يبدأ اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارة مهمة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، تحمل عنوان المشاورات وتعزيز العلاقات ومناقشة أزمات المنطقة، وذلك فى ثانية محطات جولة السيسى الخارجية، التى تشمل غينيا وكوت ديفوار والسنغال. وقبيل توجهه إلى واشنطن، حظى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، باستقبال حافل فى العاصمة الغينية كوناكرى التى شهدت مباحثات مهمة مع الرئيس الغينى ألفا كوندي، وكذلك توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين فى إطار حرص مصر على تكثيف التعاون والتنسيق مع الأشقاء الأفارقة. ويعقد الرئيس السيسى غدًا مباحثات قمة هى السادسة من نوعها مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، تتناول سبل تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التى تربط بين البلدين فى كل المجالات، بما يحقق المصالح الإستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلًا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها. وتفرض تطورات الأحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والأزمات المحتدمة بها والتى تزداد تعقيدًا، نفسها على مائدة المباحثات وفى مقدمتها قضية فلسطين وعملية السلام فى الشرق الأوسط، التى تحظى بأولوية كبرى لدى مصر، فضلًا عن الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن وغيرها، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب الذى يحظى بأولوية لدى كلا البلدين. وقد استهل الرئيس جولته الخارجية أمس إلى الغرب الإفريقى بزيارة غينيا وهى الزيارة التى شهدت توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين، فى إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة لبحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الإفريقية فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس السيسى خلال مباحثاته أمس مع نظيره الغيني، عمق العلاقات التاريخية بين مصر وغينيا، التى توطدت على مر السنين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والثقافية. وشهد الرئيس السيسى خلال زيارته مقر جامعة «جمال عبدالناصر»بكوناكري، إزاحة الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحرم الجامعة، إلى جانب افتتاحه لمبنى المجمع الجديد بالجامعة الذى يحمل اسم «الرئيس عبد الفتاح السيسي» . فى غضون ذلك شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس، فى مأدبة العشاء التى أقامها على شرفه الرئيس الغينى «ألفا كوندي»، التى شهدت تقليده وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام فى جمهورية غينيا. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الغينى ألقى كلمة رحب فيها بزيارة الرئيس إلى كوناكري، واصفًا إياها ب«التاريخية» بالنظر إلى مرور أكثر من خمسة عقود على آخر زيارة لرئيس مصرى إلى غينيا. كما أشار الرئيس «كوندي» إلى خصوصية العلاقات التى تربط بين البلدين، التى انطلقت منذ استقلال غينيا، مؤكدًا محورية دور مصر فى القارة الإفريقية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لشعوبها، ومشيدًا بالجهود المصرية الحالية لدفع عجلة العمل الإفريقى المشترك فى إطار رئاستها للاتحاد الإفريقي. وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس ألقى كلمة فى هذه المناسبة، أعرب فيها عن اعتزازه وتقديره لتقليده هذا الوسام الرفيع، الذى اعتبره تجسيدًا لقيمة الروابط التاريخية الوطيدة التى تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، مؤكدًا أن زيارته لغينيا ستظل تحظى لديه دائمًا بتقدير وقيمة خاصة. وقال الرئيس: لقد سعدت كثيرًا أخى الرئيس، بما لاقيته منذ وصولى إلى كوناكرى من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وهو أمر ليس بالغريب على بلدكم المضياف، وشعبها الكريم، وإننى على يقين من أن ما تم الاتفاق عليه بيننا خلال هذه الزيارة سيمثل نقطة انطلاق جديدة، ودفعة نحو الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وبما يحقق طموحات شعبينا الشقيقين. واختتم الرئيس كلمته بتوجيه الشكر والتقديرللرئيس ألفا كوندى ولشعب غينيا الشقيق، على تقليدى هذا الوسام الرفيع، وأنتهز تلك المناسبة لأدعوكم إلى زيارة القاهرة فى أقرب فرصة ممكنة لمتابعة نتائج لقاءاتنا، وكذا لإتاحة الفرصة لنا لرد حفاوة استقبالكم وكرمكم. وأوضح السفير بسام راضى أن جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب إفريقيا تأتى فى إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة فى مختلف المجالات.