وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ، ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 153) إذا كان للإنسان هدف فى حياته فإنه يستطيع أن يصل إليه بعدة طرق فإذا كان الإنسان واقفا عند النقطة (أ) ويريد أن يصل إلى النقطة (ب) فإنه يستطيع أن يصل إلى هدفه بعدة طرق منها على سبيل المثال لا الحصر الطريق البيضاوى أو الدائرى أو المنكسر أو متعدد الانكسار أو الطريق المستقيم كما وهذا الطريق المستقيم هو أقصر الطرق إلى الهدف ويمكن اثبات ذلك بسهولة فعلى سبيل المثال يمكن توصيل النقطة (أ) و (ب) ثم يقاس (أ ح) + (ح ب) فيكون مجموعهما أطول من (أ ب) قطعا حيث إن أى ضلعين فى المثلث أطول من الضلع الثالث وهذه حقيقة هندسية. ومن الحقائق الهندسية التى ما زالت تدرس حتى اليوم فى القرن الحادى والعشرين أن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين. وفى اللغة الطريق المستقيم هو الذى لا اعوجاج فيه. ولقد ذكر الطريق المستقيم أو الصراط المستقيم فى القرآن الكريم فى عدة مواضع منها قوله تعالى فى سورة الفاتحة اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ كما ذكر تفصيلا فى أواخر سورة الأنعام فى الحديث عن الوصايا العشر فى قوله تعالى (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (سورة الأنعام 153 - 151). وحيث إن هذه الخطوط والطرق كانت معروفة عند نزول القرآن الكريم إلا أن البراهين الحديثة على أن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين لم تكتشف إلا بعد نزول القرآن الكريم بمئات السنين مع تقدم العلوم والحقائق الهندسية. فهذا إعجاز علمى لهذه الآية الكريمة لأنها وصفت صراط الله سبحانه وتعالى بالاستقامة وهو أقصر طريق للوصول إلى الله سبحانه وتعالى وأوضحت أن هناك طرقا أو سبلا أخرى تبعد كلها عن صراطه المستقيم. ولم تتضح هذه البراهين فى أن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين إلا بعد التقدم العلمى الكبير فى علم الهندسة والرياضيات منذ عدة عقود. وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى سورة الأنعام آية 153 «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ».