بأى ذنب قتلت؟

امتلأ قلبها بالسواد فلم تعرف للرحمة طريقا ولم يهتز لها جفن وهى تمسك بإيشارب تلفه حول عنق البريئة التى لم تتجاوز سنواتها العشر من أجل قرط صغير لا يسمن ولا يغنى من جوع.
ضغطت ربة المنزل بكل ما أوتيت من قوة يساعدها زوجها فى الإمساك بالطفلة بيد والأخرى تكتم أنفاسها، وبعد أن أنهيا جريمتهما البشعة وضعاها فى جوال وألقياها بترعة الباجورية؛ لتتوالى المفاجآت عليهما ليلقيا جزاء ما اقترفت أيديهما الآثمة.
ساق القدر أحد الصيادين للمرور بجانب الترعة وتلتقط عيناه ما يفعلانه عن بعد وألقى الله الشك فى قلبه ودفعه إلى التقاط الجوال ثم قام بفك ربطته ليكتشف أن بداخله طفلة فى عمر الزهور ويسرع بجذب الجوال إلى الشاطئ ويتوجه إلى إبلاغ الشرطة ويدلى بما تذكر من أوصاف المرأة والرجل.
كان مأمور مركز شرطة كفر الزيات قد تلقى بلاغا من والدة الطفلة نور. ع 9 سنوات مقيمة بقرية الدلجمون التابعة لدائرة المركز يتضمن اختفاء ابنتها فى ظروف غامضة بعد أن تركتها عند صديقتها ( س) 30 عاما ربة منزل عدة ساعات عقب نشوب خلاف بين أم الطفلة ووالدها وعندما توجهت لصديقتها بعد قضاء مصالحها للحصول على نجلتها أخبرتها بأنها غادرت المنزل عائدة اليها.
ضم رجال المباحث بلاغ الصياد إلى بلاغ الاختفاء وانتقل الرائد هادى سالم رئيس مباحث كفر الزيات الى موقع الجريمة وتبين من المعاينة أن الطفلة مقتولة وبها علامات خنق حول رقبتها حيث تم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى كفر الزيات العام وباستدعاء أسرة الطفلة للتعرف على الجثة تبين أنها ابنتهم واتهمت والدة الضحية صديقتها بقتلها والتخلص منها.
تم إخطار اللواء طارق حسونة بالواقعة والذى أمر على الفور بسرعة ضبط المتهمة وقامت حملة أمنية مكبرة تمكنت من القبض على المتهمة وبتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت بقتل الطفلة بمساعدة زوجها (محمد ) 40 عاما عامل بعد كتم أنفاسها وخنقها بواسطة إيشارب لمقاومتهما أثناء سرقة قرطها الذهبى وبررا جريمتهما لمرورهما بضائقة مالية وبعدها قاما بوضع جثة الطفلة داخل جوال بلاستيك مغلف بكيس قمامة اسود من الخارج حتى لا يكتشف أحد أمرهما وقامت المتهمة بحمله على رأسها وإلقائه على شاطئ ترعة الباجورية بقرية الدلجمون كما أرشدت المتهمة عن مكان الإيشارب المستخدم فى الواقعة والقرط الذهبى المسروق.
كانت المفاجأة الثانية أن قرط الطفلة فالصو حيث تمت إحالة المتهمين لنيابة مركز كفر الزيات التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق.
الغربية ياسر أبو شامية