أحمد سعيد.. من أشهر رواد الإذاعة المصرية بل يعتبر من مؤسسيها، وقد رحل عن عالمنا فى يونيو من العام الماضى عن عمر يناهز الثلاثة والتسعينبعد رحلة مليئة من العمل والإبداع والإثارة؟ ولد الإذاعى الراحل فى عام 1925 وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرةعام 1946، ثم عين مذيعا رئيسيا فى إذاعة القاهرة ثم مديرالإذاعة صوت العرب عند تأسيسهاعام 1953 وحتى عام 1967. وكان من أشهر برامجه «أكاذيب تكشف حقائق» ولم يستطع وقتهاالشاعر صالح جودت تأدية الغرض التى أنشئت الإذاعة من أجله والذى تجلى فى دورها بأن تكون أداة للثورة الإعلامية ومنبرا لحركات التحرر العربية، فكان المطلوب شخصية إذاعية تبث الحماس الوطنىوالقومى فى قلوب المستمعين، لكن جودت كان شخصية هادئةوعندها وقع الاختيار على أحمد سعيد للقيام بتلك الحماسة الوطنية ليصبح صوت للعرب من صوت العرب. ورأس أحمد سعيد صوت العرب لمدة 14 عاما، ويعتبر واحدا من أهم المذيعين فى الإذاعة المصرية فى تلك الحقبة وعرفبأسلوبه المتميز فى الأداء الإذاعى فى ذروة انتشار صوت العرب كصوت لثورة يوليو. وكان صاحبأول برنامج إذاعى تحتج عليه الحكومة البريطانية وهو برنامج «تسقط معاهدة 1936» ونجح فى تسجيل العمليات الفدائية بمدن القناة وتقديمهاللجماهير من خلال الإذاعة. كما انتخب كعضو فى مجلس الأمة المصرى، وكان أول من قدم الشاعر السورى نزار قبانى فى مصر وأقنع محمد عبدالوهاب بالتعاون معه. كما كان وراء دعوته عدد كبير من الفنانين العرب لزيارةمصر لأول مرة مثل فيروز والأخوين رحبانى. وكان أول من فكر فى تقديمالمسلسلات الوطنية بالإذاعة مثل «فى بيتنا رجل» ليكون أول مسلسل وطنى تقدمه إذاعة عربية. ألف الراحل كتابا بعنوان «القومية العربية» فى عام 1959 ومسرحية «الشبعانين» عام 1966. كان الراحل صاحب مدرسة صوتية مازالت محفورة فى وجدانالمستمع المصرى والعربى.