انتهىزمن الحارس الأوحد.. واندثرت نغمة «الحارس أنت وما سواك زيادة لا تذكر» التى ترددت لعقود طويلة فى المنتخباتالإفريقية .. تلك الحقيقة ترجمتها على أرض الواقع الحالة التى تشهدها المنتخبات المشاركة فى بطولة الأمم «مصر 2019»، وتمثل هذا الواقع المنافسة شرسة وحامية بين عدد ليس بالقليل من الحراس للدفاع عن عرين منتخباتهم فى الحدث القارى المرموق المقرر بمصر الشهر المقبل، للمرة الرابعة فى تاريخ بلاد الفراعنة، لتتخلص بالفعل غالبية الفرق المشاركةفى الحدث الإفريقى من حالة الحارس الأساسى الأوحد فى منتخبات القارة السمراء التى سادت فى الماضى من خلال ثابت البطل وإكرامى وأحمد شوبير وعصام الحضرى فى صفوف منتخبنا، والمغربى بادو الزاكى فى المغرب،والنيجيرى بيتر روفاى، والإيفوارى آلان جوامينى،والكاميرونى توماس نكونو،وغيرهم من الحراس الأفارقة الذين كان الاعتماد عليهم أمر بديهى فى كأس الأمم، بغض النظر عن مستواهم أو أعمارهم، لتسدل الفرق المشاركة فى النسخة الجديدة من الكان الستار على هذا الأمر، ويدور حول مرماها جدل واسع قبل ساعة الصفر،باستثناء أربعة منتخبات مازالتتدور فى فلك الحارس الأوحد، ويتضحذلك من خلال الوقائع التىنسردها على صفحات «الأهرام المسائى». ويحاول كل حارس مرمى أن يكسب ثقة مديره الفنى ليكون الحارس الأساسى لفريقه فى البطولة، وفى هذه التقرير نبرز هذه الصراعات ونتناول أبرز الأسماء المرشحة لتكون الحارس الأول. التكتم الشديد الذى يتبعه الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى، على اسم الحارس الأساسى للمنتخب صاحب الأرض والجماهير فى النسخة الجديدة من الكان، لا يعنى أن المدرب الأجنبى استقر على الحارس الذى سيتحمل مسئولية حمايةعرين الفراعنة فى البطولة العريقة المقررة الشهر المقبل، فى ظل تقارب مستوى الثلاثى أحمد الشناوى ومحمد الشناوى ومحمود عبد الرحيم «جنش»، بعد أن كان عصام الحضرى فى الماضى القريب الحارس الوحيد المرشح للمشاركة فى التشكيل الأساسي. ورغم أن محمد الشناوى، حارس الأهلى، كان الحارس الأساسى لشباك الفراعنة فى مونديال روسيا الأخير، إلا أنه الدفع به أساسيا ليس من الأمور المضمونة على الإطلاق، بل إن أحمد الشناوى يعتبر الأقرب للعب أساسيا، فيما يحتل جنش المرتبة الثالثة. وظهر اتجاه قوى داخل جهاز أجيرى بأن تكون حراسة المرمى بالتناوب فى مواجهات منتخبنا فى الكان. والمنتخب التونسى أيضا جسد حالة تحديد حراسة المرمى بحارس واحد، على غرار الاعتماد على شكرى واعر وعلى الزيتونى وغيرهما من الحراس التوانسة فى الماضى، بالمفاضلة بين معز حسن حارس مرمى شاتورو، أحد أندية الدرجة الثانية فى فرنسا، الذى دخل بقوة ضمن حسابات آلان جيريس المدير الفنى لنسور قرطاج، بعد تعافيه من الإصابة التى ألمت به فى كأس العالم الأخيرة بروسيا، ليدخل من جديد ضمن حسابات جيريس، لتشتعل حدة المنافسة فى المرمى التونسى بين معز وفاروق بن عمر حارس الشباب السعودى والمخضرم أيمن المثلوثى، بجانب رامى الجريدى حارس الترجى الرياضي. وبالرغم من أن المنتخب المغربى اشتهر باعتماده على حارس معين لفترة طويلة، مثلما حدث مع القدير بادو الزاكى ثم خليل عزمى وإدريس بن ذكرى، حتى خالد فوهامى، إلا أن تلك العادة أنهاها بالفعل الجهاز الفنى الحالى لأسود الأطلسى بقيادة الفرنسى هيرفى رينارد تلوح فى الأفق، منافسة شرسة داخل عرين منتخب المغرب، بين الحارسين، منير المحمدى وياسين بونو، المحترفين فى صفوف فى مالاجا وجيرونا الإسبانيين، ويحاول المحمدى أن يستعيد ثقة رينار، وتجاوز أزماته الأخيرة معه بسبب تصريحات أبدى خلالها رغبته فى حضور المباريات المهمة لمنتخب المغرب مستقبلا، حتى لا يتأثر تواجده داخل ناديه مالاجا، مما دفع رينار المدير الفنى لتجميده والاعتماد على ياسين بونو. ويبحث جمال بلماضى المدير الفنى للمنتخب الجزائري، عن حل مشكلة مركز حراسة مرمى المنتخب بعد إصابة حارسه الأساسى وهاب رايس مبولوحى، والتى قد يغيب بسببها عن قائمة المنتخب المشاركة فى البطولة، ووجد بلماضى ضالته فى ألكسندر أوكيدجا، حارس مرمى ميتز الفرنسي، لخلافة مبولحي، فى حراسة مرمى الفريق، على حساب الحراس المخضرم عز الدين دوخة، المحترف فى صفوف فريق الرائد السعودى، بسبب عامل السن، ويدخل فى صراع مركز حراسة مرمى محاربى الصحراء أيضا مصطفى زغبة حارس مرمى فريق وفاق سطيف، الذى تعافى من الاصابة أخيرا، وتشير التوقعات إلى أن بلماضى يميل إلى ألكسندر أوكيديا ليكون الحارس الأول. و أشعل آندرى أونانا حارس مرمى المنتخب الكاميرونى ونادى أياكس أمستردام الهولندى مركز حراسة مرمى منتخب بلاده، بعد تألقه اللافت للنظر خلال دورى أبطال أوروبا ومساهمته فى تأهل فريقه لنصف النهائى قبل الخروج على يد توتنهام الإنجليزى لتفتح إدارة برشلونة قنوات التفاوض مع الحارس الكاميرونى للحصول على خدماته فى الميركاتو الصيفى الجديد. ولا يعنى توهج أونانا الاستقرار عليه ليكون الحارس الأوحد فى الكان، إثر المنافسة الشرسة بينه وبين جوسيب فابريس أوندوا المحترف فى أوستند فى بلجيكا، وجورج بوكوى حارس مرمى القطن، على الفوز بثقة الهولندى كيلارنس سيدروف المدير الفنى للٍود غير المروضة. جاءت إصابة الحارس الاساسى لمنتخب السنغال خادم نداى، خلال مشاركته مع فريقه حوريا كوناكركى الغينى فى دورى أبطال إفريقيا، وابتعاده عن الملاعب لفترة كبيرة، فرصة لكل من عبد الله ديالو حارس ستاد رين الفرنسى، وألفريد جوميز المحترف فى نادى سبال، لكسب ثقة أليو سيسيه المدير الفنى «لأسود التيرانجا»، لحراسة مرمى المنتخب خلال بطولة الأمم، وإن كانت فرص ديالو تبدو أفضل. ولم تلتفت بعض المنتخبات المشاركة فى «كان مصر» للتطورات التى شهدها مركز حراسة المرمى، وتمسكت هذا المنتخبات بالحارس الأوحد، مثل المنتخب الأوغندى، الذى استقر جهازه الفنى على الدفع بدينيس أونيانجو حارس ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقى، وصيف النسخة الأخيرة لبطولة دورى أبطال إفريقيا. ولم يتوقف الأمر عند المنتخب الأوغندى بل امتدت تلك الحالة لأفيال كوت ديفوار الذى ضمن حارسهم سيلفيان جبوهو، المحترف فى تى بى مازيمبى الكونغولى، بجانب أن المنتخب الغانى اختار رزاق بريمياه المحترف فى قرطبة الإسبانى ليحرس عرين النجوم السوداء فى الحدث القارى، ولايختلف الوضع فى المنتخب النيجيرى الذى استقر مديره الفنى الهولندى روهر على فرانسيس زوهو، حارس ديبورتيفو لاكورونا الإسبانى، ضمن التشكيلة الأساسية للنسور الخضر فى أمم إفريقيا بمصر.