبل الاميركي من اصول مصرية او عراقية او ليبية .. ان تسقطوا بلاده إلا إن كان حقيرا وغير أصيل
أنتم أعداء مصر وعدو مصر هو عدو العرب وإن تعددت ساحات المعارك وهو يحارب من وراء ستار، فدائماً مصر تقود الأمة العربية وقضاياها بالأمس كانت القضية الفلسطينية واليوم لدينا أيضا القضية السورية والقضية العراقية والقضية الليبية والقضية اليمنية ..إنها القضية العربية والعدو واحد وعلى العرب أن يتحدوا ويستعدوا للأخذ بالثأرفي ملاحم النهاية.
أنتم ليس لديكم حضارة أو ضمير ونحن لدينا الوعي والإيمان، أنتم المعاندون في تنفيذ مخططات الصهاينة للسيطرة على المنطقة والقضاء على الإسلام في آن واحد ، أنتم من حاولتم محاولات مستميتة في تشويه الدين والوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، ولكن والله سيرد الله عليكم بنفسه فقد أخطأتم في حق الله ورسوله، معاندتكم معنا لن تزيدكم إلا خسارة، حاولوا أن تتوقفوا عن ذلك وتوبوا عنه فأنتم تحاربون الله.
إن كل ما نعانيه من ظلم لابد أن يحدث كي يكون ظلم بين والانتقام يكون على حق، فالحجر والشجر لن يتكلم ويقول هذا يهودي ورائي فاقتله إلا بالحق ، وسيدنا المسيح عليه السلام مش حينزل يخلص الناس إلا بالحق.. والإمام المهدي المنتظر حفيد رسول الله مش حيظهر إلا بالحق لكن الفرق والحكم سيكون يوم الحساب، حين يوضع كل في مكانه وتجد العملاء والخونة والمنافقين والظالمين والفاسقين في جهنم إلى الأبد، والمظلومين والصادقين والصابرين وأصحاب كلمة الحق في الجنة إلى الأبد، فكل يكتب نهايته بما يفعل ،فربما حينما ترى ما يحدث في مصر من إرهاب وفساد رغم كل الجهود الكبيرة للتصدي والقضاء على الإرهاب وتشوف الدول حول مصر بالمنطقة كلها إما دول تنزف وإما دول عميلة تمول الإرهاب الذي يحاربنا تشعر إننا اقترب حصارنا وأن الأمر شديد الخطورة ... لكن رغم كل هذا الله يحفظ مصر وينصرنا وينجينا .. فالله معنا، ومين يقدر على بلد حاميها ربنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.