أصبح سوق المواشى العشوائى بالمحلة الملاصق لوحدات الإسكان الاجتماعى الجديد بطريق قرية الدواخلية، والتى يضم 588 وحدة سكنية بمثابة أزمة بيئية تؤرق سكان المنطقة وتصيبهم بحالة من القلق والذعر خوفا من انتقال الأمراض المعدية لهم ولأولادهم الصغار نتيجة انتشار بقايا مخلفات السوق وروث المواشى كما يؤكد عدد كبير من الأهالى، بخلاف حالة الضوضاء والإزعاج الشديد التى يسببها السوق، فضلا عن ارتباك حركة المرور وقت الذروة مما يعطل مصالح الأهالى والموظفين والطلبة، مشيرين إلى أنهم تقدموا بالعديد من الاستغاثات لجميع المسئولين لإنقاذهم من الأزمات التى تحاصرهم من كل جانب ورفع المعاناة عنهم، حيث طالبوا بسرعة نقل سوق المواشى من هذه المنطقة حفاظا على صحة المواطنين، وتحسين مستوى الخدمات من توفير وسائل المواصلات واستكمال شبكة الصرف الصحى، وإنشاء نقطة شرطة إلا أن شكواهم لم تلق استجابة لدى أى مسئول بمحافظة الغربية. ويقول أحمد فتحى مقيم بإحدى وحدات الاسكان الاجتماعى الجديد بقرية الدواخلية لقد فوجئنا بعد تسلم وحداتنا بالعديد من المشاكل والأزمات التى أصابتنا بحالة من الإحباط أبرزها إقامة المشروع على أرض تقع بالقرب من أكبر محطة تنقية لمياه الصرف الصحى والصناعى على مستوى المحافظة، فضلا عن نقل سوق المواشى العمومى بمركز المحلة من الطريق الدائرى إلى قطعة أرض فضاء مواجهة مباشرة للعمارات السكنية التى نقيم بها، واكتفاء المسئولين بإقامة سور يفصل بين عماراتنا وبين سوق المواشى وهو ما ينتج عنه انتشار الروائح الكريهة ويعرضنا للإصابة بالأمراض والأوبئة الخطيرة، مشيرا إلى أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى لمجلس الوزراء تتضمن استياء قاطنى الوحدات السكنية من استمرار بقاء سوق المواشى العمومى والذى يعمل بالمخالفة للقانون ولم يصدر له قرار تخصيص أو تراخيص من الجهات المسئولة، كما أثبتت تقارير لجان الطب البيطرى والزراعة والبيئة بعد معاينته على الطبيعة صعوبة بقائه لخطورته على الصحة العامة، لافتا إلى أنه رغم صدور قرار من المحافظ السابق بنقل السوق من المنطقة السكنية منذ عام لخطورته على صحة السكان وتشويه الشكل الحضارى إلا أنه لم يتم تنفيذ القرار، ويطالب المسئولين بنقل السوق لمكان آخر بعيدا عن المناطق السكنية واستغلال قطعة الأرض فى إنشاء وحدات سكنية جديدة للشباب أو فى تقديم خدمات للأهالى. وأضاف منتصر داود أحد المتضررين أن السوق يصيب المنطقة بالشلل التام حيث يغلق التجار بسياراتهم نصف النقل ومواشيهم التى تسير بعشوائية فىالشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية للطريق السريع مما يؤدى إلى حدوث تكدس وزحام شديد، بخلاف اندلاع مشاجرات بين التجار والتى تستخدم فيها الأسلحة مما يثير الذعر فى قلوب الأطفال الصغار، بجانب إلقاء الحيوانات النافقة بالمصرف المجاور للسوق دون اكتراث لخطورة هذه التصرفات على البيئة وتلوثها وهو ما يشير إلى حجم المعاناة التى يعيشها أهالى المساكن. وأشار شريف المتولى أحد السكان إلى أن غياب معظم الخدمات أصبح يثير استياء السكان منها انعدام وسائل المواصلات بالمساكن خاصة فى فترة الليل وهو ما يصيب حركة السكان بالشلل التام ويعطل مصالحهم، كما لا توجد مدرسة أو مسجد للصلاة ولا وحدة صحية أو نقطة إسعاف لإنقاذ الحالات المرضية الطارئة التى تحتاج إلى سرعة إسعافها مما يعرض حياة المرضى للخطر بسبب تأخر وصولهم إلى أقرب مستشفى، لافتا إلى أن المشكلة الأكثر خطورة بالمنطقة تتمثل فى سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحى التى أصبح معظمها مفتوحا على مصراعيه وتحولت إلى مصيدة لحياة الأطفال والكبار المهددين بالسقوط داخلها، بجانب تأخر الانتهاء من إنشاء بيارة تجميع مياه الصرف الصحى العمومية لأكثر من عام وعدم ربطها بمصرف نمرة 5 لإنهاء مشكلة طفح المجارى التى يعانيها بعض الشوارع، وطالب المسئولين بسرعة النهوض بمستوى الخدمات وتطوير المرافق لخدمة قاطنى وحدات الإسكان الاجتماعى. ومن جانبه أكد اللواء هشام السعيد محافظ الغربية أنه تم رصف الشوارع الداخلية بالمشروع وتزويد أعمدة الإنارة بكشافات جديدة وتركيب أعمدة إضافية على الطرق المؤدية إلى المساكن وجار الانتهاء من جميع أعمال الصرف الخارجية، بالإضافة إلى إنشاء حديقة عامة لتكون متنفسا لأهالى المنطقة. وقال إنه يتم حاليا دراسة مشكلة سوق المواشى لايجاد الحلول المناسبة لها، فضلا عن إنشاء مسجد ومدرسة لخدمة تلاميذ المنطقة وصيانة معبر الكوبرى المؤدى إلى مدخل الوحدات السكنية لتأمين حياة المواطنين، بالإضافة إلى تمهيد ورصف جميع شوارع المشروع.