رمضان بالخير أقبل، يا ترى كيف تستقبلون شهر رمضان وكيف تستعدون للقائه فهو ضيف غال لا يبقي طويلا وسرعان ما تجدونه قد رحل، هل ستستقبلونه بالياميش والفوانيس والزينة والوقوف طويلا لتحضير أشهى أنواع الطعام أم سنغتنم الفرصة الرائعة والنفحات الجميلة لاستقبال شهر اليمن والبركات، لذا على المرء أن يستقبل شهر رمضان بآداب الدين ومنها التوبة النصوح الصادقة التى تجب ما قبلها وتبدل الذنوب إلى حسنات، كما قال تعالي (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) ولكن التوبة لابد أن تكون بتذلل وخشوع حتى يتمكن من القلب الندم فيتحقق الهدف المرجو من ذلك، فعندما تصلى ركعتين تجدد فيهما العهد مع الله بأنك لن تعود إلى المعاصى مرة أخرى فإن الله تعالى يقبل منك لأن التائب حبيب الله وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لاذنب له) لذا احرص يا عبد الله على أن تقدم توبتك بين يدى حاجتك قبل أن تتهيأ لاستقبال شهر الرحمات. ولا تنس أن تكثر من الاستغفار فقد مدح الله المستغفرين بالأسحار، وقد رأيت عجب العجاب من كرامات الاستغفار فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) وليس هذا فحسب بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أيضا (أنزل الله علىّ أمانيين لأمتى) «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة). والأكثر من ذلك لكى نستعد للقاء شهر رمضان فلابد لكل واحد منا أن يرد الحقوق لأصحابها، فكل شيء قد يغفره الله تعالى بكرمه وتفضله على عباده إلا مظالم العباد فلابد من ردها لأصحابها، فمن استحل شيئا من أموال الناس فقد أدخل نفسه فى باب مظالم العباد وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) فمن أراد أن يكون من الفائزين فى هذا الشهر الكريم فليستقبله بقلب سليم خال من المعاصى، خال من ظلم العباد، متحرر من قيود الشيطان، متأس بخير الأنام فى أمانته وخلقه العظيم. ثم اعزم على أن يكون صومك هذا العام هو صوم الصالحين الذى تغض فيه بصرك عن كل ما يشغل قلبك أو يلهيك عن ذكر الله، وتحفظ فيه لسانك عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش فى الكلام بل وأيضا الخصومة والجفاء مع البعض، وكف سمعك عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن الله تعالى سوى بين المستمع للغيبة وآكل السحت فقال تعالي (سماعون للكذب آكالون للسحت) فإذا كففت جوارحك وهذبتها عن كل ما يغضب الله، استطعت أن تهيئ نفسك لنفحات المولى عز وجل بل وصوم مقبول، وكل عام والأمة الإسلامية فى رضا الرحمن.