فى شهر رمضان يلتف الأهالى فى المناطق الشعبية والراقية بمختلف قرى ومدن محافظة الدقهلية حول الكنفانى حيث ينصب الباعة فى الأسواق الشعبية خيامهم الرمضانيةلتصنيع الكنافة اليدوى تلك المهنة القديمة التى لا تظهر إلا فى الشهر الكريم ، حيث تحرص جميع الأسره على تزيين سفرة رمضان بأطباق الكنافة . وتقول نهى أحمد مدرسة نشترى الكنافة العجين والتى يقوم الكنفانى بتصنيعها بيده وليس عن طريق الآلات ومعها القطايف والجلاش ونقوم بتخزينها فى الثلاجة و ذلك قبل بدء أول أيام الشهر الكريم لأن الطلب عليها يكون شديدا ، أما الأسعار فلم تختلف عن السنة الماضية كثيراوإن كانت تتغير على حسب المنطقة راقية كانت أم شعبية . ويضيف هادى الشربينىبائع كنافة أن الكثير من الزبائن يطلبون الكنافة البلدى التى لاتزال لها لها زبونها ، فمنذ العصر الفاطمى يصنع الكنفانى «الكوز « الذى يصب فيه «العجين» شبه السائل ومع تقدم وسائل التصنيع وظهور الآلات الحديثة فان الكنافة التى يتم تصنيعها تكون رقيقة وليست سميكة ولا توافق هوى الزبون لذلك يطلب الكثيرون الكنافة اليدوى ، حيث يزداد الإقبال على شرائها بعد الإفطار وتشير حنان لاشين موظفة إلى أنه مع بدء الشهر الكريمتشهد الأسواقوخاصة فىمدينة المنصورة إقبالا كبيرا على شراء القطايف والكنافة والجلاش والرقاق ، وعلى الرغم من اندثار معظم الحرف اليدوية فإن صناعة الكنافة اليدوى موجودة فى مناطق ميت حيدر وكفر البدماص وشارع محمد فتحى ومنطقة سندوب ، حيث أصل المنصورة والمحال القديمة والتى تمثل قبلة المواطنين للحصول على متطلباتهم . وفى منطقة ميت حدر والتى يطلق عليها المنصورة القديمة يقف عم بشرى القبطىحاملا (كوز رش العجين) على الصينية النحاسية ليدور بها دوائر ويقف أمامه الأطفال الصغار لمتابعته أثناء عمله فرحين بذلك العمل السحرى العجيب ، ويقول عم بشرى أنا مسيحى الديانة لكننى مصرى الهوية واعتدت العمل بهذه المهنة منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، حيث أقف ساعات طويلة فى الفرن لأبيع الكنافة ولكن فى شهر رمضان تكون الكنافة الشعر مطلوبة أكثر لذا أقوم بتحضير العجين ليلا وفى الظهيرة أبدأ عملى وكل نوع من الكنافة وله زبونه . وعن الأسعار أوضح محمد الطحان بائع كنافة أن الأسعار لم تختلف عن العام الماضى فكيلو الكنافة يباع ب 15 جنيها واليدوى يصل إلى 20 جنيها والقطايف و الجلاش سعرهما يصل إلى 20 جنيها والرقاق 20 جنيها . ويقول عبده شلبىكنفانىإن الصنعة المتقنة لا يختلف عليها إثنان والخلطة البسيطة التى أصنع منها الكنافة هى سر النجاح مشيرا إلى أن الكنافة الآلى سهلة فى التشكيل عن اليدوى لكن الطعم الألذ لليدوىفالصنعة عندنا مهمة والمهنة تتوارث من جيل لجيل و» مش أى حد يبقى كنفانى بلدى « فهذه المهنة الشاقة تحتاج إلى صبر وإلى بنية جسمانية قوية، تحتمل حرارة الفرن، ولهذا لا يمكن أن يمارسها من هو أقل من 17 سنة والأجيال الجديدة لا ترحب بهذا العمل الشاق فالكنافة الآلى بدأت منذ بداية الثمانينيات والعمل بها أسهل كثيرا . وتقول شيرين عياد من المنصورة على الرغم من أننى قبطية فإننى أشارك المسلمين فرحتهم بشهر رمضان وأساعد جارتى فى عمل صينية الكنافة ولأنها مشغولة فقد أوصتنى أن اشترى لها كنافة يدوى أثناء عودتى من عملى ونحن لا نطهو إلا الكنافة اليدوى البلدى فهى أفضل كثيرا من الكنافة الشعر لأن لها عرقا سميكا ولا تستخدم بها محسنات وبعد خروجها من الفرن رائحتها « تفتح النفس » ، مشيرة إلى أن الكنافة البلدى « اليدوى « لا تظهر إلا فى شهر رمضان فقط لذا تشتريها وتخزنها فى الثلاجة لاستعمالها على مدار العام بالزبد واللبن والقشدة .