أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن شكره للشعب المصرى على تحمله أعباء مسار الإصلاح الذى تم خلال السنوات السبع أو الثمانى الماضية، مشيرًا إلى أن النجاحات التى تحققت لم تكن لتتحقق إلا بتحمل الشعب المصرى وصبره. وأكد الرئيس السيسى فى كلمة فى ختام حفل إفطار الأسرة المصرية مساء أمس أن مصر ستبقى قوية وتزداد نموًا وتقدمًا كلما تضامن المصريون وتكاتفوا وتحملوا للعبور من هذه الفترة الصعبة من الإصلاح الاقتصادي، وتحقيق كل ما يرجوه المواطنون. وأكد الرئيس السيسى أنه دائمًا ما يراهن على وعى المصريين وإدراكهم لحقائق الأمور، لافتًا إلى أنه على مدى السنوات الثمانى الماضية كثيرًا ما كانت هناك أمور تتم ضد الدولة لكسر الشعب المصرى والنيل منه. ودلل الرئيس السيسى على نجاح الإصلاح بما نراه من تجارب فى دول مجاورة، لافتًا إلى أن الشعب المصرى استطاع بفضل الله اجتياز كل العقبات والتحديات، وشدد على أن الدول لا تتقدم ولا تحصل على مكانتها إلا بالعمل والصبر والتحمل من جانب شعوبها. ولفت الرئيس السيسى إلى ما سبق أن قاله بعد الاستفتاء على تعديل الدستور عندما وجه كلامه للمصريين قائلًا: «جبرتم خاطري»، لافتًا إلى أن أى مسئول كلما وقف وراءه شعبه كلما أصبح أكثر قوة. ودعا المصريين إلى تحديد مستقبلهم ومصيرهم بأنفسهم لأن هذا هو بداية الطريق الحقيقي، فعندما تختار الشعوب يحترم الجميع رأيها، وهذا كان واضحًا فى موقف الإعلام الغربى قبل وبعد الاستفتاء على تعديل الدستور. وأشار الرئيس السيسى إلى ما تناوله مع رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال من ضرورة إجراء انتخابات المحليات، داعيًا جميع المواطنين إلى حسن الاختيار وعدم المجاملة لاختيار 50 ألف عضو فى المجالس المحلية، 25% منهم من الشباب والسيدات. وأشار الرئيس السيسى إلى أنه سيمضى أول أيام عيد الفطر المبارك مع أسر وأبناء الشهداء والمصابين من أفراد القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ولحماية مصر من هجمات الإرهاب الذى يسعى إلى هدم الدولة المصرية، لافتًا إلى أن هذه الاحتفالية تعد تقليدًا سنويًا يحرص عليه تقديرًا من مصر لهؤلاء الشهداء. وقال: إن كل المصريين يوجهون الشكر والتقدير والاحترام لأسر الشهداء والمصابين، ونقول لهم: «ليس هناك أى مصرى سينسى عطاءكم لشعبكم، وباسم كل المصريين أوجه كل الشكر لهم». وأكد الرئيس السيسى أننا اليوم فى مصر أصبحنا أفضل حالًا بكثير، ويرجع الفضل فى ذلك إلى هؤلاء المصريين الذين قدموا أرواحهم لحماية مصر. كما فند الرئيس السيسى ما يتردد من شائعات بشأن صفقة القرن، مؤكدًا أنه لا أحد يستطيع عمل شىء ضد إرادة المصريين، وأن الإعلام هو من أطلق اسم صفقة القرن. وأكد الرئيس السيسى «أننا فى مصر لا نتكلم باسم الفلسطينيين ولا نرضى بأمر لا يرضون هم عنه». وأشار الرئيس السيسى إلى أن تساؤل بعض المصريين عن إمكان التفريط فى شىء من الأرض يحيره ويجعله يتساءل هل يعرفه المصريون جيدًا، موجهًا كلامه للمصريين: «هل تتصورون أننى يمكن أن أفرط؟ ولماذا أفرط؟، داعيًا الله أن يجعلنا من المخلصين ويجعلنا من الشرفاء. وأكد الرئيس السيسى أن المصريين فى جميع الأحوال هم من يحددون مصيره، ويجب أن يكونوا دائمًا على قلب واحد وأن يبقوا متماسكين بعيدًا عن أى فرقة، وأضاف أن أهل سيناء موجودون بيننا الآن ولكنهم لن يفرطوا فى شيء. ونوه بأن المنطقة حاليًا تمر بأصعب حالاتها وأن الفتن والتحديات كثيرة، ولكن مصر بخير بفضل الله وبفضل شعبها وقواتها المسلحة، ونحاول أن نكون متوازنين فى كل شيء. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن إصلاح منظومة التعليم يأخذ الكثير من الجهد والإعداد والتكلفة لتحقيق مستقبل أفضل لأولادنا وبلدنا.. داعيًا أولياء الأمور والطلبة إلى الثقة فى الجهود التى تقوم بها الدولة فى هذا الصدد. وقال الرئيس السيسي: «إن مسار التعليم خلال الخمسين عامًا الماضية أنتج قدرة متواضعة وعقلًا كل همه أن يأخذ شهادة للتوظيف بدون أى طموح، ودون أى دافع للنمو والتقدم، وهذا أمر لا يسهم فى بناء الدول الكبرى».. مضيفًا: «هذا الوضع جعلنا نفكر فى ضرورة تطوير التعليم، ولكننا وجدنا عقبات من كل اتجاه.. إذا كنتم تريدون تعليمًا جيدًا فهناك تكلفة وحتمية فى التحمل والجهد، ولكن لن يكون ذلك على حساب مستقبل أولادنا». وتابع قائلًا: «هناك آلاف المدارس التى تحتاج إلى تحديث النظم بها من حاسبات واتصالات وغير ذلك، ونواجه انتقادات بأن نظام الاتصالات يقع، ولكن علينا أن نتحمل حتى تنجح المنظومة كلها لنصل إلى تعليم جيد»، مؤكدًا أن المسار الحالى يصل بنا بالفعل إلى تعليم جيد ولكن جنى الثمار يحتاج إلى مزيد من الوقت. ودعا أولياء الأمور والطلبة إلى ألا يتصوروا أن نظام التعليم الجديد سيكون على حساب مستقبلهم، موجهًا حديثه لهم: «تكاتفكم سيجعلنا نحقق نتائج أفضل». وحول ما يثار فى الأقصر بشأن طريق الكباش، قال الرئيس السيسي: «إن تطوير طريق الكباش بدأناه منذ عام ونريد تكملة المسار؛ حيث إن الحكومة رصدت مبلغًا كبيرًا لتطوير هذا الطريق.. حبانا الله بتاريخ عظيم علينا الحفاظ عليه وتقديمه للناس فى الصورة التى تليق به». وأضاف «أننا لا يمكن أن نظلم أهلنا فى أى مكان سواء سيناء أو مطروح أو الوادى أو أسوان، لافتًا إلى أن القرية التى يمر بها طريق الكباش فى الأقصر متعدى عليها والمنازل موجودة على أرض ليست ملكًا لقاطنيها ومع ذلك ستقوم الدولة بتعويضهم». وبالنسبة لمجرى العيون، نفى الرئيس السيسى ما تردد حول أن الدولة تقوم بإخراج الناس بالقوة، موضحًا أن مشروع التطوير بدأ قبل عام 2010، حيث نسعى لتطوير وتحديث مشروع مدابغ الجلود ونقل الناس لمكان أفضل به كل المواصفات اللازمة لانطلاق هذه الصناعة فى مصر.. وقال: إن أكثر من 85 % من الناس أخذوا أماكنهم الجديدة، وإنه وجه الحكومة بأن تتحمل نفقات انتقال الناس للإسهام فى تغيير حياتهم إلى الأفضل.. مشددًا على أنه تتم مراعاة مصلحة المواطنين فى كل أمر من الأمور، مؤكدًا أن مصر لن تقوم إلا بشعبها. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لا يمكن أن ينال أحد من مصر بفضل عزيمة الشعب المصري، رغم ما تعثر عليه أجهزة الأمن من متفجرات وتمويل، بهدف إلحاق الضرر بمصر وشعبها. وقال الرئيس السيسي: إن الدولة تنفق المليارات لتأمين الحدود، خاصة المنطقة الغربية التى يسعى الإرهابيون إلى تهريب الأسلحة والمتفجرات منها إلى داخل مصر. وأوضح الرئيس السيسى أننا كدولة نُحاسب الذين يمارسون العنف بإجراءات قانونية، لأنهم يرفعون السلاح ضد الدولة، وهم يبحثون عن أى مكان يوجهون ضرباتهم إليه، مشيرًا على سبيل المثال إلى قطاع السياحة الذى شهد انتعاشًا خلال الفترة الأخيرة. وأضاف: «يجد الإرهابيون انتعاشًا فى قطاع السياحة فيوجهون ضرباتهم إليه، معتقدين بذلك أنهم يمكنهم أن ينالوا من استقرار الدولة، ولكن ذلك لن يحدث بفضل تماسك المصريين ووقوفهم وراء وطنهم». ودعا الرئيس السيسى المصريين إلى الانتباه للجماعات الإرهابية التى تحاول تخزين المتفجرات داخل الشقق السكنية، مطالبًا ملاك هذه الشقق وغيرهم من المواطنين بالإبلاغ عن أى شخص يشتبه فى تهريبه للمتفجرات أو تخزينها داخل الوحدات السكنية. وأوضح الرئيس السيسى أنه لا يريد أن يفصح عن حجم المحاولات والمتفجرات التى يسعى الإرهابيون إلى تهريبها داخل مصر حتى لا يُثير إزعاج المواطنين وقلقهم، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن الحالة الأمنية على درجة عالية من الاستقرار. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن البرامج والخطوات والجهود التى تبذلها الدولة لتعمير سيناء تفوق الإعجاز، موضحًا أن الدولة أنفقت حتى الآن 400 مليار جنيه على مشروعات البنية التحتية لتحديث الخدمات وتطوير مناحى الحياة فى سيناء. وأوضح الرئيس السيسى أن هذه المشروعات تشمل شق طرق جديدة وتحلية مياه البحر وإقامة مصانع واستصلاح أراضٍ زراعية، وإقامة منشآت تعليمية وغيرها من الخدمات الجماهيرية والتنموية. وتساءل الرئيس السيسى: «لماذا ننفق هذه المليارات ونقيم كل هذه المشروعات العملاقة، هل لكى نتركها فى إطار ما يتردد عن صفقة القرن؟». وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المبادرات التى نفذتها الحكومة فى قطاع الصحة خلال عام ونصف العام، كانت نتائجها إيجابية للغاية، وصارت محل تقدير من مؤسسات عالمية مختلفة معنية بالصحة. وأعلن الرئيس السيسى أن الحكومة ستبدأ فى تنفيذ برنامج التأمين الصحى انطلاقًا من بورسعيد، ثم من خمس محافظات، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج جديد من نوعه ويستهدف الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية للمواطنين، موضحًا أن البرنامج مثله مثل برامج تطوير الخدمات الجماهيرية التى تنفذها الدولة بحاجة إلى مساندة المواطنين ودعمهم. وقال: إنه تم الانتهاء من إجراء المسح الطبى لنحو 51 مليون مواطن، وتم الاطمئنان على صحتهم خاصة بالنسبة لفيروس «سي» والأمراض غير السارية، وإنه بنهاية العام الحالى ستكون مصر فى مكانة متقدمة عالميًا فى القضاء على فيروس «سي». وبالنسبة لقوقعة الأذن، دعا الرئيس السيسى إلى فحص الأطفال حديثى الولادة طبيًا، للتأكد من سلامة قوقعة الأذن، حيث إن خبراء الطب يقولون إنه يمكن علاج العيوب بهذه القوقعة فى حال اكتشافها مبكرًا، بينما يستحيل العلاج إذا تخطى الطفل خمس سنوات. وأضاف أن علاج الحالات بقوائم الانتظار غطى حتى الآن 200 ألف حالة، مؤكدًا أن الدولة تسعى إلى توفير الرعاية الصحية للمواطنين على قدر الإمكان. وأشار إلى خطة الحكومة فى الإصلاح الإدارى، خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وقال: إن هناك برنامجًا للتطوير والتحديث الإدارى فى الجهاز الإدارى للدولة، وإن انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية لن يكون مجرد نقل مكاتب وموظفين وإنما تطبيق أساليب حديثة على مستوى عالمى فى الإدارة، على أن يتم نقل هذه الأساليب إلى المحافظات. وأوضح الرئيس السيسى أن برنامج الإصلاح الإدارى يتضمن أيضًا وقف التعيينات فى الجهاز الإدارى للدولة، والهدف من ذلك إقامة دولة عصرية وفقًا للدراسات العلمية، خاصة أن من سيتحمل دفع مرتبات أى موظفين جدد لا تحتاجهم الوظائف العامة هم شباب المستقبل أنفسهم؛ حيث إن هذه المرتبات ستلقى أعباء ضخمة على الموازنة العامة للدولة.