اصحي يانايم وحد الدايم.. رمضان كريم.. كانت تلك مقدمة أناشيد المسحراتي التي تعد من أشهر الأعمال الغنائية الرمضانية الإذاعية, التي انتقلت بعد ذلك إلي شاشة التليفزيون, وكان الموسيقار الراحل سيد مكاوي أشهر من جسد المسحراتي تلحينا وأداء بكلمات بسيطة من كلمات شاعر العامية فؤاد حداد, وارتبطت هذه الأشعار في أذهان المصريين بعدد من القيم الرمضانية الجميلة وحملت حكما ومواعظ وحكايات مصرية وعربية أصيلة. وعلي الرغم من أن مكاوي ليس أول مسحراتي في الإذاعة إذ سبقه محمد فوزي مستعينا بكلمات بيرم التونسي, فإن مكاوي بجلبابه وطبلته وأشعار حداد ارتبط في أذهان وقلوب المصريين بشخصية المسحراتي. وتعود فكرة احتكار سيد مكاوي المسحراتي إلي ستينيات القرن الماضي; حيث حرصت الإذاعة علي تقديم المسحراتي سنويا, وفي عام1968 عهدت إلي عدد من الملحنين بالمشاركة في تلحين الثلاثين حلقة, ومنهم أحمد صدقي وعبد العظيم عبد الحق ومرسي الحريري, ولكن اكتفي سيد مكاوي بالغناء علي الطبلة فقط عوضا عن الفرقة الموسيقية وكانت المفاجأة أن حلقاته نالت نجاحا جماهيريا منقطع النظير فكان له الفضل الأول في وضع أساس لحن خاص للمسحراتي وظل يقدمه بنفس الأسلوب حتي وفاته في21 أبريل.1997 وأمام نجاح حلقات المسحراتي فكر مسئولو التليفزيون في تقديمها مع الثنائي مكاوي وفؤاد حداد وطوال رحلتهما مع المسحراتي قدما الكثير من القضايا الحيوية علي الصعيدين المصري والعربي ورغم المحاولات المتنوعة للكثير من شعراء العامية المصرية المتميزين لكتابة المسحراتي, فإن مسحراتي مكاوي وحداد يظل الأبرز والأبقي في ذاكرة المستمع والمشاهد.