أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أنه بنهاية منتدى التعليم الدولى، نأمل أن نخرج بقرارات وتوصيات واضحة، تساعدنا فى تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى، والاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية المعروضة بالمنتدى، فى إعادة تأهيل وتغيير مسار قطاع كبير من الخريجين بما يتواكب مع المتغيرات التى يشهدها سوق العمل محليًّا ودوليًّا. وقال الوزير، ردا على سؤال «الأهرام المسائى»، حول العائد المستهدف من انعقاد الملتقى الدولى للتعليم، وما تحقق منه مع نهاية اليوم الأول: إن تغيير مسار الخريجين وتأهيلهم من الممكن أن يكون خبرة مفيدة لنا على سبيل المثال، ونحن نفكر فى مصير خريجى كليات مثل الآداب والتجارة. وتابع الوزير: هدفنا من إقامة المنتدى العالمى للتعليم إقامة مناقشات علمية على المستوى العالمى، فيما يخص التعليم بشكل عام، حتى يمكن أن نخرج بتوصيات يستفيد منها كل ما هو معنى بالتعليم فى العالم. وردًا على سؤال آخر ل«الأهرام المسائى»، حول ما تم الإعلان عنه من إطلاق أول منصة إلكترونية عالمية للتواصل بين مجتمع الباحثين والصناعة، وهيئات البحث العلمى، قال: نعمل مع هيئة الرقابة الإدارية منذ عامين، من خلال أكاديمية البحث العلمى، على تلك المنصة التى لا تقتصر على كونها مجرد تطبيق إلكترونى للتواصل، ولكنها ستكون منصة للتكامل بين الباحثين والاطلاع على منظومة البحث العلمى داخل مصر وخارجها، فضلا على الانفتاح على الصناعة ومتطلباتها، وإمكانية تمويل الأبحاث، داعيا كل المعنيين بالبحث العلمى فى الجامعات والمراكز البحثية، إلى التسجيل على المنصة، والانضمام لأكبر تجمع عالمى بحثى. ودعا الوزير، فى مؤتمر صحفى، عقده على هامش جلسات اليوم الأول للمنتدى، إلى تشكيل مجلس يتولى أمور إقامة المنتدى العالمى للتعليم بشكل دورى، فى السنوات المقبلة، حتى لا يكون هذا المنتدى مرتبطًا بشخص الوزير، وإنما يستمر وفق منظومة تضع ضوابط ومقاييس محددة. وأشار إلى أن المنصة صممت حتى تصنع ترابطًا بين الباحثين فيما بينهم، وتتيح تداول المعلومات فيما يخص نوعية الأبحاث التى يعمل عليها كل باحث بأى جامعة، حتى يتم تكامل الأبحاث بعضها البعض، مشيرا إلى أن قبل ذلك لم يكن لدينا ترابط بين الباحثين مما كان ينتج عنه وجود أبحاث متشابهة فى بعض الجامعات دون معرفة ذلك. ولفت إلى أن منصة البحث العلمى هى منصة دولية يستطيع الباحثون فى أى مكان بالعالم أن يندرجوا داخلها، ويتناقشوا فيما بينهم من أمور علمية، ويتبادلوا الخبرات مع العالم ومواكبة جميع تطورات التعليم والبحث العلمى، والاستفادة من خلال المناقشات العلمية التى تتضمنها وعرض كل دولة تجاربها العلمية النجاحه وكيفية تنفيذها. واستشهد عبد الغفار بتجربة الهند قائلا: على سبيل المثال تجربة الهند التى نجحت فى تخريج جيل له مسار مختلف، يخدم احتياجات البلد، ويرتقى بها من خلال تدريب الطلاب لمدة 6 أو 8 شهور على برامج سوق العمل ومتطلباته داخل الشركات والمصانع، وإدراج هذا الشباب داخل منظومة العمل، مشيرا إلى أن هذه التجربة غيرت الملايين من الخريجين بالهند، وفى هذه المنتديات نتعرف على تلك التجارب وكيفية تطبيقها. ولفت الوزير إلى أن ذلك يأتى فى وقت تسعى فيه مصر لوضع حلول لخريجى الكليات النظرية، التى أصبحت مجالاتها غير متواجدة بمجال العمل، نظرا لتطور التكنولوجيا وظهور ثورة صناعية جديدة تغير كل شيء بشكل سريع. وتابع: على سبيل المثال المعاهد التكنولوجية فى مصر بعيدة كل البعد عن العصر الحديث ونعمل على تطويرها، إضافة إلى أن منظومتنا التعليمية التكنولوجية تغيب عنها تلك التطورات، مما دفعنا إلى وضع إقدامنا على أولى خطواتنا نحو التحول إلى الذكاء الاصطناعى والمجتمع الرقمى من خلال بروتوكول تعاون بين وزارتى التعليم العالى والاتصالات ودولة اليابان، كما نعمل حاليا بالتعاون مع وزارة الاتصالات على مشروع البنية المعلوماتية حتى تتوافر لدينا قاعدة بيانات وإنشاء الجامعات التكنولوجية التى سوف تحتوى على تخصصات الذكاء الاصطناعى، وأضاف عبد الغفار أن التكنولوجيا ليست مقصورة على فئة معينة، ولا بد من التفكير بشكل عالمى حيث إن الشغل الشاغل للدول حاليا هو مستقبل الوظائف.