أكد الرسول صلوات الله عليه وسلامه ضرورة الأخذ برخصة الله في العبادة؛ لأن الله أدرى بعباده منهم حينما أباح لهم ما أباح من تيسير، لذا قال صلَّى الله عليه وسَلَّم: ((عليكم برخصة الله التي رخص لكم))، وإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. وبلغ من تيسيرات الله أن من أفطر لعذر في رمضان، فليس عليه أن يقضي ما أفطر من أيام إلا بعد زوال العذر، ولا يجب عليه التتابع في القضاء. وعلى المسلم أن يختار الأيسر؛ لأنه كما قال الرسول صلَّى الله عليه وسَلَّم : «إن خير دينكم أيسره»، وهذا اليسر الذي اتسم به الإسلام هو خير يسر وضعه الله في دين من الأديان السابقة، ومع هذا اليسر لم يحرم الإسلام على أتباعه أن يأخذوا بالعزم ويدربوا أنفسهم، منذ نعومة أظفارهم على العبادة حتى يألفوها إذا ما كبروا ولا تشق عليهم فيفاجئون حين يبلغون التكليف بالقيام بأعبائها فينفرون منها. صحيح أن الصبيان غير مكلفين بصيام إلا حين يبلغون سن التكليف، إلا أن الإسلام أباح تدريبهم عليه، مما يدل عليه ما روته الصحابية الأنصارية الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضي الله عنها قالت: أرسل النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم»، قالت: فكنا نصومه بعد ونُصوّم صئباننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن - الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك، حتى يكون عند الإفطار»، فمباح تعويد الأطفال على الصيام وشغلهم عن الطعام بأية وسيلة مسلية من لعبة أو غيرها، حتى يحين موعد الإفطار، وقياسًا على الصوم، يكون تدريب الأطفال على الصلاة باصطحابهم إلى المسجد، والصلاة أمامهم، لينشأ الأطفال على حب العبادة ويستمتعوا بحلاوة الإيمان حين يكبرون. هذه بعض رخص الله في الصيام تيسرا على عباده .