قال تعالى(هو الذي ينزل على عبده آيات بيانات ليخركم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم)، هكذا نجد آيات الله واضحة في كتابه المبين، ونجد الله رءوف بعباده ورحيم بهم حيث يريد الله بنا يسرًا ولا يريد بنا عسرًا.. فإذا نظرنا إلى هذه الآية التالية نجد مدى رحمة الرحيم بعباده( فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، وقوله( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله عن الصيام في السفر:" إن شئت فصم، وإن شئت أفطرت"؛ لذا يباح الفطر للمسافر في رمضان ويجب عليه القضاء. ويباح الفطر في السفر الطويل الذي يباح فيه قصر الصلاة، وهو كما يُقدر - كما ذكر العلماء – بثمانية وأربعين ميلًا أي: حوالي ثمانين كيلو مترًا. وإن صام المسافر صحَّ صومه لحديث أنس - رضي الله عنه -:" كنا نسافر مع النبي فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم"؛ ولكن بشرط ألا يشق عليه الصوم في السفر، فإن شقَّ عليه أو أضرَّ به، فالفطر في حقه أفضل؛ أخذًا بالرخصة؛ لإن النبي- صلى الله عليه وسلم- رأى في السفر رجلًا صائمًا قد ظُلَّلَ عليه من شدة الحر وتجمع الناس حوله فقال- صلى الله عليه وسلم-:" ليس من البر الصيام في السفر". في هذا الصدد نشير إلى تفسير ابن كثير في كتابه" تفسير القرآن العظيم" حول هذه الآية"، "ومن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر" معناه: ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصوم معه أو يؤذيه أو كان سفر أي: في حالي السفر فله أن يفطر، فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطر في السفر من الأيام" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" أي: إنما رخص لكم الفطر في حالة المرض والسفر؛ تيسيرًا عليكم ورحمةً بكم.