أكد الشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب مسجد الجمال بالمنصورة ان شهر رمضان هدية من الله تعالي من بها علي عباده ليفوزوا ويسعدوا فيه بالعبادة الحقة والتقرب إلي خالقهم بالأعمال الصالحة مثل قراءة القرآن والاخلاص في الدعاء والانفاق علي غير المستطيعين ومساعدة الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات والارامل والايتام.. فإذا ما احسنوا فازوا فوزا عظيما في شهر جعل الله أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. ومن باب حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه". قال الشيخ محمود الأبيدي: إن الله تعالي فرض الصيام علي المؤمنين وجعله في الإسلام ركنا ركينا وخص به رمضان عن سائر شهور السنة.. ولأن الله بالناس رءوف رحيم فقد رخص الافطار لكل ذي عذر مبين واسقط الاثم علي من افطر وكان من الناسين أو الجاهلين أو المكرهين. وقد بين العلماء أن جميع رخص الشرع في العبادات والمعاملات تتخرج علي قاعدة المشقة تجلب التيسير. ومن ثم فإن أدلة هذه القاعدة هي ذاتها أدلة مشروعية الرخص. وقد استندوا عليها بالقرآن والسنة وفعل الصحابة والاجماع قال تعالي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" 185 البقرة وقال: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" البقرة 286 وقال أيضا: "ما يريد ليجعل عليكم من حرج".. المائدة 6 والادلة من السنة: عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم وقال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بشيء من الدلجة" رواه البخاري .39 وحول سؤال لأحد المصلين عن الرخص الشرعية عند العلماء والرخص للصائمين؟ أجاب الشيخ الأبيدي قائلاً: الرخص الشرعية عند العلماء علي أنواع خمسة هي: 1- رخص يجب فعلها علي المكلف كأكل الميتة للمضطر ورخص يندب فعلها كالقصر في السفر ورخص يباح فعلها كالسلم في المعاملات ورخص الأولي للمكلف تركها مثل الجمع بين الصلوات للمسافر النازل لا المرتحل ورخص يكره فعلها مثل القصر في أقل من ثلاث مراحل عند بعض الفقهاء. عن اسباب التيسير والتخفيف قال الشيخ الأبيدي: إن من اسباب التخفيف والتيسير المجوزة للرخص الشرعية بالصيام أمور عدة منها: السفر.. فقد رخص الله تعالي للمسافر الفطر في رمضان.. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.. وعن عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الاسلمي قال للنبي صلي الله عليه وسلم: "أصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام فقال له النبي: إن شئت فصم وان شئت فافطر". وبسؤاله عن حكم الفطر للسائق المسافر من بلد لبلد أجاب إمام المسجد: يفطر لو كان سفره مستمرا.. لأنه لا وطن له ولا مأوي إليه.. ويجوز له الصيام في الشتاء أو إذا عاد إلي بلده.