«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» (سورة الغاشية آية 17) تستطيع الإبل تحمل الحياة الصحراوية بمنظومة رائعة من طرق التأقلم وأهمها: تنظيم الماء بالجسم يتم بعدة طرق منها، أن الإبل عند العطش الشديد تستطيع أن تشرب حتى 150 لترًا من الماء فى مدة نحو 10 دقائق، وتمثل هذه الكمية من الماء نحو 20-30% من وزنها، ولا يستطيع أى حيوان آخر أن يشرب هذه الكمية من الماء، وفى المرة الثانية تستطيع أن تشرب حتى 55 لترًا من الماء وهذه الكمية الهائلة من الماء لا تحدث تسمماً مائياً ولا تحدث انفجاراً فى خلايا الدم الحمراء، لأن جدارها ليس سهل الهشاشية. وعندما تشرب الإبل لمدة كافية (من 2-3 دقائق) ويؤخذ من دمها عينات للتحليل يتضح عدم وجود تغير من ناحية حجم البلازما – حجم الخلايا الحمراء - عدد الخلايا الحمراء – بينما يحدث نقص فى نسبة الهيموجلوبين– متوسط تركيز الهيموجلوبين الخلوى إلا أن هناك زيادة فى عدد كريات الدم الأبيض وتركيز الجلوكوز بالدم بعد الارتواء وهذه من عوامل التأقلم للبيئة الصحراوية. والإبل تتحمل العطش لفترات طويلة قد تصل إلى 44.6 يوماً فى الجو الحار وذلك لوجود حويصلات مائية بالمعدة لتخزين الماء، وأن السنام الموجود بظهر الإبل الذى يمثل نحو 1/5 وزنها يعتبر مصدراً مهماً لتخزين الماء على هيئة دهون ينتج منها الماء فى عملية التمثيل الغذائي. والفارق الكبير فى درجتى حرارة الإبل صباحاً (34°م) عنه فى الظهيرة (40°م) وهو 6°م يوفر قدراً كبيراً من الماء (6 لترات يوميا) توفيراً من كمية العرق، وأن معدل فقد الماء من الأوعية الدموية بسيط جداً نظراً لسمك الشعيرات الدموية وبالتالى يظل الدم سائلاً وله القدرة على نقل الحرارة من داخل إلى خارج الجسم للبخر وتخفيض حرارة الجسم. وإذا امتنعت الإبل عن الماء لمدة20يوماً فإنها تفقد 15-20% من وزنها، كما أنها تتحمل الفقد الشديد الحاد فى وزن الجسم حتى 40% وسبب هذه الخاصية هى أن البلازما فى الإبل تحتوى على كمية كبيرة من الألبومين المقاوم للجفاف، وأن جدار الشعيرات الدموية سميك يقاوم فقد الماء من الأوعية الدموية، وأن معدل الجفاف فى الإبل يحدث تدريجياً عن طريق نقص البول وجفاف البراز. والحفاظ على الماء عن طريق إنقاص الإفراز اليومى للبول حتى مستوى ¾ لتر يومياً عند التعرض للجفاف لمدة أسبوع وذلك لشدة حساسية أنابيب الكلى للهرمون المانع للتبول، بينما يصل الإفراز اليومى للبول نحو 7 لترات فى العادة وأيضا بسبب القدرة الهائلة للكلى على الاحتفاظبالماء بسبب زيادة نسبة القشرة الكلوية إلى النخاع (1:1.2). والكلى فى الإبل تقوم بإعادة امتصاص المواد مثل حمض البوليك-سانثين ألانتوين، سانثين، هيبووإعادة تمرير هذه المواد بالكبد لإنتاج البروتين مرة أخرى، خاصة فى الإبل النامية والمرضعة. والحفاظ على الماء المفقود فى البراز عند الجفاف والتغذية الجافة إلى مستوي1-3 لترات يومياً، بينما يصل ذلك إلى 6-7لترات يومياً عند التغذية الخضراء، والغشاء المخاطى المبطن للأنف ذو مساحة سطح واسعة وهذا يؤهله لاستخدام نحو 66% من رطوبة الهواء. من ذلك يتضح وجدود طرق كثيرة جداً للحفاظ على الماء بالإبل والتأقلم مع البيئة الصحراوية وكثير من هذه الدراسات لم تتضح إلا بعد التقدم الهائل فى علم الحيوان. وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى سورة الغاشية آية 17 «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت».