لقد جعل الإسلام لكل فرد من أفراد المجتمع حقوقاً وفرض عليه واجبات، ليعيش المجتمع فى راحة وسعادة إذا تم الالتزام بهذه الحقوق والواجبات ومن تلك الحقوق التى أرستها الشريعة الإسلامية فى التعامل ما بين الناس حقوق الجار وقد حث الإسلام على الإحسان إلى جميع الجيران وجعل ذلك دليلاً على صدق الإيمان وأوصى الله تعالى فى القرآن الكريم بالإحسان إليه فقال جل شأنه: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» النساء:36. لقد كان المسلمون طوال تاريخهم نماذج مشرفة فى حسن المعاملة مع الجار وتجنب الإساءة إليه وقد ذكر الإمام الغزالى فى الإحياء: «أن بعضهم شكا كثرة الفئران فى داره، فقيل له: لو اقتنيت هرًّا؛ أي: قطة؛ حتى يهرب الفأر من دارك، فقال: أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر، فيهرب إلى الجيران، فأكون قد أحببت لهم ما لا أحبُّ لنفسي». أما والله لو علم الجار بفضل جاره عليه ما أذاه أبدا فعن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلمٍ يموتُ فَيَشْهَدُ لهُ أربعَةٌ أهلُ أَبْياتٍ من جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ أنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إلَّا خيرًا؛ إلَّا قال اللهُ: قد قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فيهِ، وغَفَرْتُ لهُ ما لا تعلمُونَ» رواه أبو يعلى وابن حبان فى صحيحه.