قال النبى صلى الله عليه وسلم (إن لله فى أيام الدهر لنفحات فتعرضوا لها عل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا) وهذه النفحات قد تكون رحمة من الله تتنزل على عباده فلا يشقون بعدها أبدا، وقد تكون مغفرة، وقد تكون عتقا من النار، بل أفضل من كل ذلك قد تكون رضا الرحمن على عباده، والله سبحانه إذا نظر لعبده فى موطن نظرة رضا، فإن الله تعالى أكرم من أن يعذب عبده بعدها. وشهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم كلام رب العالمين فأكثروا فيه من قراءة القرآن حتى تكونوا موصولين بالله العلى العظيم، وفيه ليلة القدر التى قال عنها المولى تبارك وتعالى أنها( خير من ألف شهر) وفى هذه الليلة المباركة ينزل جبريل عليه السلام فى كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالي. وفيه العشر الأواخر من رمضان أيام العتق من النار وهى ليالى مباركة لاشتمالها على ليلة القدر ويستحب قيامها بالصلاة والذكر والدعاء، من تقرب فى شهر رمضان بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيمن سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. وشهر رمضان شهر الصبر على الطعام والشراب والنظر إلى ما يغضب الله وامتناع الرجل عن زوجته فى نهاره، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وفيه يزاد رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه، وهو شهر الرحمة والغفران، فاسألوا الله فيه الجنة والعتق من النار. إن الصيام أمانة يجب على المؤمن أن يؤديها على أكمل وجه، ويكفيكم من ثواب الصوم قول النبى صلى الله عليه وسلم (من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) ومن ثواب الصوم أنه لا مثيل له أى أنه لا يعدله شيء آخر فى الثواب، وقد عرف السلف الصالح قيمة صوم شهر رمضان فجعلوا نهاره صوما حقيقيا وليله للقيام والعبادة، ونحن جعلناه للسهر واللهو والتسلية، هم جعلوا رمضان تهذيبا للغنى ومواساة للبائس المحروم ونحن جعلناه معرضا للأطعمة والفنون.